صفقة القرن واعادة خلط الاوراق والهيمنة من جديد/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 01/01 19:04,  حُتلن: 19:19

لقد حاولت إدارة ترامب في الأعوام الثلاث الاخيره, إخفاء معالم ما سمية بصفقة القرن، بحيث سربت عناصرها خلال تلك الفترة تارة للإعلام وتارة أخرى بورشة المنامة في البحرين التي عقدت في يونيو حزيران .2019
هذا وانتظر المخططين والمبادرين في الجانبين الأمريكي والإسرائيلي للحظة المناسبة لإعلان هذه الصفقة على الملأ وفي ال28 من يناير كانون الثاني 2020 أعلنت الصفقة في البيت الأبيض بمؤتمر صحفي, ضم ترامب ونتانياهو والعديد من المؤييدن والمقربين لهما ويمكن القول ان هذه الصفقة تزامنت مع الاحتياجات الملحه للانتخابات في إسرائيل المزمع اقامتها في الثاني من مارس 2020 وفي شهر نوفمبر 2020 موعد عقد الانتخابات الأمريكية في الولايات المتحدة.

فعلى الصعيد الإسرائيلي ينتظر نتانياهو انتخابات مصيرية, يمكن القول بأنه من المستحل ان يحقق نصرا ساحقا حيث يصطحب على كتفيه ثلاثة لوائح اتهام بتهمة الرشوة وخيانة الأمانة ومن الصعب حسب الاستطلاعات ان يحسم هذه الانتخابات لصالحه ويريد بإعلان هذه الصفقة وقبل شهر من عقد الانتخابات أبعاد الأنظار عن وضعه القضائي وإعطاء الانطباع بانه يحقق مكاسب وانجازات على الصعيد الدوليّ.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, فانه أيضا يواجه محاكمة في الكونجرس تسعى لعزله والإطاحة به لهذا فانه يسعى جاهدا تماما كنتنياهو إعطاء الانطباع إلى انه يحقق انجازات ومكتسبات على الصعيد الدولي في هذه الظروف الآنية
.
لقد كشفت الولايات المتحدة في هذه الصفقة عن تواطئها التام مع إسرائيل وعداء إدارتها للفلسطينيين والعالم العربي. بحيث تبنت هذه الإدارة بالكامل أفكارا كانت تراود نتانياهو منذ سيطرته على الحكم في إسرائيل في عام 1996عندما أقام اناذاك تحالفا تاريخا مع المستوطنين واليمين المتطرف , حيث دعم وشجع الاستيطان في الضفة الغربية ليصل الى 400 ألف مستوطن وقد انتظر نتانياهو طويلا إلى تعاقب الإدارات الأمريكية إلى أن انتخب ترامب بدعم بأموال ونفوذ صهيونية وإنجيلية حيث قام نتانياهو بإملاء خططه وأفكاره المتعلقة بالترنسفير وإقامة الكانتونات والجيوب الفلسطينية المتعلقة بإسرائيل على هذه الإدارة , وساعده بذلك في الداخل الإسرائيلي مجلس المستوطنين ومراكز أبحاث يمينية حيث عملوا كمجموعة بحث لإنتاج هذه الصفقة , ومن ثم دعمها السفير الأمريكي في البلاد ديفيد فريدمان, والذي مررها بدوره إلى شعبة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض والذي يترأسها الصهيوني جيسون جرينكبلاد , والذي كتب وصادق بدوره على المسودة الأمريكية ومن ثم نقلت بواسطته إلى عراب الصفقة جيراد كوشنير صهر ومستشار الرئيس ترامب, حيث أقنعه بان يتبناها كصفقة أمريكية ويعلنها على الملأ كصفقة القرن على اسم اسمه كي تجلب له العديد من أصوات اليهود في هذا الظرف الانتخابيّ الحرج .
وفي هذه الأيام حققت إسرائيل أكبر انتصاراتها على الفلسطينيين وعلى الساحة الدولية من خلال عقد صفقة القرن , ويقف وراء هذا القرار العديد من الأسئلة و أهمها، ما هي الأهداف الحقيقية ؟ و ما هي دوافع دونالد ترامب من هذا القرار؟، فالكل يجمع على أن ترامب انفرد بالقرار وتجاهل مؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن والسياسة التقليدية للولايات المتحدة بل استسلم كليّا لنتانياهو وأهواءه السياسية اليمينية بمنحه 85 % من مساحة فلسطين إلى السكان اليهود وفقط 15% والمتمثلة ب 2500 كيلو متر ل 50% من سكان البلاد بحيث تتكون نلك المساحة من كنتونات وجتوهات محاصرة وغير مرتبطة ببعضها البعض .
أما الخيارات التي يملكها الفلسطينيين, فهي قاسية وصعبة وأهمها مواجهة الولايات المتحدة والمطالبة بدعم من عالم عربيّ غير موحد ويواجه مشاكل مصيريّة تؤثر الكثير على كيانه . ومن الصعب ان يتم مثل هذه الصفقة وهذه الامتلاءات على ارض الواقع لأن عرض مثل هذه الصفقة في هذا الظرف الحالي , جاء نتيجة لضعف استراتيجي إسرائيلي في مواجهة الفلسطينيين واضمحلال واضح المعالم في التأثر الأمريكي في الشرق الأوسط تحت إدارة ترامب , انظر المواجهة مع إيران والعراق وسوريا لذا فان هذه الصفقة هدفها دعم إسرائيل باومال عربية تضر عليها الإرباح , لإعادة خلط لأوراق وإظهار الهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط من جديد خاصة بكل ما يخص علاقتهم بالاحتلال والشعب الفلسطيني .

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة