فكاهة رقم (17) الترانسفير/ بقلم: سهام فاهوم غنيم

سهام فاهوم غنيم
نُشر: 01/01 18:06,  حُتلن: 21:08

جاء في مقال الباحثة الاجتماعية سهام فاهوم غنيم:

العرب في إسرائيل يُعتبرون "خيال المآته" بالنسبة للبعض فماذا سيحدث لو إختفى فجأة؟ لا شك أن الصراعات الخفية ستطفو على الوجه ولا احد يعلم إلى ماذا ستؤدي

من يراقب ردة الفعل الأولية لما تضمنته صفقة القرن (والتي تعتبر تثبيتا للواقع والتذكير به) من قضية نقل المثلث إلى السلطة الفلسطينية – بطريقة الجمل بما حمل-كانت بمعظمها ساخرة, البعض اعتقد أن اللامبالاة او التجاهل هو الحل.

إن السخرية هي جزء من الفكاهة يلجأ الأنسان اليها كردة فعل تحمل الغضب والإحباط وشعور العجز. نفس الأمر عندما سن قانون القومية كانت ردة الفعل كذالك.

إن القيادة السياسية بين العرب في اسرائيل وانفصالها عن القاعدة الشعبية تساهم في ردود فعل كهذه لأنها هي أيضا عاجزة عن كيفية إيجاد طرق لفهم الأمور وتوصيلها للشعب بعيدا عن الغوغائية والغلوائية والمطامع والمطامح الشخصية. أنا مواطنة عادية ومثلي الكثيرون أريد معرفة الأمور من نواصيها ومصادرها الأصلية وليس عن طريق التلفاز وحناجر السياسيين, إلى الآن لا اعرف ما هو النص الدقيق والحقيقي لقانون القومية, او لاتفاقية أوسلو او لنص اقتراح اتفاقية صفقة القرن, او القرارات المختلفة لتقسيم فلسطين وغيرها.

ومما يبعث السخرية حقا وبدل أن يؤخذ الموضوع على محمل الجد لأنه مصيري قام رئيس مجلس محلي واحد فقط بالاتصال بالسفير الأمريكي. والأدهى من ذالك أن الجمعيات الأهلية المدفوعة الثمن من قبل الاتحاد الأوروبي تُعَوِّل عليه, صدقوني مسبحة الاتحاد الأوروبي انفرطت بخروج إنجلترا. لماذا لم يطلب مثلا اجتماع مع الأمريكيين عن طريق الجمعيات المحلية المدعومة أمريكيا ؟
لماذا لم يطلب النواب العرب جلسه عاجلة مع نتانياهو(للتفكه نقول من كتر ما بيشوف زعماء عرب عليه أن يتعلم الآن العربية) مثلا او حتى كوشنير وبالتغاضي عن الوضعية الانتخابية السائده؟ كلمة لا لا لا لا تكفي لأنه على الأقل نفهم لماذا يقال نعم ولماذا يقال لا, بالأخير نحن المواطنون هنا والأمر يخصنا شخصيا بغض النظر عن الأخذ بعين الاعتبار اتخاذ أمور عديده بالحسبان!
وللتفكه نقول لماذا لا يطلبون لقاء ترامب نفسه؟ (جربوا شو خسرانين).

هناك امر آخر عندما رأيت كيف يرد الرئيس عباس على قضية المثلث دهشت ولم اصدق ما تسمع أذناي وترى عيناي, الرفض مطلوب ومشروع ولكن ليس بهذه الشكليه.
فهل سمع ورأى الذين يرفعون العلم الفلسطيني في اسرائيل صباح مساء ما رأيت وسمعت؟ وكيف كانت ردة فعلهم يا ترى؟
رأيي الشخصي والمتواضع بما أن العربي في اسرائيل طوال الوقت استطاع أن يتصرف بحكمة ونباهة بوضعية" دولتي تحارب شعبي" فكان طوال الوقت مخلصا وأمينا للطرفين يمشي بين النقاط ولا يتبلل,الوطنية بالنسبة له فعلا وليس قولا, اعتدالا وليس تطرفا, بناءا لمجتمع وليس هدما, أقول أن تبقى الوضعية بين العرب في اسرائيل والدولة وضعية "عناق الدببه" حتى أنها اكثر أفضلية لإسرائيل منها للعرب فيها. من خلال عيون العرب في اسرائيل كلنا يعرف كيف تنظر من خلال الرفض التام للفكرة ولماذا, ولكن لو نظرنا من خلال عيون إسرائيلية لوجدنا أن العرب في اسرائيل يشكلون قوة اقتصادية هائلة لا يستهان بها, هذه القوة استهلاكية خدماتية اكثر منها إنتاجية صناعية. كذالك القوة الشرائية لها في الضفة الغربية والتي تبلغ حوالي ملياري شيكل في السنه تخفف من أعباء اسرائيل الدفعية المالية تجاه الضفة الغربية من ناحية وتساهم في اقتصاد الضفة هناك.

