د. نزار حوراني: السكتة الدماغية- كل دقيقة مهمة!

د. نزار حوراني
نُشر: 01/01 15:55,  حُتلن: 18:30

د. نزار حوراني

السكتة الدماغية هي حالة طوارئ تتطلب العلاج الفوري ويزيد احتمال الاصابة بها لدى المرضى الذين يعانون من "تشويش في دقات القلب" بخمسة أضعاف ويمكن منع 75% منها اذا وفرنا العلاجات المناسبة والجديدة

يصادف في التاسع والعشرين من الشهر الحالي (اكتوبر) اليوم العالمي للسكتة الدماغية وهنا رايت من واجبي كطبيب ومدير وحدة الجلطات الدماغية في المركز الطبي بادي بوريا، أن اقدم للجمهور مادة لرفع الوعي حول السكتة الدماغية، انواعها وطرق تشخيصها وعلاجها وكيفية الوقاية منها، كذلك دور المصاب والمحيطين به عند حدوثها. والاهم عامل الوقت في الوصول الى المستشفى.

بداية تشكّل الجلطة الدماغية المرتبة الثالثة من حيث كونها سبب الوفاة في العالم الغربي، وذلك على التوالي بعد أمراض السرطان وأمراض القلب. كما أن الجلطات الدماغية تمثّل العامل الرئيسي للإصابة بإعاقات لدى السكان الكبار في السن. هنالك في البلاد نحو 18,000 من الأشخاص الذين يصابون بالجلطات الدماغية في كل عام، حيث هنالك نسبة ضئيلة فحسب من المرضى تتوفر لها ظروف علاج لائقة وقت وقوع الحدث، ويحدث هذا خصوصا بسبب تعطّل الوصول إلى غرفة الإنعاش في المستشفى.

هنالك نوعان من الجلطات الدماغية
• السكتة الدماغية - التي تنجم عن انسداد مفاجئ في واحد من الأوعية الدموية الرئيسية التي توصل الدم إلى الدماغ أو تلك الموجودة داخل الدماغ. ويتسبب الانسداد عن تراكم رواسب تصلب الشرايين على جدران الأوعية الدموية، أو بسبب كتلة متخثرة دموية مصدرها واحد من الجيوب القلبية أو واحد من الشرايين الكبرى. نسبة هذه الإصابة تشكّل نحو 85% من حوادث الجلطات الدماغية.
• النزيف الدماغي- والذي ينجم عن تمزق في واحد من جدران الأوعية الدموية الدماغية، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الدماغ نفسه.

علاج الجلطة الدماغية
علاج الجلطات الدماغية شديدة الحدة وهي تظهر بشكل مفاجئ. وتشمل هذه العلامات التالية:

• الضعف أو الشلل في واحد من جانبي الجسم (في ثلاثة أرباع الجلطات الدماغية، نلاحظ شللا أو ضعفا جانبيا، هذا يشكّل العلامة الرئيسية التي تشير إلى حدوث الجلطة الدماغية).
• التواء زاوية الفم
• الحديث غير الواضح، الذي يشبه التلعثم أثناء التحدث
• مواجهة المصاعب في اختيار الكلمات
• مواجهة المصاعب في إنهاء الجمل
• مواجهة مصاعب في البلع
• الحول
• في بعض الأحيان، يترافق الأمر مع صداع قوي (يحدث هذا في حالات معينة من حالات النزيف الدماغي).

إن ظهور مثل هذه الأعراض يتطلب إخلاء سريعا إلى المستشفى، وإجراء تشخيص عاجل ومعالجة فورية بهدف التقليل من مخاطر الإصابة بالإعاقة وبالضرر العصبي.

عوامل الخطر
من ضمن عوامل الخطر الأكثر انتشارا المرتبطة بالجلطة الدماغية، يمكننا أن نذكر أمراض القلب، السكّري، ارتفاع منسوب الكولسترول، وضغط الدم العالي، إلى جانب العوامل الوراثية (على غرار وجود تاريخ لدى أفراد العائلة من الإصابة بالجلطة الدماغية أو أمراض الأوعية الدموية). هنالك عوامل أكثر ندرة تشمل وجود مصاعب في تجلط الدم، الالتهابات في الأوعية الدموية، والإصابات في منطقة الرقبة والرأس. وحيث تتجمع عدة عوامل خطر، فإن الخطر يتضاعف.
ورغم الاعتقاد السائد بأن هذه الظاهرة تمس بشكل أساسي السكان الكبار في السن، فإن الأطفال والشبان أيضا يمكن أن يصابوا بالجلطات الدماغية. ومع ذلك، فإن متوسط جيل من يصابون بالجلطات الدماغية يبلغ 69 عاما. ويتضح من المعطيات التي تنشرها نقابة أطباء الأعصاب بأن نحو 35% من المرضى الذين يصابون بالجلطات الدماغية، تقل أعمارهم عن60 عاما، وبأن نحو 8% منهم تقل أعمارهم عن 50 عاما. كما ويزيد احتمال الاصابة بها لدى المرضى الذين يعانون من "تشويش في دقات القلب" بخمسة أضعاف ويمكن منع 75% منها اذا وفرنا العلاجات المناسبة والجديدة".


