حسان عرباس إبن الضحية الشيخ ابراهيم عرباس:
فقدنا والد قائد عظيم، فقد كان انسان نشيط ويحب عمل الخير والمساعدة ليس على مستوى القرية فقط، بل قطرياً
مرت علي لحظات صعبة للغاية، ولا أتمنى أن تمر على أي شخص من شدة الألم المحفور في قلوبنا
الخلفية تعود حول قطعة ارض قمنا ببيعها، وفجأة عندما طالبنا بحقنا بدأنا نتعرض للتهديد حتى القتل، مع اننا أصحاب حق ولا يمكن التنازل عنه
مر شهرين على وقوع الجريمة ولم نسمع من قِبل الشرطة عن إعتقال الضالع بالجريمة
الشرطة لا تريد أمن وأمان داخل المجتمع العربي، وهي تعتبرنا أعداء لها، وهذا هو الواقع الذي نعاني منه
تعيش عائلة عرباس من قرية جلجولية، بحالة ألم وحزن، بعد مقتل الأب والزوج الشيخ أحمد عرباس (65 عامًا) قبل نحو شهرين، في مدخل بيته عندما كان جالسًا مع رجل الإصلاح اسماعيل عياط وإبنه حسان.
الشيخ المرحوم أحمد عرباس
تواجه العائلة صعوبة في الجلوس على الطاولة التي قُتل عليها والدهم، منذ أنّ وقعت الجريمة، وقد قال أبناء الفقيد، عندما دخلنا لإجراء المقابلة، "في هذا المكان قتل والدنا، الذي علمنا أكثرعن مساعيه الحثيثة بعد أن فارق الحياة".
حسان عرباس كان هو المستهدف في الجريمة كذلك شقيقه. الإبن قال: "كنا جالسين أنا ووالدي وجارنا اسماعيل عياط، وتبادلنا الحديث حول حادثة إطلاق الرصاص التي وقعت قبل وقوع الجريمة بيوم واحد. خلال اللقاء شاهدت شخص ملثم يقف في مدخل البيت ويصوب سلاحه نحونا، وإذ به يطلق وابل من الرصاص، أنا نجوت بإعجوبة بعد أن ركضت وراء جدار البيت، بينما عياط ألقى بنفسه على الأرض، أما والدي فمن شدة إستغرابه وعدم توقعه لما حصل وقف بجانب الطاولة وأصيب بعيار ناري في كتفه، ثم إلتفت قليلاً وأصيب برصاصة أخرى، عندها هرب الجاني، وإقتربت من والدي وكان واقفا على رجليه وهو يقول لي "لقد أصبت"، وقد اعتقدت بأن إصابته طفيفة، ثم سقط على الأرض وهو ساجد. في تلك اللحظة حضنته وصرخت بأعلى صوتي وناشدت لمساعدتنا، حتى حضر السكان وسيارة الإسعاف، ولدى وصولنا الى المستشفى كان لدينا أمل بأن يتعافى والدنا، لكننا تلقينا خبر وفاته كالصاعقة، واصبح هذا اليوم بيوم اسود لا يمكن أن ننساه".
حسان عرباس - إبن الشيخ المرحوم أحمد عرباس
وواصل الإبن حديثه، قائلا: "لقد فقدنا والد قائد عظيم، فقد كان انسان نشيط ويحب عمل الخير والمساعدة ليس على مستوى القرية فقط، بل قطرياً، حتى أنّ هنالك أفعال يحتذى بها، والتي لم نعلم بها إلا بعد وفاته، حيث أخبرنا بها معارفه الذين كانوا على تواصل معه".
وواصل الإبن حديثه: "لقد مرت علي لحظات صعبة للغاية، ولا أتمنى أن تمر على أي شخص من شدة الألم المحفور في قلوبنا. والدنا لم يكن أب فقط، بل أخ وصديق ومعلم وقائد، وأن نفقد انسان بهذه الطريقة الوحشية لهو عمل بشع، فوالدنا لم يقترف أي ذنب، وقتل بدم بارد. لماذا قتلوه وعلى أي أساس وماذا إستفاد المجرم!!!".
وعن خلفية الجريمة، قال: "الخلفية تعود حول قطعة ارض قمنا ببيعها، وفجأة عندما طالبنا بحقنا بدأنا نتعرض للتهديد حتى القتل، مع اننا أصحاب حق ولا يمكن التنازل عنه".
وفيما إذا توجد تطورات في التحقيقات، قال: "مر شهرين على وقوع الجريمة ولم نسمع من قِبل الشرطة عن إعتقال الضالع بالجريمة، لا سيما أن الشرطة حتى هذا اليوم لم تتقدم بأي خطوة، والأدهى من هذا الأمر قبل أسبوع طرقت الشرطة باب البيت، واعتقدنا بأنها أتت كي تبلغنا عن تطورات جيدة، وإذ بهم يطلبون تفتيش بيتنا بحجة وجود سلاح، وكأن الأمور قد انقلبت، حتى اصبحنا في بلبلة فيما إذا كان الحق معنا أو ضدنا، بذلك الشرطة تتخاذل ولا تقوم بدورها".
وواصل حديثه: "الحمد لله رب العالمين بأن الله ألهمنا الصبر، وان شاء سنبقى موحدين ونسير على خطى الوالد والميراث الذي تركه لنا ويحتوي على الأخلاق، العزيمة، العطاء، الإنتماء، حب الوطن، الأخلاق والتربية، كما ولا بد أن اقول بأنّ مجتمعنا وصل الى الحضيض، ففي مثل هذه الظروف علينا أن نكون متكاتفين، لا أن نختلف على أبسط الأمور، وإن اختلفنا يجب أن تعالج هذه القضايا بطرق سلمية وليس بواسطة العنف والسلاح، فهذه الطرق تهدم عائلات وتيتيم اطفال وترمل نساء، فلا يوجد أي سبب مقنع كي تصل الأمور الى هذه المرحلة. كلمة للأباء والأمهات، حافظوا على تربية أطفالكم وأبنائكم فلذات أكبادكم، ولا تسعوا فقط وراء المال".
وفي نهاية حديثه قال: "الشرطة لا تريد أمن وأمان داخل المجتمع العربي، وهي تعتبرنا أعداء لها، وهذا هو الواقع الذي نعاني منه، لذلك تعالوا بنا نعمل على زرع الأخلاق وتربية الأبناء بشكل سليم. آمل أن لا نشهد أحزان أخرى، فكفى قتلاً وسفكاً للدماء، فديننا حرم القتل والترهيب، وعلينا أن نعود للدين والتحلي بأخلاقه، واذا بقيت الطريق غير سليمة فعواقبها ستكون وخيمة".
مكان وقوع جريمة القتل
أبناء المرحوم الشيخ أحمد عرباس