كذألك فإن العرب في إسرائيل يُعتبرون "خيال المآته" بالنسبة للبعض فماذا سيحدث لو إختفى فجأة؟ لا شك أن الصراعات الخفية ستطفو على الوجه ولا احد يعلم إلى ماذا ستؤدي.
أما السؤال الذي يضم بعض الهذيان والجنون اذا نشبت حرب- لا سمح الله- هل سيكون اختلاف في شكليتها بين وجود عرب وعدم وجودهم في اسرائيل؟
وللتفكه هذا السؤال يذكرني عندما قيل لصدام انك تقصف اسرائيل وبها عرب فأجاب يعني فكركو أنا بدي انقّي عدس؟ أنا على استعداد للتضحية بالمليون مقابل أن لا أرى اسرائيل!
من ناحية أخرى فإن اسرائيل استطاعت أن تشترى معظم القيادات العربية في الدول العربية ولكن إلى الآن لم تستطع أن تستميل الشعوب التي ما زالت تناصبها العداء.
في المستقبل إن تغيرت الأحوال فإن عرب اسرائيل ستشكل الجَسِر مع هذه الشعوب.
هناك امر آخر وهوان التيارات الدينية اليهودية المتزمتة تبتعد عن تعليم أطفالها المواضيع الأساسية كالعلوم والإنجليزية والكمبيوتر وغيرها. وبما أن هناك هجرة ادمغه خاصة الأشكنازية منها فإن العرب مستقبلا سيكونون جزءا من الذين سيسدون هذا الفراغ.
حسب وجهة النظر التلمودية يمكن اعتبار العرب في اسرائيل أغيار, لكن ميزتهم التي تميزهم عن أغيار العالم جميعا انهم "أغيار شركاء" في الدولة الاسرائيلية وهذا يعطيهم حالة مميزة.
ميزة أخرى يتمتعون بها فهم يحملون فكرية عبارة عن مزيج من الفكرية العربية واليهودية والفلسطينية والإسرائيلية وفكرية العالم كقرية كبيرة (شو هالشكشوكة الفكرية!)
اذا تعمقنا اكثر واكثر سنتوصل إلى النتيجة التالية : العرب واليهود ولدوا لأب واحد وأمهات اثنتين(يعني أبناء ضراير) من الصعب العيش معا والأصعب أن يفترقا!
وأخيرا نقول إن مشكلة الفلسطيني هي مع الأصدقاء كما هي مع الأعداء, وكما قال طرفة بن العبد: فظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع السهام المهند
فالترانسفير بأشكاله المختلفة أكان القسري القسري أم الاختياري القسري أم القسري الاختياري مورس على الشعب الفلسطيني أينما كان داخل وخارج فلسطين, إن ربط الموضوع فقط بالعلاقة الإسرائيلية – الفلسطينية كما يعتقد المعظم لا يكفي حتى تكتمل الصورة لان هناك أوضاعا أخرى ظهرت في حيثيات معينه غابت عن ذهن الكثيرين.
غريبة هذه المنطقة جميع شعوب العالم مرت بها والان يتصارعون على الأرض لإظهار مدى محبتهم لله, الجميع يحب الله ولكن الأهم الله من يحب؟!
ولكن من ناحية أخرى فدوام الحال من المحال, أتصدقون مثلا أن الإسرائيلي هندس طهران والفلسطيني بنى تل أبيب!
فالسياسة ثلثها فوق الطاولة وثلثاها تحت الطاوله.
في هذه الحلقة من الفكاهة الساخرة في العين الساهرة سنبحث موضوع الترانسفير
جارِتْنا سَعْدَه صَباحِ الْخيرْ
صَباحِ النورْ يا جارِتْنا خِيرْ
بَدِّي أَسْأَلِكْ سُؤالْ يا سَعْدَه شو يَعْني تْرانْسفيرْ
عَمْ بِسْمَعْ هَالْكِلْمِه كْتيرْ
