د. أنس سليمان أحمد:
يؤكد البيان دعوته إلى مناصرة الشذوذ الجنسي عندما يقول في إحدى فقراته: (... وأن نبذل جهوداً حثيثة في نشر قيم احترام الاختلاف والتعددية الجنسية والجندرية والألتزام لفتح حوار مجتمعي واسع حول الحريات الجنسية والجندرية)!
كيف سمحتم لأنفسكم يا لجنة متابعة قضايا التعليم مصادمة كل هذه الأصول: القيم والثوابت والتراث والتاريخ واللغة العربية، يوم أن دعوتم إلى مناصرة الشذوذ الجنسي
مجتمعنا الفلسطيني هو بأمس الحاجة للتوبة إلى الله تعالى من أجل إستجلاب نزول الرحمة عليه من الله تعالى، وليس إلى الإغراق في الفواحش كفاحشة الشذوذ الجنسي
نظمت لجنة متابعة قضايا التعليم يوم السبت 2019/10/05 مؤتمر المعلمين والمعلمات العرب في قاعة المؤتمرات في بلدية عرابة وكان من ضمن من تحدث في ذاك المؤتمر رئيس بلدية عرابة عمر نصّار ودعا خلال كلمته وبحق إلى ترسيخ الثوابت والضوابط في شخصية الطالب حيث قال: ( ونريد من معلمينا أن يقوموا بهذا الدور وينشئوا جيلاً يعتز بتراثه وتاريخه وحاملاً هوية واضحة المعالم) وحذّر من المناهج الهجينة التي تنشئ كما قال: (جيلاً هجيناً، جيلاً يتنكر لهويته، ولا يعرف قواعد لغته وأصول تراثه) وحتى الآن لا يسعني إلا أن أقول أحسن رئيس بلدية عرابة فيما قال. وكان من ضمن من تحدّث في ذاك المؤتمر رئيس اللجنة القطرية مُضر يونس الذي أحسن عندما قال في سياق كلمته: (وعلينا كمسؤولين توفير الدعم الكامل للمعلمين لدعمهم في تربية القيم والتسامح والهوية). وأحسن كذلك رئيس لجنة المتابعة محمد بركة عندما دعا خلال كلمته في ذاك المؤتمر إلى تعزيز الانتماء. وبناء على كلمات هؤلاء المسؤولين الثلاثة نجد أنهم دعوا إلى ترسيخ الثوابت والضوابط وإلى تعزيز الانتماء وإلى الاعتزاز بالتراث والتاريخ واللغة العربية وإلى التمسك بالهوية وهو ما أوافقهم عليه بلا وكس ولا شطط.
وإلى جانب ذلك فقد أطلقت لجنة متابعة قضايا التعليم على ذاك المؤتمر: "مؤتمر لجنة متابعة قضايا التعليم: ترسيخ الهوية والقيم للتغلب على العنف"، حيث يتضح من وراء هذا العنوان أن لجنة متابعة قضايا التعليم تشاطر المسؤولين الثلاثة الذين تحدّثوا في ذاك المؤتمر على ضرورة ترسيخ الهوية والقيم، وترى بذلك ضرورة للتغلب على العنف، ثم أكّد ذلك د. شرف حسّان رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم في مقالة له بعنوان: (جهاز التربية والتعليم ومواجهة العنف: التغيير المطلوب) نشرتها صحيفة الاتحاد بتاريخ 2019/10/11 دعا فيها إلى التركيز على الهوية الوطنية والانتماء. وحتى الآن لا غبار على رسالة مؤتمر لجنة متابعة قضايا التعليم ولا على مقالة رئيس اللجنة د. شرف، ولكن في المقابل يُصدم كل حر عاقل عندما يجد أن لجنة متابعة قضايا التعليم وقّعت على بيان صدر بتاريخ 2019/07/30 باسم جمعيات نسوية يدعو بالنص الحرفي إلى ( بناء مجتمع مدني فلسطيني منفتح.. بغض النظر عن الجنسانية، الميول والهوية الجنسية والجندرية أو أي " إختلاف " آخر عما هو سائد) أي يدعو بصريح العبارة إلى مناصرة الشذوذ الجنسي وإلى مناصرة التمرد على (ما هو سائد) وفق تعبير هذا البيان!! ويؤكد هذا البيان دعوته إلى مناصرة الشذوذ الجنسي عندما يقول في إحدى فقراته: (... وأن نبذل جهوداً حثيثة في نشر قيم احترام الاختلاف والتعددية الجنسية والجندرية والألتزام لفتح حوار مجتمعي واسع حول الحريات الجنسية والجندرية)! وهي دعوة إلى مناصرة الشذوذ الجنسي!! ويوم أن وقّعت لجنة متابعة قضايا التعليم على هذا