900 أسرة من الأزواج الشابة ينتظرون الفرج من خلال الإلتماسين اللذينِ قدما للمحكمة العليا، لإرغام سلطة إسكان البدو على تسويق قسائم الأرض لهم
المئات من سكان مدينة رهط في النقب يعانون الأمرّين بسبب الإكتظاظ الخانق، وكذلك عدم وجود بنى تحتية خاصة داخل الحارات القديمة، ما يشكل خطرا عليهِم وعلى أولادهم، علما أنّ الكثير منهم اشترى قسائم أرض في الضواحي الجديدة - ولكنّ "سلطة توطينِ البدوِ" أعادتْ لهم أموالهم وبالتالي أعادتهم إلى نقطة البداية، وذلك بسبب سوء التخطيط خاصة في ضاحية رقم 6.
ويقول صابر أبو سعيد، من سكان حارة 28 بمدينة رهط: "ربنا يعلم بحياتنا والوضع مزري، فلا سكن ولا مياه ولا كهرباء ولا بنية تحتية. وضع مخيم اللاجئين أفضل من وضعنا، لأننا محسوبون في بلد. وعدونا في السابق واتفقنا على أشياء ولكنهم في نهاية المطاف أبقونا في مكاننا. في الشتاء نغرق من كافة النواحي".
أما الناشط الاجتماعي ومدير مؤسسة كفى في النقب، إبراهيم الحسنات، فيقول لمراسل "كل العرب": "قدمنا الالتماس قبل شهر من الآن بعد أن قررت سلطة توطين البدو إلغاء تسويق ضاحية رقم 6 وإعادة الدفعة الأولى من الأموال التي دفعها 900 شخص من رهط قبل نحو ثلاث سنوات. كان حلمنا أن نسكن، ولكن بدون أي احترام للمواطن قامت سلطة توطين البدو بإلغاء التسويق عبر صفحتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019".
بلدية رهط تقف إلى جانب السكان في حق السكن بكرامة وحتى أنها قدمت إلتماسا من جانبها إلى المحكمة العليا ضد سلطة التوطين وأراضي إسرائيل، وأدعت أنّ السلطات أصدرت مناقصة بعيدة عن الواقعِ، وتجاهلت أعمال التطويرِ خاصة في ضاحية رقم 6، حيث تطالب بأن يكون الحل لمن اشترى القسائم في ضاحية رقم 11، التي تنوي السلطات ترحيل سكانِ قرية الزرنوق مسلوبة الإعتراف إليها.
نائب رئيس البلدية عطا أبو مديغم
ويقول نائب رئيس البلدية عطا أبو مديغم في حديث لمراسل "كل العرب": "ضاحية 6 هي فشل ذريع لدولة إسرائيل ولسلطة ما يسمى توطين البدو. المناقصة التي تم نشرها كاذبة، فلا يوجد 1300 قسيمة، هذا إلى جانب أن السلطات لم تعوّض أصحاب الأرض، ولا يمكن حتى القيام بأعمال تطوير في ضاحية 6. إعادة الأموال جاءت بسبب تخوف السلطات من خسارة أموال أخرى، علما أن إعادة الأموال ترتب عنها إعادة 20 مليون شيقل إضافية للسكان، بدل فائض وجدول غلاء المعيشة".
ويتابع: "توجهنا للمحكمة ليتسنى لنا تسويق القساءم في ضاحية 11 التي تخطط السلطات لترحيل سكان قرية الزرنوق إليها، علما أن هذه الضاحية الكبيرة يجب أن تكون الحل للضائقة السكانية لمدينة رهط".
900 أسرة من الأزواج الشابة ينتظرون الفرج من خلال الإلتماسين اللذينِ قدما للمحكمة العليا، لإرغام سلطة إسكان البدو على تسويق قسائم الأرض لهم. وآخرون يأملون أن يتم توسعة الخارطة الهيكلية للمدينة، وحل قضايا الأرض مع أصحابها من أجل العيش بكرامة وفي ظروف إنسانية.
ويلخص أبو سعيد الوضع قائلا: "أحيانا ننظر إلى أحوالنا فنرى أن الموت أفضل من هذه الظروف. الأوضاع قاسية جدا، ونأمل من المسؤولين أن يتحركوا على أرض الواقع، بدون شعارات".
إبراهيم الحسنات
صابر أبو سعيد