أثارني تعليق على احد التقارير الصحفية الخاصة بي على مدونتي خاصة وانه تقرير في أمور اقتصادية محلية وقد توقعت أن أرى تعليقا بهذا الخصوص عليه ولكن وبعد محاولات عديدة لقراءة التعليق ظهر ولم يكن حسب التوقع وإنما دعوة من زميل لإبداء الرأي حول حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية وللحقيقة فقد أثارني الموضوع خاصة وانه يوجد أكثر من أربعة عشرة تعليقا وبالطبع هذا الرقم لم يكن قد توقف بعد فبالتأكيد قد ارتفع عدد قراءه والمعلقين عليه ولكن لم أجد ولا حتى تعليقا واحدا عليه يؤخذ بموضوعية وإنما من نواحي حزبية ضيقة وهو ما جعلني أفكر بالكتابة عن هذا الموضوع والذي سأمه الجميع فلسطينيا وعربيا ودوليا
ففكرة حوار القاهرة من الظاهر فكرة رائعة جدا قد تعمل على جمع الوفود الفلسطينية على طاولة واحدة لتعيدنا إلى المربع الأول ما بين مكة المكرمة واليمن وغيرها من البلدان العربية والأجنبية وينتهي عندها الموضوع بالتوقيع على الحروف الأولى لأي اتفاق محتمل ليس إلا ليعود الجميع إلى مرجعيته ومن ثم تعود الخلافات مرة أخرى وعندها لن يكون هناك اتفاق أو قد يكون سيناريو آخر على غرار الدوحة يمنع فيه كافة الوفود من الخروج من الاجتماعات إلا باتفاق نهائي بحل كافة المشكلات العالقة بينهم بعيدا عن الأضواء والإعلام والمرجعيات المختلفة المبعثرة في بقاع العالم وهو ما يامله كل فلسطيني غيور على مصلحة وطنه وبلده أو السيناريو الثالث والذي يعمل عكس الكل بحيث ما يطبق على الأرض يختلف تماما عن ما يدور في أروقة السياسة بمعنى أن المتحاورين يفعلون بعكس ما يقولون في لقاء (الطاولة المستديرة) إن وجدت أصلا وفي جميع ما ذكر يبقى المواطن الفلسطيني يطلب الرحمة ويصلي عل القاهرة تجلب له الخبر اليقين ولا يبقى الحوار لأجل كلمة الحوار فقط
ولكن بعد كل ما سبق والتصريحات المبعثرة من هنا وهناك حول الحوار الفلسطيني العتيد يبقى أن نذكر الجميع بمسؤولياتهم الوطنية بالدرجة الأولى والتي تضع على عاتقهم كامل المسؤولية التاريخية للخروج من عنق الزجاجة لتنفس هواء الحرية الفلسطينية والتآخي الحق والمبني على أسس فلسطينية متينة وضوابط وطنية قوية وخطوط لا يمكن تجاوزها بحيث يستطيع المتتبع لهذا الأمر الاقتناع بان شيئا ما أصبح على الطريق مع علمي اليقين كمواطن ومتتبع لأراء الشارع أن ما يدور في القاهرة وغير القاهرة أصبح خارج نطاق ما يفكر به الإنسان الفلسطيني بل يمكن القول أن المواطن الفلسطيني قد تجاوز هذه المرحلة بالكامل وأخرجها من نطاق حياته ولم يعد يتطلع إلى ما يدور خلف الحدود إن كان في غزة أو الضفة على حد سواء ومن يقول غير ذلك فإنما يريد أن يضلل نفسه قبل غيره لان المواطن الفلسطيني قد سئم حالة اللا سلم القائمة والتي لا يعرف نهاية لها بل اخذ يكيف نفسه بوجودها أو عدم وجودها وكأنها تحصيل حاصل في حياته ومن هنا فان المطلوب من متحاوري القاهرة قيل الاتفاق (إن وجد) أن يعيدوا ثقة المواطن الفلسطيني بهم ليساعدهم على تطبيق ما قد يتوصلون إليه في القاهرة وغير القاهرة من عواصم لا تعد ولا تحصى لان اقرب الطرق للتوصل إلى اتفاق حقيقي بين المتخاصمين هو لقائهم مع بعض وإقرار كل منهم بوجود الآخر لا أن يجوب كل طرف بقاع الدنيا لشرح وجهة نظره لمن لا يعنيه الأمر وإلا سيبقى حوارهم حوار طرشان قد لا ينتهي مطلقا وان يكون ما يطرح على الطاولة هو نفسه ما يمرر من أسفلها وهو ما يطبق على ارض الواقع