شاكر فريد حسن في مقاله:
قررت الحكومة الاسرائيلية تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع مفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، بينما رحبت فلسطين بإصدار القائمة
لن يصح إلا الصحيح، وكل احتلال زائل مهما طال أو قصر، وشعب يستعبد شعبًا آخر لن يكون حرًا
بعد الصفعة الأولى لأمريكا واسرائيل في مجلس الامن الدولي لبحث " صفقة القرن " لتصفية المسألة الفلسطينية، جاءت الصفعة الثانية لهما في مجلس حقوق الإنسان الاممي، الذي أصدر قائمة بأسماء الشركات العاملة بشكل غير شرعي وقانوني في المستوطنات الاسرائيلية في القدس والضفة الغربية، والضغوط المكثفة والاغراءات التي مارستها الولايات المتحدة وأعوانها في المنطقة وحليفتها وربيبتها في الشرق الأوسط اسرائيل بعنجهية كبيرة لم تحُل دون هذا الاذلال وهذه الاستباحة غير المسبوقة في التاريخ البشري، والتي تشكل انتهاكًا للقانون الدولي وأسسه ومبادئه.
وعقب نشر القائمة السوداء بأسماء الشركات التي تمارس أنشطة تجارية في المستوطنات الاسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، قررت الحكومة الاسرائيلية تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع مفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، بينما رحبت فلسطين بكل فصائلها وقواها الوطنية والاسلامية بإصدار القائمة معتبرة ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح على طريق عزل المؤسسة الاسرائيلية ومحاصرتها وصولًا إلى محاكمتها على جرائمها الدموية بحق شعبنا الفلسطيني، وكذلك انتصارًا للقانون الدولي وللجهود الدبلوماسية سعيًا لتجفيف منابع الاستيطان غير الشرعي في الارض الفلسطينية المحتلة. وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد شتيه الشركات الواردة في القائمة بإغلاق مقارها وفروعها في المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية على الفور، مؤكدًا على أنه سيتم ملاحقة هذه الشركات قانونيًا عبر المؤسسات القانونية الدولية وعبر المحاكم في بلادها على مشاركتها بانتهاك حقوق الإنسان.
ويعكس الموقف الاسرائيلي من نشر القائمة السوداء حقيقة اصرارها على رفض التشريع الدولي دفاعًا عن الاحتلال والاستيطان على الأرض الفلسطينية وسرقة هذه الارض والسعي لضمها ونهب خيرات الشعب الفلسطيني. ولكن الموقف الفلسطيني الذي يستند للشرعية الدولية والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وبالمشروع الوطني التحرري الاستقلالي، يبقى هو الحاسم في إجهاض وقبر كل المخططات والمشاريع الصهيونية والامبريالية العدوانية، وفي مقدمتها صفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الحلم الفلسطيني وشطب حق العودة للمهجرين الفلسطينيين.
وأخيرًا، لن يصح إلا الصحيح، وكل احتلال زائل مهما طال أو قصر، وشعب يستعبد شعبًا آخر لن يكون حرًا. وكما قال شاعرنا الفلسطيني الراحل راشد حسين :
مهما صنعتم من النيران نخمدها
ألم تروا أننا من لفحها سمر
ولو قضيتم على الثوار كلهم
تمرد الشيخ والعكاز والحجر
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com