الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

رحلة القمر للكاتبة قمر منى

قراءة: ديانا أبو عياش

ديانا أبو عياش
نُشر: 28/02/20 22:23,  حُتلن: 07:54

عن دار الياحور للنشر والتوزيع في بلدة أبو ديس/ القدس صدر عام 2019م كتاب تحت عنوان (رحلة القمر)، للكاتبة المقدسية الواعدة قمر محمد منى.
الغلاف: من تصميم الاستاذ صالح أكرم، ويحمل اللون الأسود القاتم يتخلله على واجهة الغلاف طيف فتاة وحيدة، تناشد ضوء القمر ليطل على قلبها الجريح، داعية القدر ان يشع لها بصباح دافئ منير، وريشة طائر تتحرر منها أفكارها المكبوتة كطيور مهاجرة، أما على الجهة الخلفية من الغلاف فهناك طيف لنفس الفتاة سعيدة مع الخيل، والشجر، والحجر، والقمر، بعيدا عن أيدي البشر.
كما تضمن ظهر الغلاف قولها:
"دقت ساعة التمني، هيا لنتمنى أمنية أبدية، تكون ابواب السماء مفتوحة، وتتحقق، فلنا امسيات ندق بها طبول الأماني، ونكبر بما يخفيه القلب عن صاحبه من نبضات مكتوبة"
المحتوى:
الكتاب عبارة عن خواطر أدبية نثرية رومانسية، قريبة الى لغة الشعر في بعض المواضع، سكبت فيها مشاعر ها المعجونة بالدموع تارة والابتسام تارة، بالتشاؤم، بالتفاؤل، بالفقد، بالحب، بالتشرد، بالضياع، بالضعف.... هذه المشاعر أحسستها كجبل ملحي لم تستطع احتماله، ففتاة في عمر الزهور( وأي امرأة) لا تستحق ان تتعرض لهذا الكم الهائل من الضغط لتعطي وهي لم تأخذ نصيبها المطلوب من الحياة وخبرتها بعد.
حين يصب الكاتب كلماته بهذا القدر من العذاب فهو يعيش تجربة أكبر منه، انا هنا لست بصدد النقد الأدبي بقدر ما انني أتمنى أن لا يكون هناك معاناة تقتل فينا مرحلة يجب ان تكون من أحلى مراحل العمر.
كثرة الابتهال والدعاء لله تعالى ان يخرجها من تخبطها بين حلمها وحب حياتها، يدل على خيانة تعرضت لها، فمعشر النساء يبحثن عمن يحترم فيهن كينونتهن كما يحترمن فيه كينونته، تنتظر المرأة من الاخر ان يكون لها السند والبلسم الشافي، فتهبه كل مشاعر النبل والحب والحنان، والاخلاص بلا حدود، وتكون له سبب سعادته ورفعته ودخوله الجنة( ولا أبالغ) ( فوراء كل رجل عظيم امرأة)......
أعجبني تخليلها لبعض الأقوال المشهورة لبعض الادباء من أمثال ارنست همنجواي، المتنبي، توماس اديسون، جاك كانفيلد، محمود درويش، مما يدل على انها كاتبة تقرأ لتستزيد من خبرات الاخرين الحياتية، وأساليبهم الكتابية.
واخيرا وليس اخرا أجدني امام كاتبة واعدة في عمر الزهور ، صحيح أنها ما زالت مبتدئة لكن لديها طاقة كتابية لو يتم رعايتها بشكل جيد فسيكون عطاؤها بلا حدود.
سأختار لكم قطعة صغيرة مما جادت به قريحتها ص 101 اذ تقول:
"أما عني
حين التفت حائرة
لا أجد من يمسح تلك العواطف المندثرة على الارض
فأركض نحو ظلي طالبة منه المساندة
تتجارى مني الأحزان
فاركع لها خاشعة
لا تسألني من انا ؟
فانا رماد محترق باكاذيب البشر
أنا قصاصات ورق خلفتها كتب السهر
فأصبحت دون قيود
وبلا وطن
ها هو الجبل لم يعد جبلا
فأشلائه قد داسو عليها دون خجل"
عن الكاتبة: ولدت عام 1994م، حيث نشأت وترعرعت في البلدة القديمة من القدس.
حاصلة على شهادة البكالوريوس في التمريض من جامعة بيت لحم، وشهادة اسعاف أولي من جمعية اتحاد المسعفين العرب.
ألف مبارك للكاتبة، وأتمنى لها المزيد من التقدم والنجاح والانجاز، في حياتها الأدبية والعلمية والعملية.

ديانا أبو عياش
28/2/2020
 

مقالات متعلقة

.