قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله اليوم وفدا كنسيا آتيا من امريكا للتضامن مع شعبنا الفلسطيني بأننا نرفض رفضا قاطعا التفسيرات المغلوطة التي تتبناها الجماعات المتصهينة في امريكا والذين يحرفون تعاليم الكتاب المقدس بما ينسجم واهوائهم واجنداتهم ومصالحهم السياسية .
ان اولئك الذين يطلقون على انفسهم مسمى "المسيحيون الصهاينة" انما هم في الواقع بعيدون كل البعد عن المسيحية وادبياتها ولا علاقة لهم بقيم الانجيل الذي يحثنا دوما على نصرة المظلومين ومنكسري القلوب .
انها ظاهرة مسيئة للمسيحية وقيمها ورسالتها ولهؤلاء ينتمي الرئيس الامريكي ونائبه كما ان لهذه الجماعة نفوذ كبير في الادارة الامريكية فهم يؤثرون على سياسات امريكا وفي بعض الاحيان نلحظ انهم يعطون غطاء دينيا لمواقف مرفوضة ومستنكرة من قبلنا جملة وتفصيلا .
ان الانحياز للمظلومين ورفض الكراهية والعنصرية والقمع والظلم والاستبداد هي من القيم التي يجب ان ينادي بها كل مسيحي فالمسيحية هي ديانة المحبة والرحمة واولئك الذين يدعون الانتماء للمسيحية وينحازون للظالمين المحتلين والمستبدين انما يسيئون لقيم المسيحية ويشوهونها ولذلك وجب على الكنائس المسيحية في امريكا وفي كل مكان ان تعبر عن الموقف المسيحي الحقيقي وان تتمسك بالقيم الانجيلية التي تدعونا دوما الى احترام الكرامة الانسانية والمناداة بتحقيق العدالة والحرية ورفع المظالم عن كل انسان يعاني من الظلم.
ان نفوذ هذه الجماعات المتصهينة موجود في سائر ارجاء العالم فهم يملكون المال والنفوذ ولهم علاقات واسعة من خلالها يؤثرون على سياسات الدول العظمى لا سيما في امريكا .
اقول للكنائس المسيحية في امريكا بأنه من واجبكم ان تتصدوا لهذه الظاهرة من خلال التوعية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام ومن خلال محاولة الوصول الى شريحة الشباب والى كافة الشرائح التي تتأثر بهذه الادبيات الصهيونية والتي لا علاقة لها بالمسيحية لا من قريب ولا من بعيد .
نقول لكم وانطلاقا من قيمنا المسيحية بأنه يجب ان تقول سائر الكنائس في عالمنا موقفا واضحا وصريحا رافضا لصفقة ترامب ومشروعه الهادف الى تصفية القضية الفلسطينية .
ان مشروع ترامب ليس مشروع سلام وتحقيق للعدالة في هذه الارض المقدسة بل هو مشروع تصفية للقضية الفلسطينية فكيف يمكن ان يتحدث البعض عن السلام بمعزل عن العدالة وعندما تغيب او تُغيب العدالة حينئذ لا يمكن ان يكون هنالك سلام على الاطلاق .
ان ترامب لا يعمل من اجل السلام بل يسعى من اجل استسلام شعبنا وامتنا العربية وهم يريدوننا ان نقبل بتصفية قضيتنا وانهاء حقوقنا وسرقة مدينة القدس من اصحابها الاصليين ومن اهلها المدافعين عنها وهم سدنة مقدساتها .
الفلسطينيون جميعا مسيحيين ومسلمين يرفضون صفقة ترامب المشؤومة والتي تأتي امتدادا لصفقات ومشاريع تمت في الماضي ووصلت ذروتها اليوم من خلال اعلان ترامب المشبوه والذي هدفه الاساسي هو شطب فلسطين من على الخارطة والنيل من الحقوق الفلسطينية الثابتة، ترامب يريد للفلسطينيين ان يقبلوا بمشروعه الهادف الى تصفية اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث وهذا لن يحدث على الاطلاق فالفلسطينيون والعرب ومعهم كافة الاحرار في عالمنا يرفضون تصفية القضية الفلسطينية ، وينادون بأن تتحقق العدالة في هذه الارض المقدسة لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي ناضل وما زال يناضل في سبيلها .
ان زيارتكم التضامنية لفلسطين انما نقدرها كثيرا وخاصة انها تأتي بعد اعلان ترامب المشؤوم وهذا يدل على ان هنالك اصوات في امريكا ترفض الظلم والقمع والاحتلال والاستبداد والاستعمار وتطالب بالحرية لشعبنا الفلسطيني المظلوم .
وضع سيادته الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس كما وقدم لهم وثيقة الكايروس الفلسطينية واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .