من جهته يولي المحامي فيلدمان اهمية كبيرة للقرار لانه يقلب الطاولة على مزاعم الشرطة

هناك اهمية كبيرة ان تبادر اللجنة الشعبية والسلطة المحلية والأحزاب في كفركنا لعقد مؤتمر صحفي عاجل لعرض القضية مجددا لاسيما ان الشرطة سبق وقتلت قبل عشر سنوات الشاب صبري حمدان 

في مثل هذه الايام الرمادية من تشرين قبل خمس سنوات اطلق رجل شرطي النار على الشاب خير الدين حمدان من كفركنا عن بعد متر واحد وتسبب بقتله دون مبرر. كانت الجريمة قد وقعت في ليلة 08.11.2014 ووقتها زعمت الشرطة ان افرادها تصرفوا طبقا للقانون ودفاعا عن النفس لأن الشاب الضحية كان يحمل سكينا. لكن الحقيقة سرعان ما تكشفت بعد يومين بفضل كاميرا حراسة عند احد الجيران تظهر ان رجل الشرطة اطلق الرصاص على خير الدين حمدان وهو يدير ظهره ويحاول الفرار دون ان يشكل اي خطر على اي من ثلاثة رجال الشرطة في الدورية. مع ذلك رفض قسم التحقيق مع رجال الشرطة فتح ملف جنائي ضد الشرطي القاتل. عائلة الشاب وجهات حقوقية توجهت للمستشار القضائي للحكومة الذي ماطل مدة عامين حتى قرر بالنهاية رفض الطلب وعدم محاكمة الشرطي مطلق الرصاص. توجهت العائلة بواسطة المحامي افيغدور فيلدمان وانضما المحاميان من كفركنا احمد امارة وعمر خمايسي لفيلدمان في الالتماس للمحكمة العليا. اليوم استجابت باغلبية قاضيين ضد واحد للطلب ووبخت مكتب المستشار القضائي للحكومة على موقفه المريب لانحيازه لجانب الشرطي ودعته وماحش لمقاضاة الشرطي الذي اطلق ثلاث رصاصات على حمدان اصابته بجراح بالغة وحرم من إسعاف سريع فظل ينزف داخل السيارة البوليسية حتى وصل المستشفى بحالة ميؤوس منها.

من جهته يولي المحامي فيلدمان اهمية كبيرة للقرار لانه يقلب الطاولة على مزاعم الشرطة. ويضيف فيلدمان " القرار يقدم توضيحا لمن لم يفهم حتى الان لماذا لا يثق المجتمع العربي بالشرطة ". وردا على سؤال عن مدى تاثير القرار على سياسة وتعامل الشرطة مع المواطنين العرب من منظار مدني لا امني قال فيلدمان بلهجة لاةتخلو من السخرية " لست متفائلا لهذا الحد ".
من جهته يوضح الاب الثاكل الحاج رؤوف حمدان ان القرار لن يعيد له ابنه الغالي ومع ذلك فهو قرار مهم جدا بنظره هو ايضا لانه يسحب البساط من تحت ادعاءات الشرطة ويصادق على من تمسك بالحقيقة وقال ان " الشرطة اعدمت ابني في الشارع دون مبرر ".
وكشف الاب الثاكل ان كل العالم شاهد شريط الفيديو الذي يظهر الحقيقة بوضوح لكنه هو بنفسه لم يقو حتى اليوم على مشاهدته لان مشاعره لا تحتمل رؤية هذا السلوك الوحشي وقتل ابنه في الوقت الذي كان بالامكان استدعائه للتحقيق في اليوم التالي ويضيف " لم تكن اي حاجة لاطلاق النار ولثلاث رصاصات قاتلة. اتمنى ان يساعد قرار المحكمة العليا في وقف استهداف ابنائنا ووقف الضغط السريع على زناد السلاح ".
في ظل هذه التطورات الدرامية هناك اهمية كبيرة ان تبادر اللجنة الشعبية والسلطة المحلية والأحزاب في كفركنا لعقد مؤتمر صحفي عاجل لعرض القضية مجددا لاسيما ان الشرطة سبق وقتلت قبل عشر سنوات الشاب صبري حمدان في ظروف مشابهة بفارق أنه لم تتوفر كاميرا لتوثيق ما جرى وقبل ذلك اصابت فتحي عواودة بجراح بالغة بعد استهدافه بعدة رصاصات بساقه دون مبرر. المؤتمر الصحفي بمشاركة وسائل إعلام عبرية وأجنبية مهم جدا وبالذات الان لاسيما ايضا ان حكم العليا يشمل مضامين وتفاصيل هامة علها تساهم في الضغط على الشرطة لتغيير سياساتها والكف عن تبني روايات غير مقنعة وتستخف بالمجتمع العربي كما في هذه الحالة بدلا من ان تبدي هذا المقدار من القوة والشدة والسرعة مع المجرمين وتجار الدم والسلاح في الشارع العربي. 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com