مَنْ لم يسافر على طرق النقب ولم يتساءل - كيف تبدو الحياة في تلك القرى العربية-البدوية ذات البنية التحتية؟ الحياة اليومية، هدم البيوت، الحيلة والأحلام الكبيرة ليست سوى بعض الأفكار المقدمة في الأفلام الوثائقية الستة التي عمل على تصويرها نساء ورجال من البدو-العرب من القرى غير المعترف بها، والتي تضم ما يقرب من 100 ألف مواطن. ويؤكد المشاركون والمشاركات في الأفلام الرسالة الواضحة للجميع: "هذه هي حياتنا. أطفالنا يريدون ما يريده كل طفل".
وقد تم، الثلاثاء، عرض سبعة أفلام تم تصويرها من قبل المشاركين في مشروع الفيلم الوثائقي "معترف بهم" لمنتدى التعايش في النقب في سينماتك تل أبيب.
تركز الأفلام على حياة المواطنين البدو في القرى غير المعترف بها في النقب. وهي تعطي لمحة نادرة عن الحياة اليومية في هذه القرى من وجهة نظر السكان الذين يتعرضون باستمرار لأنتهاكات حقوق الإنسان، ويعبرون بشكل مباشر عن مضايقة الدولة لمواطنيها البدو في هدم المنازل، والتهجير القسري، والتمييز الصارخ في الخدمات الأساسية. تعرض الأفلام الحقيقة الشفافة والنابضة بالحياة، التي نادرا ما يسمع عنها المواطنون اليهود في إسرائيل.
قبل عامين، رفضت ميري ريجيف، وزيرة الثقافة السابقة، المشروع الذي قدم في مهرجان سينما الجنوب لأن الأفلام "تحريضية وتسعى ضدنا" وفقًا لقولها. وردًا على ذلك، أجابت صباح أبو مديغم، إحدى المخرجات، من سكان قرية العراقيب غير المعترف بها، الذي تم هدمها للمرة الـ168: "انظري إذا كان يمكنك العيش يومًا مثلنا! هذه الأفلام تعرض حياتنا اليومية، بدون مياه وبدون أي خدمات أساسية وتحت هدم البيوت. طفالنا يريدون ما يريده كل طفل. الآن، ستحصل هذه الأفلام وغيرها من الأفلام الجديدة التي تم تصويرها في قرى عتير وأم الحيران ووادي النعم على عرض وفرصة أخرى، هذه المرة في قلب تل أبيب إلى جانب سلسلة من الأفلام الحائزة على جوائز من جميع أنحاء العالم".
في عام 2015، تم إنشاء المشروع من قبل جمعية منتدى التعايش في النقب للمساواة المدنية، لتمكين المصورين والمصورات المتطوعين من القرى غير معترف بها من توثيق حياتهم من ناحية التمييز والعنصرية وانتهاك حقوقهم. وتقول حايا نواح، مديرة منتدى التعايش: "ينقل المصورون من خلال عدسات الكاميرا حياتهم في ظل واقع يصعب تخيله في إسرائيل 2019، وكذلك المواجهات مع قوات الهدم والشرطة ورفضهم لانتهاكات حقوقهم. "انتهاكات حقوق الإنسان هي جزء من القرى غير المعترف بها يوميًا، لكن في معظم الأوقات، لا يتم توثيق وتغطية هذا الظلم واستفزازات السلطات بواسطة وسائل الإعلام. الحقائق القاسية لحياة المواطنين البدو في النقب بعيدة كل البعد عن أعين المواطنين في البلاد".
وتقول هيلين ينوبسكي، مخرجة وواحدة من المرشدين في مشروع التصوير الفوتوغرافي: "هذا المشروع هو أحد أكثر المشاريع المثيرة التي قمنا بها.. إنه طريق طويل للغاية حصلت فيه جميع النساء على كاميرات ووثقن وصورن ما شاهدنه. إنّ العملية نفسها كانت بنفس أهمية النتيجة النهائية".
في نهاية العرض، تمّ الحديث عن القضايا التي عُرضت في الأفلام، بتوجيه مركزات مشروع التوثيق ومرشدات التصوير.
صابرين أبو كف، مركزة مشروع التوثيق في منتدى التعايش السلمي في النقب، قالت لـ"كل العرب": "عرضنا بالأمس سبعة أفلام في سينماتك تل أبيب والذي عملنا عليها على مدار سنة مع مشاركين ومشاركات مشروع "معترف بهم". هذه الافلام جسدت حقيقة حياتنا، عندما تشرق الشمس وحتى غروبها. كل فيلم كان يحمل قصة وهدف مختلف ولكن الفكرة الأساسية التي كانت تجمع كل الأفلام، هي توثيق انتهاكات حقوق الانسان في القرى مسلوبة الإعتراف، وأيضا عرض الحياة في النقب من خلال عدسة المشاركين والمشاركات الذي يعيشون هذه الأوضاع بكل تفاصيلها".