محمد فؤاد زيد الكيلاني في مقاله:
سيرتفع سعر النفط إلى (100) دولارًا أمريكًا، وهذا له تأثير السلبي على منتجات النفط والشركات المساهمة به وقطاعات كثيرة كما توقعها بعض خبراء الاقتصاد في العالم.
الحرب الدائرة في اليمن منذ خمسة سنوات تقريبًا، وصلت الآن إلى مرحلة حرجة ومهمة جدًا، فبعد أن كانت قوات التحالف هي المُسيطر في هذه الحرب، بدأ اليمنيون بفرض هيمنتهم على الساحة العسكري، وكان هذا الوضع مُفاجئ بالنسبة لقوات التحالف وأمريكا على حد سواء.
اليمن تُعلن من حين لحين بأنها تقوم بقصف مطارات في المملكة العربية السعودية، وكانت هذه الضربات لها تأثير على المملكة، ومؤخرًا قامت اليمن بضرب أهم منبع من منابع النفط في العالم (ارامكوا) بعشرة طائرات مُسيرة، وسبب هذا القصف حرائق كبيرة وتعطيل تصدير النفط السعودي لفترة طويلة، كما أُعلن من قبل خبراء النفط بأن تصليح الأضرار يمكن أن يستمر لشهور.
ومن آثار هذه الضربة بأنه سيرتفع سعر النفط إلى (100) دولارًا أمريكًا، وهذا له التأثير السلبي على منتجات النفط والشركات المساهمة به وقطاعات كثيرة كما توقعها بعض خبراء الاقتصاد في العالم.
هذا من الجانب الاقتصادي، أما من الجانب السياسي والعسكري، فكان لأمريكا كلمة بأن إيران وراء مثل هذا الهجوم على آبار النفط نظرًا لدقته، وكان الإعلان الأمريكي فوري كأنه جاهز للنشر دون الانتظار لحين تشكيل لجنة والتحقق من الأمر والخروج بنتيجة نهائية، ووضع اللوم على الجهة المعتدية، واتخاذ الإجراءات المناسبة في حال ثبتت على أي دولة أو جهة، لكن أمريكا تحاول الاحتكاك بإيران من كل الاتجاهات وتقوم بافتعال سببًا لضربات محدودة على إيران، وتحديدًا على نفطها كما أعلن البيت الأبيض عقب هذه الهجمات على آبار النفط.
وهذا الأمر الذي ترفضه إيران جملة وتفصيلًا وكما جاء على لسان القادة الإيرانيين بأنه كذب وهراء من الولايات المتحدة الأمريكية مثل هذا القول، علمًا بأن اليمن أعلنت بأنها هي من قامت بمثل هذا العمل، ووضعوا اللوم في نفس الوقت على العراق بأنها سمحت بمرور الصواريخ فوق سماء العراق لتتجه إلى هدفها الرياض، وهذا أيضًا رفضه العراق وبشدة.
الوضع الآن يشبه بالكارثي إذ لم يكن كارثيًا فعلًا، وحالة الفوضى التي هي الآن خطيرًا جدًا جدًا، سترفع سعر النفط ليصل إلى أرقام غير مسبوقة، وباعتقاد الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ستزيد من الضغط على إيران أو توجيه ضربة محتمله لها أصبح وارداً. وكما قال القادة الإيرانيون بأنهم مستعدون دائماً للأسوأ.
بالنهاية سيعمل ترامب على هذه الضربة لصالح الانتخابات التي سيخوضها العام القادم بعد مجموعة من الإخفاقات التي مُنِيَ بها، سواء كان في إيران أو اليمن وفشل قواته في سوريا وأفغانستان، وضعف الرادارات التي هي موجودة في منطقة الخليج العربي، سواء كانت الجوية أو الأرضية فالضربات تأتي من السماء ومن الأرض.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com