///
خُذني إلى بَحرٍ بلا زَبَدٍ،
إلى أُفُقٍ بلا سُحُبٍ،
إلى مَوتٍ بلا أسبابْ...
...
لا لَونَ يُشبِهُ لونَ أمنِيَتي،
اقتَبِسني أيُّها الوَقتُ المُحاذِرُ أن تَكونَ بدايَةً
لزمانِ قومٍ يفزعون منَ ارتِقابٍ لارتِقابْ...
...
أشتاقُ أن أنسى عيوني
كَي أعودَ مِنَ الغِيابِ بلا غِيابْ
...
غازَلتُ نجمَةَ طالِعي، والطّقسُ رَملٌ،
والجِهاةُ نَواهِلٌ مِنّي، وعُمري أحرُفٌ تاهَت...
أتقذِفُها الرّياحُ إلى سُؤالٍ أم جَوابْ.
فأوَت دَهاليزَ العِتابْ!
...
خُذني إلى لَيلٍ بلا أرَقٍ،
إلى حلمٍ بلا لُغَةٍ
إلى سَفَرٍ بلا أسبابْ.
...
لا سِرَّ يُشبِهُ ما أكونُ إذا سَكَتُّ،
لأهضِمَ اللغةَ التي اقتَبَسَت صَدايَ؛
مَضَت تُعيدُ إليَّ مَعنًى خُنتُهُ...
وهَرَبتُ من لُغَتي ليعشَقَني السّرابْ.
...
ليلٌ... أردتُ العمرَ ليلًا كي أرى حلمًا ألفتُ خِداعَهُ
لِيكونَ لي بَحرٌ، وبعدَ البحرِ عوسَجَةٌ
وصوتٌ خِلتُهُ قَبَسًا، ركَضتُ فخانَني أفُقي،
وخانَتني عَصايَ، وخانَني حِسُّ الإيابْ.
ماذا تَبَقّى مِنكِ يا لغةَ الكِتابْ.
...
أنَذا أُكَتِّمُ حُبَّ ما لا أستَطيعُ عِناقَهُ
مِن صورَةٍ أنكَرتُها عَنّي، اعتَرَتني...
واجتَنَبتُ حُلولَها بي،
أو ظُهوري في ملامِحها...
وكانَ الطّقسُ إنسانًا خجلتُ بأن يَراني عارِيًا مِنها
فعانَقتُ الضّبابْ.
...
يا تينُ يا زَيتونُ... لا تُزهِر! سباني البَحرُ
خوفَ مُجونِهِ ألبَستُهُ عُذرًا، وألبَسَني الهَوى؛
فَغَدَوتُ نَرجِسَةً تُغازِلُ عُمرَها عَن ذاتِهِ،
والعُمرُ رَمشَةُ غافِلٍ،
نسيانُ أمنِيَةٍ بتِشرينِ العِتابْ.
...
يا لوزُ يا صُبّارُ... لا تُثمِرْ بِكانونِ الحِكايَةِ
سَوفَ أحتَطِبُ البَقايا مِن فُروعٍ لم تَزَل
تُسقى صَفيرَ عَواصِفٍ أَلوَتْ بِخَيمَةِ جارَتي،
وتَغافَلَت كلُّ الجِهاتِ، تَساقَطَت كُلُّ الصِّفاتِ،
وخيمَتي صارَت عيونًا،
والجِهاتُ غَدَت وجوهًا للسَّرابْ.
...
يا عُمرِيَ المَولودَ مِن بَحَّةِ نايٍ،
مِن صَدى زَمَنٍ تَجرَّعَني، وَذابْ.
خُذني إلى نارٍ بلا حَرٍّ،
إلى قلبٍ بلا صَدرٍ،
إلى صَمتٍ بلا أسبابْ.
::: صالح أحمد (كناعنة) :::