في هذه الحلقة من الفكاهة الساخرة في العين الساهرة سنتطرق إلى موضوع تعدد الزوجات
عندما نسمع كلمة حب نعتقد أنها تخص العلاقة التي بين الرجل والمرأة, وبسبب زحمة الحياة وهمومها نسينا او تناسينا أن هناك حب الأم لابنها وهناك حب الفرد لوطنه وهناك حب الأنسان للحيوانات التي يربيها وهناك حب الأنسان لنفسه وهناك حب الإنسانية جمعاء وهكذا
كتب العرب كثيرا في الحب وشكلت المرأة الركيزة فيه, فمن قيس وليلى إلى جميل بثينة وكثير عزه وعنتر وعبله وغيرهم
لكن القلة كتبوا في حب الرجل لأكثر من امرأة في آن واحد, لكن الذين كتبوا كتبوا بشبه استحالة للأمر فأبو تمام كتب وقال :
نَقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب ألا للحبيب الأول
وكتب آخر:
كَذَبَ المُدَّعي هوى اثْنَيْنِ معاً مِثْلَ ما في الأُصولِ اكذبَ ماني
ليسَ في القلبِ مَوْضِعٌ لِحَبيبَيْن وَلا احدثَ الأُمورِ بِثانِي
فكما العقلُ واحدٌ ليسَ يَدري خالقاً غيرَ واحدٍ رَحمانِ
فَكذا القلبُ ليسَ يَهوى غيرَ فَرْدٍ مُباعِدٍ اوْ مُدانِ
إن تعريف ابن حزم الأندلسي للمحبة هو أنها استحسان روحاني وامتزاج نفساني
فهل هذا الاستحسان يمكن أن يكون لعدة نساء في آنٍ واحد؟
اليوم بعد أن اصبح الحب أخذ وليس عطاء فهدية سيارة او طقم ذهب او الماس او سفره إلى خارج البلاد او شقة سكنية او فساتين من الماركات العالمية فقط عندها نقول نعم يمكن ذألك! لأن اليوم الحب يقاس بالدولارات ولم يعد الحب المعامله
إن الآراء العلمية تختلف حول التركيبة الغريزية للرجل هل هي مونوجيمية أي يميل لامرأة واحدة أم انه بولوجيمي أي يميل إلى التعددية في النساء
فهل هو مثل طائر البومبا او السابيار أم انه كالديك بين الدجاجات؟
رأيي الشخصي الذي سيعارضه الكثيرون يقول إن الغريزية الذكورية بوليجامية, فإنسان العصر الحجري وما تبعه عندما كان يعيش في الكهف او الغابة لم يكن هناك تخصيص في العدد, إضافة لذألك فالرجل يبحث عن الجنس ثم الحب بينما المرأة تبحث أولا عن الحب, لذلك همها الأول عند وجود علاقة عاطفية أن تؤدي هذه العلاقة إلى الزواج, وهذه اكثر نقطة خلافية بين اثنين تعارفا حديثا
على كل حال المرأة بذكائها وحنكتها ودهاءها تستطيع الحفاظ على الزوج لها لوحدها
لقد حلل الشرع الارتباط بأربع نساء في وقت واحد بعد أن كانت الجاهلية تسمح بالفوضى بالعلاقات فكان هناك سبع أنواع من الزواج منهم زواج الاستبضاع ومنه زواج يسمح فيه الزوج للزوجة بإنشاء علاقة جنسية مع شخص مشهور كشاعر او أمير منتظرا ولادة ولد سيصبح مشهورا او يتمتع بقدرات بدنية وجسمية خاصة
بالرغم من السماح بالزواج من اربع ألا أن العرب قديما حسب ما ذكر الغزالي في كتاب الإحياء نهت قديما عن الزواج بسته أنواع من النساء وهن الحَناَّنه والأَنَّانَه والمَنَّانَه والحَدَّاقَه والبَرَّاقَه والشَدَّاقه
في هذه الأيام يعتبر الكثيرون الزواج بأربع مأخذا على الشرع مع شرط العدل بينهن وان لم يستطع فواحده ولكن بالمقارنة بما كان سابقا والوضع مع اربع فالفرق كبير
يجب التذكير انه في بعض الأحيان يلجأ الزوج إلى التعددية كعقاب للزوجه وذألك تطبيقا للمثل اضرب النسا بالنسا والهجن بالعصا, انتشر استعمال هذا الأسلوب في بداية السبعينات عند فتح الطريق بين اسرائيل والضفة الغربية وغزه, حيث كانت تكاليف الزواج ارخص بكثير, كما لجأ بعض العازبين إلى الزواج من هناك, عندها حدثت ظاهرة عنوسة البنات العرب في اسرائيل بشكل بارز وكبير
للتفكه نقول إن الشباب اليوم في انتظار فتح باب الزواج من البوسنيات او الأوكرانيات لأنه حسب معتقدهم الحل لمجابهة التكاليف الباهظة للزواج , وكما قال لي احد الشباب حتى الطلاق معهن ارخص بكثير!