تشخيص الجلطات الدماغية وعلاجها
إن التشخيص السريع للجلطة الدماغية يتم باستخدام تصوير الـ CT للدماغ وعبر فحص الـ CTA (أنغيوغرافيا: فحص لتدفق الدم في الأوعية الدموية) وأحيانا يتم عبر مسوحات الـ MRI للدماغ.
إن معالجة الجلطة الدماغية الخطيرة تشمل علاجا دوائيا عبر أدوية تذيب التجلطات التي تُقدم عبر حقنة وريدية (Tissue plasminogen activator) و/ أو عبر علاج تدخلي جراحي يتمثل بالقسطرة الدماغية وسحب التجلط أو فتح للوريد المسدود.

الحاجة إلى إجراء معالجة سريعة
في حالة حدوث جلطة دماغية، فإن كل دقيقة تمر من دون علاج تتسبب في موت نحو 2 مليون خلية دماغية .
إن نافذة الوقت التي يمكن خلالها إجراء علاج منذ لحظة ظهور علامات الجلطة الدماغية لا تتجاوز الأربعة ساعات ونصف من أجل القيام بعلاج دوائي، وإلى نحو ثمانية ساعات من أجل الشروع في علاج جراحي (القسطرة الدماغية العاجلة).
إن سرعة الوصول إلى المستشفى بعد ظهور علامات الجلطة الدماغية هي أمر شديد الضرورة من أجل إنقاذ المريض ومن أجل ضمان خروجه من المستشفى من دون إصابته بالإعاقة.
كما ومن المهم أن اشير إلى أن الجلطات الدماغية غير مؤلمة وفي بعض الأحيان لا يستطيع المصاب استدعاء المساعدة بقواه الذاتية، وفي بعض الأحيان لا يكون قادرا على الحديث، وفي أحيان آخرى، لا يعي أصلا بأنه يعاني من جلطة. حين تظهر علامات شديدة للجلطات الدماغية، يتوجب الوصول بشكل فوري إلى غرفة الإنعاش واجتياز الفحوصات اللازمة من أجل الخضوع للعلاج العاجل.

علامات تحذيرية ينبغي على الجميع التعرف عليها
من المهم أن نذكّركم بالعلامات التحذيرية التي تشير إلى وجود جلطات دماغية ومتى عليكم استدعاء سيارة إسعاف والوصول فورا إلى المستشفى:

1. الضعف أو الشلل المفاجئ اللذان قد يظهران بشكل عام على أحد جانبي الجسد: في الوجه، في اليد و/أو في القدم، في أحد الجانبين. هذه هي العلامات الأكثر انتشارا. ويمكن لها أن تبدو واضحة أثناء السير أو أثناء استخدام اليد، أو في انعدام الشعور في المنطقة المصابة.
2. عدم القدرة على الحديث أو فهم الحديث بشكل مفاجئ. هذه ظاهرة يمكن أن تظهر لوقت قصير جدا وحتى لو مضت هذه الظاهرة بسرعة، فعليكم التعامل معها باعتبارها واحدة من علامات الخطر.
3. تشوّش في الرؤية، تتمثل في رؤية مفاجئة للظلام، في حقل الرؤية، وهي شعور يشبه مشاهدة شاشة مظلمة في واحدة من العينين، هنالك ظاهرة أخرى قد تتمثل في الحول المفاجئ.
4. الضرر الذي يصيب التناسق بين أعضاء الجسد أو الاستقرار في المشي بشكل مفاجئ
5. فقدان الوعي (وهو أكثر انتشارا أثناء حالات النزيف الدماغي)
عليكم أن تتذكروا! في حالة الجلطة الدماغية، كل دقيقة تمرّ مهمّة!
 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة