الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

الشبان من جنوب جبل الخليل يروون القصة بعد اصابتهم بعيارات نارية في بلدات النقب

ياسر العقبي
نُشر: 09/11/19 20:17,  حُتلن: 11:26

 في قسم جراحة العظام بمستشفى سوروكا بئر السبع، يرقد ثلاثة شبان من جنوب جبل الخليل، مع قاسم مشترك: تعرضهم لإطلاق نار في الساق اليسرى بفارق أقل من يوم واحد. إثنان منهما يعملان في صالون حلاقة، أحدهم في مدينة رهط والآخر في بلدة اللقية أحضر شقيقه الفتى من أجل أن يتعلم منه.

شباب من اللقية يزورون المصابين - في الوسط عمهما أبو نصار

الهواتف لا تتوقف عن الرنين، من أبناء العائلة الذين فرقهم عنهم حاجز "ميتار" العسكري، و-30 كيلومترا تفصلهم عن بيتهم وأصدقائهم، يستفسرون عن حالتهم الصحية، ويدعون لهم بالشفاء العاجل.

وفي الطابق الخامس من المركز الطبي في بئر السبع، يتزاحم الشباب والوجهاء من أهل النقب منذ ساعات الصباح، لا يهتموا بالأخبار الواردة من مدينة الظاهرية حول إغلاق الشوارع في وجههم، يقومون بواجب عيادة المريض، ويقفون إلى جانبهم مستنكرين ما تمّ من اعتداء على أشخاص لا يوجد لهم أية علاقة بقضية الأرض المتنازع عليها في منطقة الظاهرية جنوب جبل الخليل. "هل تستطيع أن تحلق لنا”، يمازح أحمد أحد الشبان من بلدة اللقية، فيجيبهم مازحا: "في دور قدامكو".

الشقيق الثالث نجا بعد أن خرج لشراء الطعام

أحمد (22) ونور (16) محمد الهوارين، كانا في صالون "الأخوة" مساء الجمعة. الساعة 22:30 ليلا خرج شقيقهما الثالث، ماجد، لشراء طعام لأخويه، وهذا ما أنقذه من أن يصاب هو الآخر بإطلاق نار - ليس لسبب إلا لكونه من الظاهرية.

ويروي أحمد، الذي يملك صالون حلاقة في بلدة اللقية منذ ثماني سنوات، ما حدث لمراسل "كل العرب": "انهينا العمل وجلسنا في صالون الحلاقة. خرج شقيقي ماجد لشراء الطعام، وطلبت منه أن ينادي على نور لنتناول العشاء معا. أغلقت الباب لأنني معتاد على إغلاق الباب عند العاشرة مساء، علما أنني تأخرت قليلا ليلة الجمعة. دخل أربعة ملثمين على صالون الحلاقة، وطلب مني أحدهم أن أركع على قدمي، فرفضت وقلت لهم "لا علاقة لنا بالقضية التي جئتم من أجلها"، فقام مباشرة بضربي على رأسي ووقعت على الأرض مع شعوري بدوران في الرأس. كان أحدهم على مدخل الصالون، والثاني بجانبي واثنان توجها إلى نور. طلبت منهم عدم المس به، وإن هذا الفتى لا ذنب له وهو صغير، فتسلطوا عليه وقاموا بطعن نور بسكين في رجله اليسرى ومن ثمّ أطلقوا رصاصتين على رجله. فرّ نور إلى الغرفة الأخرى وقمت أركض خلفه، وحينها قاموا بإطلاق عيار واحد على ساقي اليسرى".

ويضيف أحمد: "لم أتوقع مثل هذا التصرف معي، لأنني سألت وقالوا لي إن المشكلة في تل السبع وشقيب السلام. لو كنت أشك للحظة أنهم سيصلوا اللقية، لما كنت اصطحبت شقيقي الصغير معي".وأضاف: "رجالات النقب الكبار والصغار جاءوا من كل أنحاء الجنوب، وخاصة من اللقية وشبابها الذين لم يقصروا معي من لحظة استهدافي أنا وأخي وحتى اللحظة. حقيقة أن هذا كان لي بمثابة دعم كبير، حيث قاموا بمواساتنا وحتى رقدوا إلى جانبنا في المستشفى، لأنهم خافوا علينا من استمرار عمليات الانتقام".