إن الوضع أوصل الشاب المقدم على الزواج أن ينظر إلى جميع النساء بمنظور واحد وللتفكه نقول كما يقول المثل : بعد المِسا كُلِّ النِّسا نِسا
في أيامنا هذه هناك استحالة للارتباط بأربع منها قوانين بعض الدول ومنها الأوضاع الحديثة التي نعيشها
والسؤال الذي يبقى اليوم انه في عصرنا الحديث هناك تعددية في العلاقات في آن واحد فمن افضل شرعنة هذه العلاقات أم إبقاءها غير مشرعنه؟
وللتفكه الساخر المؤسف نقول إن البعض يشرعن لنفسه هذه العلاقات بطرق مختلفة, فهناك عن طريق ما يسمى زواج المتعة وآخرون خاصة بعض أغنياء الخليج والسعودية فمن بين مرافقيهم شيخ يكتب الكتاب في المساء ويطلق في الصباح, وفي بعض الأحيان يقوم بكتابة الكتاب لنفسه
هو الآخر على احدى الفتيات وللسخرية نقول "ليش حظه ناقص"‼
محاولة الشرعنة هذه انتشرت كثيرا بين اللاجئات السوريات في الأردن
هذه الوضعية وصفها نزار قباني في شعره, وعندما سئل لماذا تكتب قال اكتب ل…واكتب…واكتب ل…واكتب حتى انقذ النساء من اقبية الطغاة ومن مدائن الأموات ومن تعدد الزوجات…
الصورة القلمية الساخرة والتالية تعبر عن الموضوع
اسمَعوا يا جَماعَه المَثَلْ بِيقولْ
الأُولى مَرَة والثانْيِه مَرْمَرَه
وِالثَّالْثِه مُسْمارْ باِلْعُنْتَرَه
وِالرَّابْعَة على المِقْبَرَ ه
أنا قَرَّرْتْ أَتْجَوَّزْ أَرْبَعَه
وَأَعيشْ مِثِلْ هارونِ الرَّشيدْ
وِالْكُلْ يْقولِّي شِدْ الهِمِّه يا سَعيدْ
تْجَوَّزْنا الأولى وْما خَلَّفَتْ اوْلادْ
وْراحَتْ هِيِّ تِحْكيلي بْعَروسْ مِنْ لِبْلادْ
والثَّانْيِه خَلَّفَتْلي اوَّلْ عَريسْ
وِالْكُلْ مَبْسوطْ إجَا لِلْاولى وَنيسْ
وِالْمَثَلْ بيقولْ لُولا الغِيرِه ما حِبْلِتْ الأَميرِه
الأولى ضَرَبْ فيها الكِيدْ
وْبَعِدِ التِّسْعَه خَلَّفِتْلي وَلَدْ إِسْمُو زيدْ
وْبينْ الأولى وِالثَّانْيِهْ عَالدَّرَجْ وْأَنا نازِلْ طالِعْ
وْصِرْتْ في حَلْ المَشاكِلْ خَبيرْ وْضالِعْ
وْكُلِّ الحياهْ صارَتْ سْهارْ بِسْهارْ
وَالله ما بَعْرِفْ الليلْ مْنِ النَّهارْ
وْفي الشُّغُلْ تْعَرَّفِتْ على أَرْمَلَهْ وَحيدَه
روسِيَّه حِلْوِه وْجايْ مِنْ بْلادْ بْعيدِه
