الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

آذار المرأة

فداء طه من كفرقاسم: تناضل وتتحدى وتدير مشروعًا لدعم اصحاب الإعاقات

منى عرموش- مراسلة
نُشر: 09/03/20 13:13,  حُتلن: 23:58

الناشطة والعاملة الإجتماعية فداء طه:

هناك شهادة اعتز بها قيلت لي يوما من زائرة رأت علاقتي مع أطفال الجمعية "انه ليس شرطًا ان تكون المراة ام لأبناء ولدتهم فهي يمكن ان تكون ام لأولاد لم تلدهم وهذا انت بين هؤلاء الاولاد"

العاملة الإجتماعية فداء طه ابنة كفرقاسم تحمل اعاقة منذ صغرها، لكن هذا الأمر زاد من ثقتها بنفسها فتوجهت للدراسة الأكاديمية حتى اصبحت عاملة اجتماعية وناضلت في المجتمع وحققت الكثير من الأنجازات، واليوم هي مسؤولة جمعية "لست وحدك" التي اشرفت على تأسيسها، وتقوم من خلالها بتقديم نشاطات وفعاليات لأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة.


العاملة الاجتماعية  فداء طه

لم تعرف طه معنى اليأس والإحباط، فكل هدفها كان مواصلة عملها الإنساني التي تشعر بأنها خلقت من اجله.
بمناسبة شهر آذار، شهر المرأة، كان لموقع العرب هذا الحوار مع الناشطة فداء طه:

العرب: هل لك ان تعطينا بطاقة شخصية عن نفسك؟
فداء طه، عمري 37 سنة، مع اعاقة حركيّة منذ الولادة، عاملة اجتماعية مع لقب ثاني في موضوع الخدمة الإجتماعية من جامعة تل ابيب. مؤسسة ورئيسة جمعية "لست وحدك" لدعم ودمج ذوي الاعاقات في كفر قاسم والمنطقة.

العرب: عرفينا على طبيعة عملك في جمعية لست وحدك وكيف تأسست الجمعية؟
الجمعية هدفها اكتشاف القدرات لدى اصحاب الإعاقات تمكينهم وتنمية المهارات والقدرات لديهم، وبالتالي اخراج هذه المهارات للمجتمع ودمجهم فيه. الجمعية هي كانت حلم الطفولة لدي، فكنت اشعر بوحدة كبيرة لاني لم اكن ارى اصحاب الإعاقات المشابهين لي، فتمنيت ان يكون لنا مركز يجمعنا من اجل ان نحدث تغيير شامل في المجتمع تجاهنا.
تاسيس الجمعية كان بعد عمل شبكي عنكبوتي لرفع الوعي لدى فئات عديدة منها الأهالي، الأشخاص مع اعاقات والمجتمع ككل، ولست وحدك هو بالأساس مشروع الذي أقمته للشبيبة ضمن عملي كعاملة اجتماعية في سنة 2009 لتغيير ارائهم تجاه اصحاب الإعاقات، وبالفعل المشروع هاذ كان جدًا ناجح حيث حقق اهدافه فبدء الشبيبة بنشر الوعي في المدارس وهم كانوا من ضمن مجموعة التأسيس للجمعية.

العرب: كيف هو التجاوب والإقبال من قبل الأهالي والأطفال؟
الحمدلله الجمعية عليها إقبال كبير، فاليوم مثلا المركز لا يستطيع ان يستوعب اكثر من العدد الموجود، خاصة في جيل الأطفال.
نحن ايضا في الجمعية من اليوم الأول لم نفرق بين الإعاقات. تقسيمنا هو حسب الجيل وليس الإعاقة لأننا نؤمن بان تقبلنا للإختلاف بيننا واندماجنا مع أنفسنا هو المفتاح لتقبل المجتمع لنا واندماجنا فيه.
حتى ان هناك إقبال ايضا من الأهالي لأبناء عاديين ولا يعانون من اعاقات.
الحمدلله استطعنا ان نكون جزء من النسيج في المجتمع القسماوي واصحاب تاثير كبير.

العرب: هل تغيرت نظرة المجتمع الى الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة ام ان هنالك من ينظر اليهم بنظرات سلبية؟
لا شك ان التغيير ليس كافيًا بعد، ولكن هناك تطور، فبلدنا كفر قاسم مرت بما اسميه ثورة في الوعي تجاه اصحاب الإعاقات، فاليوم الأهالي تخرج ابنائها وبفخر الى المجتمع، والغالبية ترفض ان يتعلموا خارج البلد كما في السابق، فمدارسنا تدمج فيها طلبة مع اعاقات عديدة ومتنوعة.
ورغم هذا لا شك انه يجب العمل اكثر وأكثر من اجل التوعية.

العرب: ما هي اصعب الأمور التي تواجهك في حياتك وكيف تواجهينها؟
منذ البداية لم تكون الحياة سهلة بالنسبة لي، وانا معتاده بطبيعة الحال على هذا الأمر، ولا استسلم بسهولة.
الحمدلله ومنذ الطفولة وانا اشعر برعاية الله لي وبفضل ومنه ان اختارني وسخرني لهذا العمل الإنساني.
ان تكوني امرأة ومع اعاقة هذا ليس سهلًا، وان تتعايشي مع واقع انك لست امرأة عادية ربما يراها البعض ظلما في المجتمع، ولكن انا اؤمن ان الله سبحانه وتعالى اختارني لرسالة معينة في هذه الحياة وطبيعة الحياة التي تبحث عنها المرأة العادية ليست لي ولم اخلق من اجلها.

العرب: رغم انك من ذوي الإحتياجات الخاصة لكنك شابة نشطة وفعالة اكثر من اشخاص اخرى ممن لا يعانون من اي اعاقة، كيف نجحت في هذه المسيرة؟
اؤمن بان لا شيء مستحيل ورغم اني اكون مرهقة جدا في اخر اليوم ولكن من السادسة صباحا استيقظ بنشاط جديد وقوة جديدة، وهذا بفضل الله اولا.
اعاقتي صعبة جدا ولا أستطيع ان انقلب في السرير حتى بدون مساعدة، لكن اشعر دائما انه يجب علي ان استغل كل دقيقة في هذه الحياة لانها قصيرة،ولا اقبل لنفسي ان اتي الى الدنيا واذهب عنها دون اترك اثرا او انجز عملًا خيِّرا يذكرني الناس به بعد الموت، ويكون صدقة جارية لي في حياتي ومماتي.

العرب: شاهدنا بالأمس من قام بالقاء حجارة بإتجاه المؤسسة وتخريب ممتلكات، لماذا هذه الأفعال وماذا تقولين لمن يقف وراء هذه التصرفات؟
للأسف نعم. بالأمس استيقظنا على عمل مؤسف وتخريب في ساحة الجمعية وهي ساحة جديدة فرح بها الكبار مع اعاقات قبل الصغار فرحًا كبيرًا عندما انجزت.
ليس لدينا حتى الأن فكرة عمن قام بهذا العمل الجبان، والشرطة تتابع القضية وتحقق في الامر نتمنى ان يتم الإمساك بالفاعل.

العرب: هنالك اهالٍ يتقبلون بصعوبة وضع ابنائهم من ذوي الإحتياجات الخاصة ويحاولون اخفاء حقيقة الأمر، ما هي الأسباب، وهل لديك نصيحة يمكم ان توجيهها لهم؟
بالنسبة لموضوع تقبل الأهالي لأبنائهم، جميعهم سيقولون لك انهم نعم يتقبلون ابنائهم لكن التقبل هو امر نسبي، لأن التقبل هو ان تؤمن بقدرات ابنك وتطورها وان تكون لديك الشجاعة لتخرجه الى المجتمع وان تدمجه فيه، لكن هناك أسباب عديدة تحدد تقبل الأهالي لأبنائهم وأكبرها خوفهم من المجتمع ونظرته له ولهم، الحماية الزائدة للولد نفسه، عدم الإيمان بقدرة الإبن وان بامكانه ان يتقدم وغيرها.
اقول لهم ان قدر ميلاد الطفل مع اعاقة هو امر واقع ولا يمكن تغييره، ولكن نستطيع ان نستثمر هذا الواقع برضا وتقبل وان نطور قدرات ابنائنا ونصل بهم الى اعلى المراتب بغض النظر عن طبيعة الاعاقة.

