الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

بناء كنيس على ارض وقف اسلامي


نُشر: 11/01/07 20:21

"قبل شهر ونيف بدأ عمال يهود بعملية تجهيز جزء من سقف حمام العين بمساحة 200م2– الذي استولت عليه جماعات يهودية بعد الاحتلال الاسرائيلي للقدس عام 1967م- كخطوة أولى لبناء كنيس يهودي"



دعا عدد من أهالي حي الواد الذين يسكنون بجوار منطقة حمام العين في البلدة القديمة بالقدس، المؤسسات المقدسية والفلسطينية والشخصيات الاعتبارية التدخل لمنع استكمال بناء كنيس يهودي الذي يقام على ارض وقف اسلامي في منطقة حمام العين الواقع غربي سوق القطانين في البلدة القديمة بالقدس، يبعد 50 متراً فقط عن المسجد الاقصى المبارك


وفي زيارة ميدانية للطاقم الاعلامي لمؤسسة الأقصى للموقع برفقة الحاج وليد الزربا واسماعيل دويك، قال الحاج وليد الزربا الذي يجاور منـزله الموقع المذكور "أنه قبل شهر ونيف بدأ عمال يهود بعملية تجهيز جزء من سقف حمام العين بمساحة 200م2– الذي استولت عليه جماعات يهودية بعد الاحتلال الاسرائيلي للقدس عام 1967م- كخطوة أولى لبناء كنيس يهودي، وفي نفس الوقت بدأوا باعمال بنائية إنشائية مشابهة في المنطقة الملاصقة من الجنوب وهي الأرض التي تسمى بالبيارة او الحاكورة، وهي قطعة ارض تابعة حتى اليوم الى دائرة الأوقاف الاسلامية ومساحتها 70م2"




الحاج وليد الزربا والحاج اسماعيل دويك امام الارض الوقفية حمام العين وخلفهم اعمال بناء الكنيس اليهودي على سقف الحمام

ويضيف الحاج وليد الزربا: "هذا الأمر استدعى تدخلنا وطالبنا العمال والمسؤولين عنهم بالتوقف عن العمل وعدم المس بأرض البيارة، الا ان هؤلاء قالوا ان عملهم هم مجرد عملية تنظيف وصيانة حول موقع بنايتهم، وأنهم لن يستولوا على قطعة الأرض هذه، ولكن يبدو ان أقوالهم هذه لم تكن صحيحة، حيث قاموا بعد ذلك بصب ارض البيارة بالباطون المسلح، وعاودنا مراجعتهم فكرروا جوابهم الاول مطمئنين لنا، وقبل أيام اخذوا باستكمال البناء في الكنيس المذكور لرفع الجدران الجانبية له، وفي نفس الوقت استكملوا البناء بوضع تجهيزات بنائية خشبية على أرض وقف البيارة، وقد بدى واضحا ان الباب الرئيسي للكنيس اليهودي هو من الجهة الجنوبية ملاصقة مع ارض "البيارة" مما جعل شكوكنا تزداد بأن النية تتجه للسيطرة على ارض البيارة وهي ارض تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية كما ذكرت"، ويستكمل الحاج وليد الزربا شرح تفاصيل القضية: "هذه الشكوك تبددت صباح الاثنين عندما بادر عمال المتعهد اليهودي لفتح باب من الجدار الخارجي لأرض وقف البيارة لجعلها جزءا لا يتجزأ من بناء الكنيس اليهودي، الا ان التدخل السريع لأهل الحارة ومن بينهم أولاد الحاج عطية عوض عبد الجواد أوقف العملية مؤقتا ولا ندري الى أين تتجه الامور مستقبلاً "




الحاج وليد الزربا يشير الى مكان فتح الباب عند ارض وقف البيارة

يحدث الحاج وليد الزربا أنه ما زال وأهل الحارة يواصلون اتصالاتهم بدائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس لمنع الاستيلاء على الأرض الوقفية أرض "البيارة" ولمنع بناء الكنيس اليهودي عليها


