المجلس:
الوزارة لم تفِ بتعهداتها
الوزارة: نريد إدارة سليمة
يؤسفنا أن المجلس يستخدم الطلاب كأداة
قال عدد من أهالي طلاب القرى مسلوبة الإعتراف في النقب، إنّ المئات من أولادهم الذين يتعلمون في مدارس قرى القيصوم لم يصلوا إلى مدارسهم لليوم الثاني على التوالي، بسبب توقف بعض شركات وحافلات نقل الطلاب عن عملها احتجاجا على عدم تلقي أجورها من شهر يونيو/حزيران الماضي.
طلاب قرية تل الماح ينتظرون الحافلات لليوم الثاني على التوالي.. ويتغيبون عن مقاعد الدراسة
وأعرب أهالي الطلاب عن تذمرهم بسبب تواجد أولادهم في البيوت، لأسباب تتعلق بالخلاف بين وزارة التربية والتعليم والمجلس الإقليمي والشركات، وليس بسبب المدارس. ولفت بعض الأهالي إلى أنّ "مجلس القيصوم يستخدم أولادنا للضغط على الوزارة في قضية الميزانيات، وبالتالي فهو يمس بالقرى غير المعترف بها".
وعلم مراسل "كل العرب" أنّه يتغيّب نحو 400 طالب من قرية تل الملح عن مقاعد الدراسة في كسيفة، إلى جانب نحو 400 طالب وطالبة في قرى السرّة والباط.
وقال الناشط الاجتماعي إسماعيل الصرايعة، في حديث لمراسل "كل العرب": "هذا ضرر كبير للطلاب وهذا الاضراب يضر بمستوى تحصيلهم العلمي. نطالب رئيس مجلس القيصوم سلامة الاطرش بحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن. لا يعقل أن الطلاب هم من يدفعون ثمن المشاكل بين شركة المواصلات ومجلس القيصوم. لا يكفي انهم تضرروا في بداية السنة الدراسية بسبب اعلان مجلس القيصوم عن الاضراب للطلاب في القرى غير المعترف بها وعدم نقلهم الى المدارس".
وتابع قائلا بغضب: "كان لي حديث مع مدير شركة المواصلات نزيه أبو حميد من شركة احسان، فقال لي أنه منذ شهر حزيران الفائت لم يتلقوا مستحقاتهم من مجلس القيصوم والوضع صعب جدا، فلا يستطيعون مواصلة العمل بهذه الطريقة، حيث عليهم مستحقات للسائقين والتزامات أخرى من صيانة الباصات وتزويدها بالوقود".
وختم بالقول: "نحن الأهالي نحمل المسؤولية الكاملة رئيس مجلس القيصوم ونطالبه بإعادة الحافلات بأسرع وقت ممكن. حاولنا الاتصال برئيس المجلس وبمسؤول السفريات سالم الزرقان - ولكن دون جدوى".
ومن جانبه، قال يونس أبو مساعد، أحد السائقين، إنّه بالرغم من عودة السائقين إلى عملهم في بعض الأماكن، إلا العديد من أصحاب الشركات والحافلات لم يتلقوا أجورهم حتى اليوم.
وطالب عدد من الأهالي المؤسسات ذات الصلة بالتدخل السريع من أجل حل الخلافات وإعادة الطلاب إلى مدارسهم.
مجلس القيصوم: "الوزارة لم تفِ بتعهداتها"
وفي تعقيبه لـ"كل العرب" قال مساعد رئيس مجلس القيصوم الإقليمي، عقاب العواودة: "المشكلة ليست في المجلس. بعد الإضراب المشهور بداية العام والاتفاق بين المجلس والوزارة من خلال محكمة الشؤون المدنية في بئر السبع، وزارة التربية والتعليم لم تفِ بتعهداتها الموقعه، ولم تحوّل الميزانيات للمجلس ليس فقط لقسم السفريات بل لقطاع التعليم عامة في القرى غير المعترف بها. المسؤولية تقع على الوزارة وليس على المجلس".
وزارة التعليم: "طالبنا بإدارة سليمة؛ المجلس يستخدم الطلاب كأداة"
الناطقة بلسان وزارة التعليم في لواء الجنوب، سوزي بن-هاروش، عقبت في حديث لمراسل "كل العرب" بالقول: "وزارة التربية والتعليم تحول لمجلس القيصوم ميزانيات خاصة لإدارة النظام التشغيلي لنظامها التعليمي، بما في ذلك للمؤسسات التعليمية في القرى غير المعترف بها. خلال فحص أجري على مجال نقل الطلاب في المجلس، ظهرت صورة محرجة تكشف النقاب عن تجاوزات خطيرة في إدارة ميزانيات التعليم التي يتم تحويلها إلى المجلس، وأكثر من ذلك تم الكشف عن صورة معقدة لأساليب وآلية عمل المجلس فيما يتعلق بتشغيل نظام التعليم".
وتابعت قائلة: "تصرفت وزارة التعليم كما يجب، لكن بالمقابل قرر المجلس المس بالطلاب، لأنه اختار تعطيل المؤسسات التعليمية في بداية العام الدراسي. تم التوجه إلى المحكمة والتوصل إلى اتفاق والتوقيع عليه من قبل الطرفين، تحت رعاية ممثلي وزارة المالية، لكن مجلس القيصوم يسعى الآن إلى تجاوز الخطوط العريضة المتفق عليها، ويطالب بأموال كثيرة، بغرض تغطية العجز الذي جاء نتيجة سوء السلوك وعدم وجود إدارة سليمة داخل المجلس"، والتي تتناول الإدارة السابقة.
وأنهت بالقول: "في اجتماع بين الطرفين، أوضح ممثلو الوزارة أن المصلحة العامة هي التشغيل المنتظم والكامل لنظام التعليم، إلى جانب الالتزام الثابت بأنشطة المسؤولين عن إنفاذ القانون والإدارة السليمة. نأسف على أن المجلس يستخدم الطلاب كأداة، ما سيؤدي إلى توسيع الفجوات التعليمية أكثر".