الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 03:02

السياسة موقف/ بقلم: سهاد كبها

سهاد كبها
نُشر: 25/11/19 16:35,  حُتلن: 19:15

في الثامن من ايلول 2019 قمت بتجميد نشاطي السياسي في حزب الوحدة الشعبية الذي تشكل عشية الانتخابات. منذ ذلك الحين وأنا امتنع عن تقديم التفاصيل التي دفعتني إلى تجميد النشاط الحزبي. ولكن شبح الانتخابات الذي يحوم في الفضاء السياسي العام، دفعني الى كتابة هذه السطور لتوضيح بعض النقاط الخاصة بالمشهد السياسي.

لقد تفاجأت الجماهير العربية من حالة الانقسام التي سادت على المشهد الحزبي حيث تراجعت القائمتين العربيتين من حيث عدد الأصوات والمقاعد والتأييد الشعبي. وكان لا بد من عمل ما يزعزع القيادات الحالية ويخرجها من عزلتها عن جماهيرها. وأتت مبادرة الأستاذ أسعد غانم الذي طرح فكرة جديدة للعمل السياسيالجماهيري تركز على المواطنة، وتضع الأولويات المطلبية على رأس سلمها.
لقد أعجبت بفكرة إعادة هيكلة لجنة المتابعة وبنائها كهيئة منتخبة. وراق لي مشروع الصندوق القومي الوطني لدعم المشاريع والطلاب من أبناء شعبنا. واحببت الاهتمام بمكافحة العنف المستشري في مجتمعنا. ولذلك لم اتردد في خطاي عندما انتسبت لحزب الوحدة الشعبية، على أمل أن تنتبه الأحزاب والقوائم العربية لأغلاطها وهفواتها وانقسامها، ولأن تقوم بتصليح ما تستطيع وأن تفتح ابوابها لبقية ابناء هذا الجمهور المعطاء.
لم يحمل موقفي هذا أي نوع من التحامل على الأحزاب والقوائم العربية، بل كان موقفًا تصحيحيًا اصلاحيًا. فانا لا ولن أنسى ما قام به الحزب الشيوعي والجبهة من عمل فيما يخص الأراضي العربية وحملات المصادرة والتهويد. وكذلك لا أنكر الدور الذي قام به التجمع الوطني الديمقراطي في ر فع سقف المطالب وفي بلورة الهوية الجماعية رغم عمر الحزب القصير نسبيًا. وكذلك الحركة الإسلامية، فلها دورها في احتضان الجماهير التقليدية وإخراجهم من هيمنة الأحزاب الصهيونية. وفي هذا المشهد السياسي العنصري البغيض، نعرف ما هي قيمة لسان الطيبي السليط.
ولكن هذا لم يكن كافيًا. كان لا بد من تحديد القواسم المشتركة التي تجمع بين مكونات القائمة التي خاضت انتخابات الكنيست والعمل كفريق موحد من أجل الحصول على بعض الانجازات. وهذا لم يحصل. ظلت القائمة غير مشتركة، يعمل كل فرق منها حسب أجندته وهواه، دون اخذ المصالح المشتركة في الحسبان.
من هنا، جاء ترحابي بحزب الوحدة الشعبية، رغم حسرتي على مصير القائمة المشتركة. ولكنني وبعد الممارسة والتعرف على كوادر الحزب، وجدت أن هذا الحزب الذي يطرح التغيير، لم يكن قادرًا على قيادة التغيير المدعو له. فلم أجد ذلك الإلتزام ببرنامج الحزب الذي تم الإعلان عنه. ووجدت بعض الحساسية لاستعمال كلمة فلسطين عن بعض الناشطين بالحزب. كما أن مهاجمة المشتركة كانت راية بعض الكوادر، بدل أن يتم التركيز على برنامج الحزب، ورغم الموقف الرسمي للحزب أنه لا يتنافس مع المشتركة بل يتوجه لجمهور المقاطعين.
فكان لا بد من الانسحاب وتجميد النشاط السياسي مع هذه المجموعة.
وها نحن من جديد، نتحدث عن انتخابات قادمة، والوضع السياسي العام لم يتغير. تظهر الخلافات بين مكونات المشتركة في كل مناسبة. التوصية لصالح غانتس بعد الانتخابات هي الدليل على الخلافات الداخلية، ويكفي أن اذكر الهجوم الذي تعرض له التجمع على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل شركاء الأمس.
اعتقد أن على المشتركة أن ترتقي لمرحلة أعلى من التعاون والمأسسة التنظيمية والفكرية. وهذا لا يقتصر على عمل المشتركة بل على لجنة المتابعة التي عليها ان تعيد الهيكلة وأن تكون ذلك الغطاء الذي يحتوي جميع مركبات المجتمع من تنظيمات سياسية الى كوادر مهنية.
ثم أتوجه للجماهير العربية والجمعيات، فإن العمل الجماهير ليس حكرًا على الأحزاب بل هناك متسع من المساحة للنشاط الجماهيري من أجل وقف العنف، وسفك الدماء، ومن أجل النهضة الثقافية، وفي سبيل الدفاع وحماية الأوقاف.
اعدكم أنني لن أتوقف عن التفاعل مع مجريات الأمور، ومع الأمور العالقة منذ سنين وعلى رأسها قضية الأوقاف.
 

مديرة مؤسسة تنوير الثقافية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.95
EUR
4.76
GBP
336787.31
BTC
0.52
CNY
.