استثمار الظرف وعدم التأتأة| بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 01/01 23:16,  حُتلن: 00:35

خالد خليفة في مقاله:

ما نريده من المشتركة أن لا تتلعثم ولا تتردد وتضع المصالح الشخصية جانبا وتتكلم بصوت واحد ومصلحة واحدة وليس كما هو الحال الآن

يعتبر حصول القائمة المشتركة على 15 مقعدا انجازا كبيرا للجماهير العربية، وهنالك العديد من الأوساط العربية التي بدأت تعتبر هذا الانجاز نصرا لهذه الجماهير.

وهناك العديد من التحديات التي تواجه الجماهير العربية في هذه البلاد بعد معركة الانتخابات الثالثة والعشرين وأهمها ترجمة هذا النجاح الباهر إلى انجازات سياسية عينية للمواطن العربي, ولا نريد الجزم بان أهداف القائمة المشتركة هو دخول أي ائتلافا معارض لليمين المتطرف او إقامة جسما مانعا ولكن أهمية هذا الانجاز تكمن في الحصول على هذا العدد الكبير من المقاعد الذي أربك الساحة السياسية الإسرائيلية وجعل غالبيتها تحرض على الصوت العربي وليس فقط نتانياهو , لقد كشف التكتل اليميني والأصولي المتدين عن أنيابه المعادية للعرب ووجودهم السياسي.
وفي نفس الوقت الذي كان النظام السياسي العربي يحاول أن يحقق نظرية دولتين لشعبين فإننا نراهم لا يتحملون نظام سياسي مع أقلية قومية ذات حقوق محدودة ومشاركة سياسية فاعلة كما أنهم في نفس الوقت لا يتقبلون فكرة دولتين لشعبين يعطوا الشعب الفلسطيني حقه الأساسي والشرعي بأقل ما يمكن من ثمن بل ما يريدونه هو هيمنة نظام واحد تسيطر فيه الدولة اليهودية على كافة ارض فلسطين ما يبقى هنا للعرب ان يكونوا حطابين وسقاة ماء لهذه الدولة بحسب مقولة بنجوريون الشهيرة عام 1953.
وتشير كافة التقديرات والتحليلات إلى أن الجهاز السياسي في إسرائيل يقترب باتجاه إقرار انتخابات رابعة يمكن أن تعقد في سبتمبر 2020 المقبل, ويسود الاعتقاد في أوساط الساسة الإسرائيليين المعارضين لنتانياهو قلق وتوتر حيث يفقدهم البوصلة السياسية فبدل من أن يدور الجدل في إسرائيل عن اشتراك أو عدم اشتراك القائمة المشتركة في أي ائتلاف محتمل, نراهم لا يركزون على صلب الأمور وهي قدرة نتانياهو على جلبهم لمعركة انتخابية رابعة يكون فيها رئيسا لحكومة انتقالية مع كامل الصلاحيات قابعا على مدى السنتين إضافيتين في شارع بلفور في القدس بدون المس في شرعيته كرئيس لحكومة انتقالية لا تملك أي صلاحيات حقيقية.
أما القائمة المشتركة فعليها أن تتحرك بروأيا سياسية مرنه وتتجاوب مع الأحداث وتتفهم خطورة صعود اليمين المتطرف مجددا والذي يمكن أن يستغل الظروف الغير مستقرة لإسرائيل وتبعات وباء الكورونا العالمي لأحداث تغييرات جذرية في حكم الإسرائيلي,
فهنالك خطورة بأنه إذا استطاع اليمين تهميش العرب بالشكل الذي يريدونه فان صعود نتانياهو مجددا وإذا تزامن الأمر مع إعادة انتخاب ترامب لرئاسة الولايات المتحدة فان هذا الرئيس الأمريكي الدمية المسلوب الإرادة والأسير بأيدي اللوبي الصهيوني يمكن أن يعطي الضوء الأخضر لتمرير صفقت القرن وفرض السيادة الإسرائيلية بالكامل على الضفة الغربية.
إن ما نريده من المشتركة أن لا تتلعثم ولا تتردد وتضع المصالح الشخصية جانبا وتتكلم بصوت واحد ومصلحة واحدة وليس كما هو الحال الآن كي تفشل هذا المخطط الرهيب الذي يواجه العرب في البلاد.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة