حازم ابراهيم في مقاله:
توجد ادلة وإثباتات كثيرة تؤكد بطلان نسبة الهيكل لسيدنا سليمان عليه السلام، وأن بناءه للهيكل هو مجرد أكذوبة من اليهود
كلمة هيكل في اللغة العبرية تعني "بيت الإله بيت همقدّش"، وفقاً للكتاب المقدس الرواية اليهودية فإن النبي داود عليه السلام هو الذي أسس لبناء الهيكل ولكنه مات، فاستكمل ابنه سليمان عليه السلام بناء الهيكل فوق جبل موريا المعروف باسم هضبة الحرم (هر هابيت )، وهو المكان الذي يوجد فوقه المسجد الأقصى وقبة الصخرة ، ولهذا الهيكل منزلة خاصة في قلوب وعقول الكثير منهم ، حيث يزعمون أنه أهم مكان للعبادة لديهم وأن سليمان عليه السلام بناه لهم ولديانتهم ، وأن عودة ملكهم لن تكون إلا بالرجوع إلى القدس وإعادة بناء الهيكل ، إن بعد وفاة النبى سليمان عليه السلام اختلف أولاده فانقسمت مملكته إلى مملكتين وعلى كل مملكة أحد أبناء سليمان ، فالأولى في الشمال وتسمى مملكة إسرائيل أو مملكة السامرة وعاصمتها نابلس ، والثانية في الجنوب وهي مملكة يهوذا وعاصمتها اورشليم (القدس) ، وقد دمرت وانتهت مملكة الشمال إسرائيل ، وبعد ذلك بحوالي 150 سنة دمرت المملكة الثانية مملكة يهوذا ، ودُمِرَ الهيكل بيت همقدش (بيت المقدس) للمرة الأولى على يد القائد البابلي بختنصر عام 586 ق.م ، وبعد ذلك بعشرات السنين سُمح لليهود المأسورين في بابل بالرجوع إلى القدس ، فرجعوا إليها وأعادوا بناء الهيكل ، ثم دمر الهيكل مرة اخرى على يد تيطُس ابن الامبراطور الروماني سباستيان ، وكان هذا هو التدمير الثاني للهيكل ، والذى ذكروا تاريخه في يوم التاسع من أغسطس (تسعة اب) ، ولذلك يصوم اليهود هذا اليوم من كل عام تخليدًا لهذه الحادثة ، حتى الامبراطورية اليونانية لم تترك اليهود ولا الهيكل في عهد انطيوخوس الرابع ، ثم يغزو القائد الروماني بومبيوس ويدخل الى حرم الهيكل المقدس ويدنس حرماته ، ولكى لا ينسى اليهود الهيكل ويبقى موجودًا بذاكرتهم ، فقد قام حاخاماتهم بابتداع طقوسًا يقوم بها كل يهودي حتى يتذكر الهيكل ، ويتم القيام بها خاصًة عند الميلاد وعند الموت وعند الزواج وعند طلاء البيت ، وفي عام 135 م ، في عهد الإمبراطور هارديان تم تدمير المدينة واحرق القدس وطرد اليهود منها حتى وصل الامر اذا ذكر احد من اتبعه كلمة يهودي يحكم عليه بالإعدام ، وأقيمت مكانها مدينة جديدة سميت بـإيليا ، وبقيت تحمل هذا الاسم حتى دخلها المسلمون في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وصارت تسمى القدس أو بيت المقدس ، أما في عام 313 م ، فقد اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية ، وبدأ ببناء الكنائس ، فكانت كنيسة القيامة أول الكنائس التي أقيمت في تلك الفترة ، وجعل مكان الهيكل مكانًا لرمي القمامات انتقام في اليهود حسب اعتقادهم ، وتشتت اليهود في جميع بقاع الأرض ، وذلك بسبب غدرهم وقتلهم الأنبياء وعصيانهم لله كما يقول اليهود أنفسهم فذهبوا إلى الجزيرة العربية والعراق ومصر وأوروبا ، ونسي اليهود القدس ونسوا الهيكل ، إلى أن جاء القرن التاسع عشر الميلادي ، فأخذوا يقلبون صفحات التاريخ المطوية للبحث عن أي مزاعم يهودية تبرر لهم الرجوع إلى القدس ، وقاموا بعقد المؤتمرات وكان أول مؤتمر صهيوني قد عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897م ، بقيادة تيودور هرتزل ، بهدف إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين حتى يتمكنوا من إعادة بناء الهيكل المزعوم.
ويسعى اليهود إلى استعادة مملكتهم وإعادة بناء الهيكل ، وقد جاء في دائرة المعارف البريطانية سنة 1926م ، ما يثبت تلك الرغبة لديهم : حيث كُتِب إن اليهود يتطلعون إلى اجتماع الشعب اليهودي في فلسطين واستعادة الدولة اليهودية وبناء الهيكل وإقامة عرش داود في القدس ثانية من نسل داود ، وكل ذلك بالإضافة إلى إدعائهم أن حائط المبكي والذى يقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى ، هو من بقايا هيكل سليمان فهذا الزعم قد أبطلته الدراسات العلمية الحديثة ، فقد أوفدت لجنة دولية للتحقيق في أحداث البراق التي وقعت سنة 1930م ، وكان عمل اللجنة علميًا وتاريخيًا ، وقد أثبتت اللجنة في تقريرها أن ملكية حائط البراق تعود للعرب المسلمين ، كل هذه الأدلة وغيرها تدل على أن قضية الهيكل هي مجرد أكاذيب كتبها كتبة الكتاب المقدس ونسبوها إلى الله ، لربط اليهود بتلك المدينة وتشجيعهم على الرجوع إليها باعتبار أن ملكهم لن يتم إلا باستعادة ذلك الهيكل المزعوم.
وتوجد ادلة وإثباتات كثيرة تؤكد بطلان نسبة الهيكل لسيدنا سليمان عليه السلام، وأن بناءه للهيكل هو مجرد أكذوبة من اليهود ، ومن هذه الأدلة أنه لا يوجد مصدر موثوق يثبت بناء سليمان عليه السلام لهذا الهيكل ، فالقرآن الكريم قص علينا قصة داود وسليمان عليهما السلام في عدة مواضع ، فذكر قصة سليمان مع بلقيس والهدهد والنملة ومع الجن ، وبعض هذه الأحداث تبدو أقل أهمية من الهيكل ، فلماذا لم يتكلم القرآن الكريم عن الهيكل إذا كان بهذه الأهمية القدسية التي يدعيها اليهود ، فلا وجود لهذا الهيكل إلا في كتب اليهود وهي كتب لا يوثق بما فيها ، حتى ان كثير من علماء اليهود اعترف ان في كتبهم امتدت إليه ايدي التحريف والتلاعب ، لم يذكر أحد من المؤرخين أن المسلمين لما دخلوا القدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجدوا بها معبدا من معابد اليهود وهدموه وأقاموا مكانه مسجدا ، كل هذه الأدلة وغيرها تدل على أن قضية الهيكل هي مجرد أكاذيب كتبها كتبة الكتاب المقدس ونسبوها إلى الله ، لربط اليهود بتلك المدينة وتشجيعهم على الرجوع إليها باعتبار أن ملكهم لن يتم إلا باستعادة ذلك الهيكل المزعوم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com