عقد في المركز الجماهيري تل السبع، مساء اليوم الثلاثاء، مؤتمر "مواجهة مخططات الترحيل" الذي بادر إليه المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها.
في الندوة الاولى، التي عرفها مدير مؤسسة "شتيل" في النقب، سلطان أبو عبيد، تحدث كل من النائب سعيد الخرومي، ورئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها عطية الأعسم، ود. حنا سويد مدير المركز العربي للتخطيط البديل، والذين تناولوا المخططات التهجيرية مقابل سيل التصدي الجماهيرية والقانونية والدولية، ضد هذه المخططات.
معيقل الهواشلة، المركز الميداني لمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عرض المخطط التهجيري مستعينا بخرائط تحدد القرى المهددة بالترحيل، وأكد أنع "علينا بالصمود والنضال لأن هذا السبيل الوحيد لإفشال المخطط".
وتناولت الندوة الثانية دور اللجان المحلية في مواجهة الترحيل، حيث تحدث خلالها كل من د. كايد العثامين رئيس لجنة خشم زنّة مؤكدا أن اللجان بحاجة إلى تخطيط بديل ولجان محلية قوية ومنظمة من أجل النجاح، ولبّاد أبو عفاش رئيس لجنة قرية وادي النعم والتي خططوا لنقلها منذ عام 1976 إلى شقيب السلام - كما هو الحال بالنسبة لكافة عشيرة العزازمة، وتناول تاريخ القرية ومعاناتها، وحسين الرفايعة رئيس اللجنة المحلية لقرية بئر الحمام والذي تحدث عن الحاجة إلى التكاتف من أجل إرغام الحكومة على الاعتراف بقرى النقب بدل تهجيرها. وتناول سليم الدنفيري، رئيس اللجة المحلية في قرية بئر هدّاج الهجمة السلطوية شبه اليومية على قريته، وأعلن عن الشروع في وقفات احتجاجية داعيا بقية القرى للوصول والتضامن مع قريته.
خلال ندوة "مخططات الترحيل: تفاصيل وأرقام"، عرض فارس أبو عبيّد، من منظمة شتيل، المخططات قائلا إنّ السلطات تحاول تهجير السكان بمسميات مختلفة منها مناطق عسكرية، وسلطة الطبيعة وغيرها لافتا إلى ضرورة الوحدة من أجل التصدي لهذه المخططات.
المحامية المتدربة عدن طاطور، من مركز عدالة تحدثت عن مخطط الكرفانات من منطلق قانوني، حيث تطرقت إلى تأثير هذه المخططات على البلدات من خلال تهجير سكان القرى غير المعترف بها، ونقلهم إلى مبان متنقلة (كرفانات) في مناطق غير مطورة ولا تلبي الاحتياجات الأساسية ما يحول هذه التجمعات إلى "مخيمات لاجئين".
د. عناية بنا-جريس، من المركز العربي للتخطيط البديل، تناولت أهمية هذه اللقاءات وأكدت أنّ العمل المهني مهم جدا إلى جانب النضال. وأشارت إلى ضرورة تجنيد السلطات المحلية، لأن مخطط الكرفانات "هو مخطط ترحيل وتخريب"، حيث سيؤدي إلى تخريب التخطيط المستقبلي لهذه البلدات، عدا عن كونه سيؤدي إلى تهجير أهل القرى غير المعترف بها.
وقد تمّ تلخيص الاجتماع حول الخطوات العملية التي يجب القيام بها، وذلك بعد مداخلة لعضو المركز العربي للتخطيط البديل، شادي خليلية، حول الحاجة للقيام بالتكاتف معا من حقوقيين ومهنيين ولجان محلية - من أجل درء الخطر عن أهل النقب.
من جانبه أكّد أمجد شبيطة، المدير العام المشارك لسيكوي، في مداخلته على أهمية العمل المهني لمؤسسات المجتمع المدني كرافعة للنضال الشعبي من أجل الاعتراف والتصدي لكافة المخططات الاقتلاعية في النقب. واستعرض شبيطة المشروع الذي تقوم عليه سيكوي بالتعاون مع المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها لتوفير المزيد من الخدمات لسكان القرى غير المعترف بها في مجالات التعليم، المواصلات العامة والمياه.
وعبر المحامي يوسف الصانع عن أسفه لعدم حضور المئات لهذا المؤتمر المهني والهام، داعيا جمهور الأكاديميين وخاصة المحامين بالتجند للذود عن الأهل في النقب.