البيان، فهذا يعني أنها توافق على ما جاء فيه وتدعمه، وهذا يعني في المحصلة أنها تناصر الشذوذ الجنسي والتمرد على ما هو سائد!! وهو ما يناقض مناقضة صارخة ما دعا إليه مؤتمر لجنة متابعة قضايا التعليم الذي كان بعنوان ( ترسيخ الهوية والقيم للتغلب على العنف)، لأن من الواضح لكل حر عاقل فينا أن الشذوذ الجنسي ليس من القيم والهوية في شيء، وليس من الثوابت والضوابط، ولا من الأنتماء والتراث والتاريخ في شيء، بل هو يناقض كل هذه الأصول ويدعو في المحصلة إلى تدميرها. وها هي ثوابتنا وقيمنا الاسلامية العروبية الفلسطينية ليلها كنهارها، ومعلومة للجميع، ومن زاغ عنها هلك، فهل دعت في يوم من الأيام إلى مناصرة الشذوذ الجنسي أم كانت حرباً لا هوادة فيها عليه؟! الجواب واضح لكل حر عاقل، ولا يماري فيه إلا كل مماحك!! وهذا يعني في المحصلة أن مناصرة الشذوذ الجنسي هي حرب على قيمنا وثوابتنا الأسلامية العروبية الفلسطينية، ولذلك لا أدري كيف سمحت لجنة متابعة قضايا التعليم لنفسها أن توقّع على هذا البيان الملغوم وأن تتعثر هذه العثرة المعيبة؟! سيما أن هذه اللجنة من المفروض ألا تكون ملكاً لأحد ولا حكراً على أحد سواء كان هذا الأحد فرداً أو جمعية أو حزباً أو حركة، بل من المفروض أن تكون هذه اللجنة ممثلة لكل طلابنا فلذات أكبادنا من جيل الرياض فصاعداً، ومن المفروض أن تنطق باسمهم، وأن تعبّر عن قناعاتهم، وأن تذود عن قيمهم وثوابتهم، فحاشا لله تعالى أن دعا هذا المجتمع الطلابي الكبير في يوم من الأيام إلى الشذوذ الجنسي؟! فلماذا هذا التقوّل على هذا المجتمع الطلابي وباسمه ما يناقض قيمه وثوابته يا لجنة متابعة قضايا التعليم!! قد يحلو لبعضكم وفق رأيه الشخصي أن يناصر الشذوذ الجنسي، فهذا شأنه، ولكن لجنة متابعة قضايا التعليم ليست منبراً لرأيه الشخصي حتى يعلن باسمها ما يشاء، بل هي منبر جامع لكل قيم وثوابت مجتمعنا الطلابي منذ نعومة أظافره فصاعداً!! ثم ها هو تراثنا وتاريخنا واضحان وضوح الشمس في رابعة النهار، وها هما كانا ولا يزالان حرباً لا هوادة فيها على الشذوذ، فلماذا هذا الصدام مع تراثنا وتاريخنا يا لجنة متابعة قضايا التعليم، ولماذا هذا التنكر لهما والقفز عنهما!! وها هي لغتنا العربية التي دعوتم وبحق لمناصرتها في مؤتمركم تدبّروها وتدبّروا ما تحمل من تعابير فصيحة وبليغة وصريحة تدين الشذوذ الجنسي، وتشنّع على فاعله!! ثم بعد كل ذلك كيف سمحتم لأنفسكم يا لجنة متابعة قضايا التعليم مصادمة كل هذه الأصول: القيم والثوابت والتراث والتاريخ واللغة العربية، يوم أن دعوتم إلى مناصرة الشذوذ الجنسي، ثم ألا تعلمون أن الشذوذ الجنسي يسهم في تفكيك مجتمعنا، مما يحوّل مجتمعنا إلى أرض خصبة لتمدد العنف فيه؟! فلماذا تناقضون أنفسكم حيث تدعون من جهة إلى التغلب على العنف وتدعون من جهة ثانية إلى مناصرة ما يحوّل مجتمعنا إلى أرض خصبة لتمدد العنف فيه؟! ألم يأتكم نبأ قوم لوط ونبأ قرى لوط، وما أوقع الله تعالى عليهم من عذاب يوم أن ناصروا الشذوذ الجنسي وفلسفوا ذلك بزخرف القول وتفاخروا فيه؟! فهل تريدون استجلاب عذاب لذاك العذاب على مجتمعنا؟! ثم ألا تعلمون أن مجتمعنا الفلسطيني هو بأمس الحاجة للتوبة إلى الله تعالى من أجل إستجلاب نزول الرحمة عليه من الله تعالى، وليس إلى الإغراق في الفواحش كفاحشة الشذوذ الجنسي وإستجلاب نزول العذاب عليه من الله تعالى.
إنها لحظات كارثية يمر فيها مجتمعنا وكم نحن بحاجة أن نتأدب فيها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com