عُقد مساء اليوم، السبت، إجتماع طارىء في قرية خشم زنّة بالنقب، للتباحث في مسألة نيّة السلطات الإسرائيلية من خلال شركة المياه القطرية "مكوروت" هدم المقبرة التاريخية بهدف إقامة خزّان مياه على أنقاضها.
وتقرر إقامة خيمة اعتصام بعد عيد الأضحى مباشرة بالقرب من المقبرة لطرح القضية أمام الجمهور العام، وتجنيد رؤساء السلطات المحلية والإقليمية العربية في النقب للتوقيع على رسالة موجهة إلى وزير الداخلية خاصة وأن المحكمة الشرعية أكدت أنه لا يجوز شرعا إزالة القبور حتى ولو كانت قديمة.
وتناول عضو اللجنة المحلية في قرية خشم زنّة، د. كايد العثامين، قضية المقبرة التي تنوي "مكوروت" تخريبها أو نقلها لبناء خزّان ماء إضافي، لافتا إلى أن القضية تعتبر سابقة.
وكان من بين المتحدثين النائبين السابقين جمعة الزبارقة وسعيد الخرومي، ورئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها عطية الأعسم، والمركز الميداني في المجلس معيقل الهواشلة، وناجي أبو زقيقة، وفارس أبو عبيدّ عن منظمة "بيمكوم"، ومروان أبو فريح من عدالة، والناشط حسين الرفايعة، ود. يعالا رعنان عن "نقف معا"، ود. ثابت أبو راس من "صندوق إبراهيم"، والمحامي شحدة بن بري.
وأكد المتحدثون الحاجة إلى العمل معا وتجنيد رؤساء السلطات المحلية ومحاولة تجنيد اليهود المتدينين وحتى وزير الداخلية، خاصة والحديث عن مقبرة، وكذلك إقامة خيمة اعتصام لإبراز قضية المقبرة محليا وعالميا.
وروى د. العثامين، عضو اللجنة المحلية لقرية خشم زنّة، لمراسل "كل العرب" قضية المقبرة حيث قال: "محاولة استيلاء شركة مكوروت على المقبرة بدأت منذ العام 1999 بحجة بناء خزان مياه كبير في مكانها، رغم وجود مساحات شاسعة مجاورة لمنطقة المقبرة. نحن لسنا ضد بناء الخزان، لأنه سيخدم كل سكان المنطقة، بل ضد هدم المقبرة حيث تدعي شركة المياه القطرية عدم وجود أضرحة ما عدا قبور جديدة، وأنه في حال ثبت وجود قبور فيها فهي ستوفر معدات هندسية لنقل القبور إلى مقبرة أخرى الأمر الذي يرفضه الأهل".
وتابع قائلا: "مقبرة خشم زنة من أقدم المرافق الموجودة في قريتنا التاريخية، وهي قائمة منذ مئات السنوات، كما احتوت على مزار تاريخي عمره غير معروف. وكانت هذه المقبرة بالإضافة إلى مقبرة بئر السبع لعرب النقب في منطقتنا، وآخر المدفونين في مقبرة خشم زنة هو المرحوم عمي إبراهيم العثامين الذي توفي عام 1992".
وحول ممارسات شركة المياه قال: "في العام 2017 قمنا بحملة لترميم المقبرة وفوجئنا باقتحام موظفي شركة المياه وإلصاقهم أوامر تأمرنا بإخلاء المنطقة لأن الشركة حصلت على كل التصاريح اللازمة لبناء خزان مياه منذ عام 2008، حيث اتضح انهم نشروا اعلانين في صحيفتين عربية وعبرية علما أن هاتين الصحيفتين لا يتم توزيعهما في القرية - وبالتالي لم نقدم اعتراضا على النشر الذي جاء تحت عنوان خزان مياه اضافي نفاطيم، ولك يذكر فيه خشم زنّة بتاتا".
وقد رفض الأهل إخلاء قبور الآباء والأجداد، وعرضت عليهم "سلطة تطوير النقب" نقل القبور إلى المقبرة الجديدة للقرية، بدعم حكومي وأدوات هندسية من شركة المياه القطرية "مكوروت"، وحتى أنهم زعموا كذبا أن المحكمة الشرعية أقرت عدم وجود مقبرة، الا أن الأهالي أكدوا أن "المقبرة موجودة قبل إقامة إسرائيل".