ولخص قائلا: "لا استطيع أن أجمع كل الناس في هذه القضية، بمن فيهم العائلة التي نشتبه بها، فلي أصدقاء من هذه العائلة إطمأنوا على حالتي الصحية. سأعود إلى عملي إن شاء الله بعد الشفاء التام وأتمنى أن تكون هذه القضية من خلفنا حتى حينه".

"عرض ابنة الجبل كعرض ابنة النقب"

أيمن (أبو نصار) الهوارين، يجلس مع عدد من أبناء العائلة إلى جانب ابني أخيه ويقول: "كل الشكر والفخر لأهل النقب كلهم، الذين شاهدناه منهم خلال اليومين الأخيرين. شعرنا أن أولادنا أولادهم وأننا أبناء شعب واحد، فنحن أنسباء وأقرباء أبا عن جد. نشكر الوجهاء وجميع من قام بزيارة أولادنا اليوم، ونتمنى من أهل الخير التدخل في هذه القضية وحلها جذريا، لأن الغلط لا يُعالج بالغلط. نحن نعيش في مجتمع لم نصل إلى هذه الوحشية التي نمر بها، وعلى كل صاحب حق أن يأخذ حقه. نحن ضد أن يقوم أي انسان من اقربائي أو غيرهم في الظاهرية بخطوات قد تؤدي الى تفاقم المشكلة وإلى الندم".

وأشار إلى ما تناقلته صفحات ااتواصل الإجتماعي من شتائم تصل إلى الشرف وقال إنّ "قضية الشرف والعرض واحدة - في الجنوب والشمال والمركز، فإبنة الجبل كإبنة النقب، ولا فرق بينهما. عرضنا واحد وديننا واحد وشرفنا واحد".

وختم قائلا: "نطالب من المسؤولين والوجهاء وأهل الخير أن يغلقوا باب الشر والفتنة، لأنه لا يمكن أن نعرف إلى أين ستؤول الأمور".

أما عاهد الهوارين، شقيق المصابَيْن فأضاف قائلا: "يجب عدم الإنجرار وراء صفحات التواصل الاجتماعي، التي يرافقها الكثير من الفتنة بين أبناء الشعب الواحد".

خرج لإلقاء النفايات فأطلقوا النار عليه

محمد أكرم عواودة أبو شيخة (19 عاما)، من قرية كرمة بضواحي دورا جنوب جبل الخليل، كان يعمل في "صالون حبيب" في المركز التجاري بمدينة رهط حين تم استهدافه بعيارين ناريين. ويروي في حديث لمراسل "كل العرب" ما حدث قائلا: "الساعة التاسعة مساء يوم الخميس أنهيت عملي، وخرجت لرمي النفايات من المحل بجانب محطة الباص، وفجأة رأيت مركبة جيب من نوع "مازدا" بيضاء اللون وزجاجها معتّم، وخرج ملثم من السيارة وقال لي "سلم لي على الظاهرية" وأطلق رصاصتين على الساق اليسرى ومن ثمّ غادر المكان".
وأضاف: "لا علاقة لنا بأي خلاف بين الأهل في النقب والأهل في الظاهرية. أقدر زيارة العشرات من الأهل في النقب لي في مستشفى سوروكا في بئر السبع للإطمئنان على حالتي الصحية وأشكرهم على ذلك. أعمل منذ ثلاث سنوات في رهط، ولم تكن لي أية مشكلة مع أي شخص".
أكرم عواودة (أبو شيخة)، والد المصاب، المتواجد إلى جانبه يقول: "هذا عمل جبان وليس رجولة، فإذا أردت أي شيء من إنسان عليك مواجهته وليس غدره من الخلف. نحن نرفض العنف من كافة الجهات، ونشجب هذه الثلة التي قامت بأعمال إغلاق المعبر أمام أهل النقب. لا شك أن مثل هذه الأعمال مرفوضة في كل مكان، ونأمل أن يقوم العقلاء باجتثاث الفتنة والعنف بين أبناء الشعب الواحد".

الشقيقان المصابان أحمد ونور الهوارين من الظاهرية


محمد ووالده أكرم عواودة أبو شيخة من قرية كرمة بضواحي دورا

محمد أبو شيخة. أصيب في رهط بعيارين ناريين

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
286240.48
BTC
0.52
CNY
.