"نجح" مجتمعنا العربي في الأشهر القليلة الماضية بتطوير صناعة جديدة... هي صناعة الفكاهة الإلكترونية بأساليب تهريجية ساخرة من كل ما نمر به من أحداث وقضايا هامة يقف على رأسها كيفية تعامل العرب مع أزمة الكورونا.
ولم يكتفِ العرب عند هذا الحد، بل قاموا - كما يبدو- بافتتاح مصنع جديد للسخرية الإلكترونية التي يتصدرها تطبيق الواتساب، وقاموا بقص الشريط على مرآى ومسمع من عشرات ومئات الآلاف من المؤيدين والمناصرين.
وتجاوز العرب كل الحدود حينما لم يفرّقوا بين الجد والهزل، ولم يتنبهوا للفرق بين الأزمات الحقيقية التي تشكل خطرًا على سلامة الناس، والقضايا العابرة التي ركبوا على موجتها، كانتخابات البرلمان الإسرائيلي التي عشناها قبل أسابيع قليلة.
ومن هذا المنطلق؛ نناشد الجميع، وفي ظل تفاقم وباء الكورونا وانتشاره في البلاد بطريقة سريعة، نناشدهم بتبني نهج الجديّة، وعدم السخرية من هذا الوباء الخطير وكل ما يحيط به من مظاهر وتبعات، سواء كان ذلك على منصات شبكات التواصل الاجتماعي المكشوفة، أو في المراسلات الخاصة.
الأمر جلل، نقول ذلك ليس من باب إثارة الخوف والهلع، وإنما من باب المسؤولية الوطنية والاجتماعية والدينية، فبث الأكاذيب والإشاعات والمقاطع الساخرة لا يليق بِنَا كمجتمع متحضر.نرجو من الجميع أن يأخذوا دورهم البنّاء، علّ الله يعيننا على تجاوز الأزمة بسلام.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com