وِجِهَّا مِثْلِ الْبَلُّورْ وِالتُفَّاحْ
وِالْعِطِرْ يا عيني مِنْها فَوَّاحْ
وَقُلْتْ بَلْكي بْتِرتاحْ مَعْها يا صَلاحْ
وْصِرْتْ أَهْرُبْ مْنِ الطَّلَباتْ وْأَقولْ يا رِيتْ
وِبْحِجِّةْ الشُّغُلْ صُرْتْ أَبيتْ بْرِّيتْ البِيتْ
لَحَدْ ما قالَتْلي وِاسْتَحْكَمَتْ بالقولْ وِالْعَمَلْ
إِسْمَعْ يا حَبيبي أَنا ما بْيِنْطَبِقْ عَلَيِّ الْمَثَلْ
كُلْ مينْ شافْها أَرْمَلِه شَمَّرْ وْإِجاها هَرْوَلِه
يا بِطَّلّقْ واحْدِه يا بْتِكْتِبْ كْتابْ بَرَّاني
لِأّنُّو الجيرانْ صارو يِحْكو كاني وْماني
وْلَبينا الطَّلَبْ بِكْتابْ بَرَّاني
وْمِسْكَتْني بْمَهِرْ غالي كْتيرْ وْنيراني
وْبَعِدْ تِسْعَه خَلَّفِتْلي تُومْ بَناتْ وْشِمْتوا جيرانِي
وْكِتْرِتْ الطَّلَباتْ مْنِ الثَّلاثْ نِسْوانْ
وْصِرْتْ لِلتَّعَبْ وِالشَّقا عِنْوانْ
فْلوسْ فْلوسْ فْلوسْ
كُلُّه بَدُّو فْلوسْ
وْكيفْ بَدِّي أَحِلِ الإِشْكالْ؟
قُلْنا على الله الاِتكالْ
تْعَرَّفْتْ على وَحْدِه غَنِيِّه كْتيرْ
وْهونْ لَقيتْ الْحَلْ العَسيرْ
وْبَدَلْ ما أَعْطِيها المَهِرْ هي دَفْعَتْلِي
على شَرْطْ أَكْتِبِلْها البيتْ لَتِتْجَوَّزْني
وِالْعِصْمِه بْإِيدْها كمانْ لَطَّلِقْني
وْكُلْهُنْ فاتِنْ بِسْباقِ الخِلْفِه المَراتوني
وْمَرِّتْ الإِيامْ والإِيامْ
وْكِبْروا لِوْلادْ وْضاعِتْ بِالْهوا الأَحلامْ
نُصْهُمْ بالشوارعْ وْنُصْهُمْ باِلْمَدارِسْ
وِالنُّصْ حافي وِالتَّاني لابِسْ
وْكُلْ يومْ شَكْوى مْنِ الجارْ وِلِمْعَلِّم وِالْبوليسْ
لَحَدْ ما صِرْتْ أَبُو الأَزْعَرْ وَالتَّعيسْ
وْأَنا جالِسْ أَفَكِّرْ تْلَقِّيتْ إِخْطارْ بِتَفْريغْ البيتْ
وِعْرِفْتْ إِنُّو الرَّابعه طَلَّقَتْني بِالْعَشْرَه وْقُلْتْ يا ريت
لَوْ يِرْجَعْ الزَّمانْ لَوَرا ما راحْ أَعْمَل الِّي عْمِلْتُه
ظَلَمِتْ نِسْواني وِوْلادي وْشو هَالْجُرُمْ يالِّي إرْتَكَبْتُه
بَسْ لَوْ تِعْرَفوا شُو بَدَنْدِنْ طولْ اليومْ وْبَغَنِّي لأَفرِّج هَمِّي
شو فَهِدْ بِلَّانْ بِيْغَنِّي: لَوْ شابِ شَعْرَ الرَّاسْ ما شابِ قَلْبي
عزيزي القارئ كم مره فكرت تتجوز على هالْمَرَه الِّي جنبك؟