بعث سيادة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس - القدس، برسالة معايدة بمناسبة عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي، وجاء في الرسالة:"عشية عيد الميلاد المجيد حيث النور السماوي الذي بزغ من مغارة بيت لحم لكي يبدد ظلمات هذا العالم فإننا ننتهز هذه المناسبة لكي نوجه معايدتنا وتهنئتنا القلبية لكافة أبناء رعيتنا في هذه الأرض المقدسة ارض الميلاد والتجسد والفداء".
وتابع البيان:"أقول للمسيحيين الفلسطينيين أبناء هذه الأرض المقدسة افتخروا بمسيحيتكم المشرقية النقية التي بزغ نورها من هذه الأرض المقدسة وافتخروا بانتماءكم لفلسطين ارضا وهوية وتاريخا وتراثا وقضية ، فلسطين التي نحن ساكنون فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضمائرنا .
افتخروا بإنتماءكم للشعب الفلسطيني والذي قضيته هي قضيتنا وآلامه هي آلامنا ومعاناته هي معاناتنا وتطلعه نحو الحرية هو تطلعنا.
في الميلاد المجيد أقول لكم لا تخافوا فكونوا ثابتين وصامدين ومتشبثين بقيم ايمانكم وهويتكم الوطنية التي نفتخر بها جميعا.
رسالة الميلاد هي رسالة محبة بلا حدود ولذلك فإنني أقول لكم في هذه العشية المباركة لا تترددوا في ان تعبروا عن محبتكم لاخيكم الانسان وخاصة المظلومين والمعذبين والمتألمين والمنكسري القلوب وما اكثرهم في هذا المشرق وفي بلادنا الجريحة والمتألمة بنوع خاص .
لا تترددوا من ان تقولوا انكم مسيحيون فلسطينيون تنتمون الى ارض تباركت وتقدست بالنعم التي اسبغها علينا الرب الاله، كما اننا ننتمي لشعب يناضل ويكافح من اجل الحرية.
لقد مررت بمحنة صحية خطيرة وبقيت امامي رحلة علاج اخيرة الى المانيا حتى أتمكن من العودة اليكم بعدئذ بحيوية وقوة وصحة وعافية لكي أكون خادما لكل واحد منكم ولكي أكون كما كنت دوما صوتا مناديا بالحق والعدالة ونصرة شعبنا الفلسطيني المظلوم.
ان الالام والاوجاع المبرحة التي عانيت منها خلال الأسبوعين الأخيرين لم تنل من معنوياتي ومن ارادتي وعزيمتي ورغبتي في ان استمر في خدمتكم وفي خدمة شعبنا كله بدون استثناء .
في هذا الموسم الميلادي المبارك اطلب منكم جميعا بان تصلوا من اجلي فصلواتكم هي التي انقذتني وساعدتني خلال الأيام الماضية وهي التي ستكون معي أيضا خلال فترة العلاج الأخيرة والحاسمة في المانيا بعد أيام .
اسمحوا لي ان أقول لكم مجددا كل عام وانتم بخير .
لن أتمكن من ان اعايدكم في هذا العيد وجها لوجه ولن أتمكن من ان التقي معكم في هذا العيد لكنني اعبر عن محبتي وتقديري وامتناني ووفائي لكل واحد منكم ، فاقبلوا تهنئتي هذه حتى عبر هذه الوسيلة المتاحة حتى نعود الى القدس والى وطننا بعد انتهاء رحلة العلاج. موسما ميلاديا مجيدا وكل عام وانتم جميعا بألف خير"، إلى هنا نص الرسالة.