مْنِ التِلْفِزْيونْ وْمِنْ الِكْبيرْ وِالصْغيرْ
تَعالي يا خيرْ نِسْبَحْ بالذاكْرِه لَوَرا
وِنْشوفْ شو صارْ بين الناسْ وِالْوَرى
بْتِتْذَكَّري يا خِيرْ لَمَّا الْفِلِسْطيني
في 48 صَدَّقْ الإنْجْليزي
لَمَّا قَلُّو روحْ شِمِ الْهَوا بَرَّا أُسْبوعْ
على بينْ ما تِهْدى الْأَوْضاعْ بْتِرْجَعْ وْما بِتْجوعْ
لَمَّا طَلَّعُوا عَالْباصْ وِالسَّفينِه وْشِرِبْ الشَّاي
قَلَّو الضَّابِط الْإِنْجْليزي بايْ بايْ
وْقَلُّو روحَه بَلا رَجْعَه يا قَبَضاي
بْتِتْذَكَّري لَمَّا في حَرْبْ السَّبْعَه وْسِتِّينْ
صَدَّقْ الْفَلَسْطيني الْعَرَبي لَمَّا قَلُّو حَنْحَرِّرْلَكْ فَلَسْطينْ
وْراحْ تِرْجَعوا عاَلْقُدْسْ بِالْمَلايينْ
وْصارْ كَمانْ مَرَّه التْرانْسفيرْ
عَالْأُرْدُنْ وْسورِيَّا وْلُبْنانْ يا جارِتْنا خيرْ
بْتِتْذَكَّري لَمَّا في السَّبْعينْ صارْ أَيْلولِ الْأَسْوَدْ
وْبَعْدُه صارْ تْرانْسفيرْ لَبَيْروتْ وِالْغُلُبْ أَزْوَدْ
بْتِتْذَكَّرِي لَمَّا الْفِلِسْطيني أَقْحَمْ نَفْسُه وْصارْ
في حَرْبْ لُبْنانِ الْأَهْلِيَّه الْأَوَّلْ على خَطِ النَّارْ
وْبَعْدُه صارِ تْرانْسْفيرْ مَحَلِّي في الْمُخَيَّماتْ
اللِّي صارَتْ بَعِدْها مَحْمِيَّاتْ
وْقِسِمْ في السُّفُنْ على تونِسْ أَبْحَرْ
وِالْحُلُمْ في عَبابِ الْبَحَرْ إِتْبَخَّرْ
بْتِتْذَكَّري لَمَّا الْفِلِسْطيني صَدَّقْ صَدَّامْ
لَمَّا وَعَدُو بْتَحْريرْ أَرْضُه وْيا حَرامْ
صارْ التْرانْسْفيرْ الْفَلَسْطيني مِنْ الِكْويتْ
وِالْكْويتي سأَلو يا فْلِسْطيني وايْدْ شنو سَوِّيتْ
وِالْيومْ لَمَّا الفِلِسْطيني صَدَّق فْلوسِ السُّعودي
وْمِنْ بَعْدُه زَميلُه العَزيزِ القَطَري
إِنُّو راحْ تْصيرِ الْقُدْسْ عاصِمَةْ الْخِلافَه الْإِسْلامِيَّه
وْيِنْحَلِ الصِّراعْ نِهائي في الكُرَه الأَرْضِيَّه
الترانسفير مِنْ سورِيَّا لَكُلْ العالَمْ صارْ
وْمُخَيَّمْ اليَرْموكْ مع أَشْلاءُه طارْ
وِالْيومْ في تْرانسفيرْ جْديدْ
راحْ يِبْدا بِالْمُثَلَّثْ الْعَنيدْ
وْبُكْرا بْيِنْتْهي في النَّقَبْ وِالْجَليلْ
بَسْ البَعْضْ بِيْقولْ ما في على هَالْحَكي دَليلْ
طَيِّبْ يا جارِتْنا سَعْدَه لَوينْ راحْ يْكونْ
والله عاقلْ يِحْكِي وْيِسْمَعِ الْمَجْنونْ
الله أَعْلَمْ يا لِلْسُعودِيِّه بْيِنْتَظِرْهُمْ إِبِنْ سَلْمانْ
أَوْ لَتُرْكِيَّا بْيِنْتَظِرْهُمْ حَبيبْهُمْ أَرْدوغانْ
بَسْ هَالْمَرَّه مِشْ راحْ يْكونْ بِالسَّفينِه أَوْ بِالسَيَّارَه
لأَنُّو راحْ يْكونْ بِالطَيَّاره
بَسْ مُشْ عارفِه راحْ نْغَنِّي بِالتَّقْسيمْ
مِثِلْ ما غَنَّى لاجِئْ في ساحةِ الحَمْرا في 48 (ساحة الحمرا في بيروت)
وْشُو غَنَّى يا سَعْده؟
غَنَّى وْقالْ: دولِتْنا هَالسَّبْعِ مْلوكْ
قايِدْها موسى شَرتوكْ(موشيه شاريت)
وْهَالْقَوِقْجي هَالْعَكْروتْ
سَلَّمْ بَقِيْةِ بْلادي 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة