زاهر بولس في مقاله:
أنا لا أدعو إلى إلغاء ذكرى مناسبة هامّة كيوم الأرض الخالد في وجداننا، وانما أدعو إلى عدم الشعور بالحرج، واتخاذ الموقف الصحيح حفاظا على الأمن الصحّي للجمهور
الكثير من العادات والتقاليد هامّة جدًا ولها وظيفتها الاجتماعيّة والنفسية والسياسيّة، مثل مواساة أهل فقيد/ة في حزنهم والأعراس وما شابه. ولكن في ظل انتشار وباء الكورونا تصبح خطرًا ووسيطًا لنقل العدوى بسبب تجمّع عدد كبير من الناس في حيّز صغير مرفقة بعادة مصافحة الأيدي. والناس قد تشعر بالحرج لمجرد التفكير باقتصارها على حلقة المقرّبين الضيّقة لحين عبور الضائقة، فارواح البشر مسؤوليّة.
إن المناسبات السياسيّة التي تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة او اجتماع شعبي، هي اداة نضاليّة هامّة في وجه سلطة "إسرائيليّة" غاشمة، وآليّة لنقل الوعي والانتماء الهويّتي للأجيال الصاعدة في الداخل الفلسطيني.
إن دعوة الناس للتجمهر بآلافها لإحياء ذكرى هامّة جدًا كذكرى يوم الأرض المقبلة في الثلاثين من آذار عام 2020 قد تُحوّل الأداة النضاليّة إلى مأساة، وآليّة نقل الوعي إلى وسيط لنقل فيروس كورونا المستجد لآلاف المشاركين.
فإذا كانت لبنان لا تتحرّج من اقتصار تشييع جثمان شهيد على أهله، بدعوة من قادة المقاومة، وإذا كانت الدول تلغي مباريات كرة القدم تفاديًا لتشكيل خطر على الجمهور، فهل يميّز فيروس الكورونا المستجدّ بين مناسبة وطنيّة وأخرى رياضيّة وثالثة اجتماعيّة ورابعة اقتصاديّة؟! قد يفتك بالجميع.
أنا لا أدعو إلى إلغاء ذكرى مناسبة هامّة كيوم الأرض الخالد في وجداننا، وانما أدعو السيّد محمّد بركة، رئيس لجنة المتابعة، وكافة قيادات اللجنة من أحزاب ورؤساء مجالس ولجان شعبية وغيرها إلى عدم الشعور بالحرج، واتخاذ الموقف الصحيح حفاظا على الأمن الصحّي للجمهور، إلى التخلّي لمرّة واحدة عن الشكل التقليدي المتمثّل بالمسيرات، والتواصل مع الجمهور الواسع من خلال الفضائيات وقنوات التلفزة وشبكات التواصل الاجتماعي لبث الخطابات عبرها وتعميم شعارات هذا العام فيرفعها كل فرد على صفحته الخاصّة لحين انقشاع الغيمة والاطمئنان على سلامة الناس. مع فائق احترمي لقيادات شعبنا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com