الحاج اسماعيل دويك والذي رافقنا في الزيارة الميدانية وشرح لنا تاريخ حمام العين والمنطقة المجاورة، اطلعنا في نفس الوقت على وثيقة تؤكد وقفية ارض البيارة وحمام العين وإنها تابعة للأوقاف الاسلامية، في حين دعا هو والحاج وليد الزربا المؤسسات المقدسية والفلسطينية الفاعلة والشخصيات الاعتبارية الى التدخل لمنع الاستيلاء على أرض الوقف، لمنع استكمال بناء كنيس يهودي على أرض الوقف الاسلامي في القدس




اعمال بناء في الكنيس اليهودي ويظهر جليا باب الكنيس ملاصق لارض وقف البيارة


صب ارضية سقف حمام العين بالباطون المسلح تجهيزا لبناء كنيس يهودي

استيلاء اسرائيلي للوقف الاسلامي لبناء كنيس يهودي
هذا وأكد لنا الحاج اسماعيل دويك  "ان حمام العين وتوابعه أربعة دكاكين وثلاثة غرف على سطح الحمام وبيارة هي ارض وقفية مسجلة رسميا، كان يتبع لوقف آل خالدي وآل نسيبة وآل الأنصاري قديما، وتتابع الأمر الى ان كان الموقع بيد الحاج عطية عوض عبد الجواد الذي سكن غرفة من غرف حمام العين ما بين عام 1948-1967م، ثمّ جاءت الجماعات اليهودية بعد الاحتلال وطردته من هذه الغرفة واستولت عليها وبالتحديد جمعية " عطيرات كوهنيم"، وهي اليوم تقوم بحفريات عميقة وواسعة تحت الأرض أما على السقف فتقوم ببناء كنيس يهودي




جزء من سقف حمام العين قبل بداية بناء الكنيس اليهودي

الجماعات اليهودية حاولت بعدها الاستيلاء على باقي ارض وعقارات حمام العين او شرائها بمبالغ خيالية تصل الى ملايين الدولارات، الأمر الذي رُفض من قبل الحاج عطية وأولاده والذين رأوا من الأسلم بيع العقار للأوقاف الإسلامية حتى لا تُمَكّن السلطات الإسرائيلية من الاستيلاء عليه وهذا ما تم، واليوم نرى ان هذه الجماعات اليهودية تقوم ببناء كنيس يهودي على جزء من سقف حمام العين لا يبعد خمسين مترا عن المسجد الأقصى المبارك"


الوثائق التاريخية والاسلامية تؤكد ان حمام العين هو حمام وبناء مملوكي أنشأه الأمير تنكز الناصري سنة 737هـ/1337م واحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، وان الجزء الأكبر من وقف حمام العين وريعه وقف لمصلحة المكتبة الخالدية المشهورة بالقدس الواقعة في المنطقة المجاورة للحمام، وذلك في عام 1900م وتدل على ذلك وثائق المحكمة الشرعية في القدس




منطقة حمام العين نهاية شارع الواد بالقدس القديمة

الشيخ محمد حسين: "لن نسمح بالاعتداء على الأوقاف الإسلامية"
وفي تعقيب للشيخ محمد حسين – مفتي القدس والديار الفلسطينية - على ما ذكر قال: "حقيقة إذا كان هناك أملاك للأوقاف الإسلامية أي أملاك فبالتأكيد فإن الأوقاف الإسلامية ستحرص على المحافظة على أملاكها وستوقف هذه الإجراءات لأنها لا تسمح ان يُعتدى على الأوقاف الاسلامية، هذا من جانب، ومن جانب آخر أساسا فإن كل ما تم في القدس من إنشاءات يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي هي إنشاءات غير شرعية ولأن هذه ارض محتلة ولا يجوز أن تستغل الأرض المحتلة ولو كانت الأملاك خاصة للمواطنين لا يجوز ان تستغل لإقامة إنشاءات تخدم مصالح الاحتلال في هذه المنطقة ومعلوم ان القدس كلها ارض محتلة ويجب الا تقوم بها أي إنشاءات للإسرائيليين"

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
286950.63
BTC
0.52
CNY
.