العرب: هل المؤسسات توفر كل ما ينقص لذوي الإحتياجات الخاصة، لم ان هنالك تضييقات مستمرة؟
مهما حاولت المؤسسات دعم ذوي الإعاقات ستبقى مقصرة في نظري. هناك دعم ولكن غير كاف ودائما مع الأسف مضطرين للنضال من اجل تحصيل الحق.

العرب: ما هو اكثر ما لا يعجبك داخل المجتمع؟
ان اكثر ما لا يعجبني داخل المجتمع العربي هو التقسم القبلي والعائلي وتقييم الأشخاص حسب انتمائاتهم والحكم على الناس.

العرب: هل لك ان تحدثيننا عن اصعب موقف واجهتيه؟
اصعب موقف وتجربة واجهتها بحياتي كانت تجربة عاطفية وأثرت بي بشكل كبير، لكني كنت اقوى منها وتغلبت عليها. رغم انها كانت اقسى تجربه عشتها.

العرب: هل ما زالت لديك طموحات اخرى وما هي؟
نعم دائما لدي طموح بان نحصل على قطعة ارض كبيرة يكون بها نادي كبير لأصحاب الإعاقات ويضم ملاعب ومربط للخيل وبركة سباحة وغيرها.

 العرب: كيف تنظرين الى دور المرأة العربية داخل المجتمع، وهل تؤيدين بان تكون في مناصب ومراكز عالية؟
بالنسبة لي ارى ان دور المرأة الأساسي في المجتمع هو بناء الأسرة، انجاب الاولاد وتربيتهم.
اعلم ان هذا الأمر غريب ولكن ارى ان المرأة هي نصف المجتمع وتقع على عاتقها المسؤولية الاكبر لبنائه، وبناء المجتمع يبدأ من الاسرة، وهذا لا يعني اني لا ادعم تقدم المرأة ووصولها لمناصب ولكن هناك سلم أولويات وأولوية المرأة ونجاحها الأول في بيتها ومع ابنائها.
هناك تغيير خطير يحدث الان في المجتمع أصبحت المادة هي الطاغية على كل شيء ونرى اثار هذا الأمر في ارتفاع نسبة الطلاق العالية، سلوك وأخلاقيات الأبناء والعنف القاتل في مجتمعنا.
نحن كنساء نتحمل ايضا الى جانب الرجال مسؤولية هذا الأمر بل ان مسؤوليتنا اكبر.

العرب:كيف هي علاقتك مع الأطفال الذي تتعاملين معهم بشكل يومي؟
بفضل الله املك عائلتين عائلتي التي ربتني وانشأتني وتدعمني دائما والتي أشكر الله دائما عليها، وعائلتي التي بنيتها وهي جمعية لست وحدك احلى أوقاتي اقضيها هنا بينهم.
احبهم كثيير ورغم انني اجلس على كرسي لكن كلمتي مسموعة لديهم، وعندما أتغيب لظرف صحي واعود ارى كيف يقومون باستقبالي.

العرب: العرب: ما هي هواياتك؟
هوياتي: احب قراءة الكتب، احب ترتيب الحدائق والإشراف على الورود.

العرب: ما هي رسالتك الأخيرة؟
هناك شهادة اعتز بها قيلت لي يوما من زائرة رأت علاقتي مع أطفال الجمعية "انه ليس شرطًا ان تكون المراة ام لأبناء ولدتهم فهي يمكن ان تكون ام لأولاد لم تلدهم وهذا انت بين هؤلاء الاولاد".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.96
EUR
4.76
GBP
337033.28
BTC
0.52
CNY
.