عاش الطلبة العرب في ايطاليا حالة من الرعب في ظل انتشار وباء كورونا وتعتبر إيطاليا بؤرة انتشار المرض في أوروبا، وحصدت ايطاليا اعلى نسبة وفيات من جراء انتشار الوباء بها، وتشهد ايطاليا حالة حرب كبيرة مع المرض في هذه الاثناء.
وتمكن الطلبة من العودة الى البلاد بعد معاناة طويلة، وبعد تدخل أعضاء الكنيست والجهات المختصة، وعندما وصل الطلبة الى البلاد تفاجؤا بالحافلات التي اقلتهم الى الفندق في طبريا، وعندما وصل الطلبة العرب الى الندق، كانت الصدمة الكبرى بعدم جاهزية الفنادق لاستقبالهم، اذ انها كانت تفتقد للمقومات الرئيسية كالكهرباء والماء، وعدا عن الحشرات والأوساخ التي كانت في الغرف.
وبهذا الصدد، تحدث مراسلنا مع ابن قرية الفريديس محمد ابراهيم حمدان، طالب الطب في جامعة كييتي بإيطاليا، وقال حمدان:" لا يخفى على اي شخص ان الوضع في ايطاليا كارثي من جميع الجوانب، ونحن كطلاب كنا في حجر لمدة شهر قبل عودتنا للبلاد، ومنذ فترة طويلة ونحن نحاول ان نحجز طائرة للعودة للبلاد، ولكن شركات الطيران الإيطالية كانت قد اوقفت جميع خطوطها، وذلك لأن إيطاليا تعتبر بؤرة انتشار المرض في أوروبا، وبعد جهود جبارة من أعضاء الكنيست والطلبة، استطعنا العودة الى البلاد".
وتطرق حمدان:" كان التعامل معنا قاسي ومهين، اذ انتظرنا ساعات طويلة حتى استطعنا العودة إلى البلاد، وعند عودتنا الى البلاد تم نقلنا في حافلات مزرية ومليئة بالأوساخ ولم تكن معدة بشكل مناسب لطلاب، الذين عانوا كثيرا حتى تمكنوا من العودة الى البلاد، كان السفر جدا صعب وليس بالهين في ظل التفتيش والإجراءات الكثيرة والصعبة".
وبشان الفندق الذي يمكث فيه الطلاب بطبريا، عبر حمدان:" واجهنا العديد من المشاكل في الفندق، انتظرنا لساعات طويلة والفندق لم يكن جاهز لاستقبالنا، لم يكن في الفندق كهرباء لساعات طويلة، ويوجد بعض الزملاء الذين لم يكن لديهم في الغرف ماء للاستحمام والشرب، هذا عدا عن الحشرات الكثيرة التي كانت داخل الغرف".
وتطرق حمدان:" توجهنا الى وزارة الصحة، لان الفنادق التي نقطن بها تحت سيطرتها، من اجل طلب تأمين الاحتياجات الاساسية، ونحن هنا مازلنا ندرس عن بعد، ونحن بحاجة ماسة للانترنت من اجل التواصل مع الجامعة في إيطاليا ومتابعة التعليم، ولكن حتى اللحظة لا يوجد انترنت".ووجه حمدان للمواطنين العرب:" نحن كنا في دولة مخيفة وتعيش أجواء مرعبة وكأنها تعيش حرب عالمية، إذ أنه كان يتم نقل الجثث بشاحنات الجيش، ولم يكن باستطاعة الأهالي مشاهدة الضحايا للمرة الاخيرة، اتمنى ان نتعلم ونأخذ ما يحدث في إيطاليا عبرة للجميع، وأن لا نكرر خطأ الشعب الايطالي هنا في البلاد، مهم الالتزام بالقواعد والتعليمات، الالتزام بالحجر داخل المنازل مسؤولية وواجب علينا جميعا".
وتابع حمدان:" الاستهتار في المرض هو هو أكبر خطأ، نرتكبه لان هذا المرض أشبه بالامراض الخبيثة التي لا تظهر مباشرة على المصاب، مهم الالتزام في البيت، والخروج فقط لحالات الضرورة القصوى، ويجب علينا أخذ ما يحصل في إيطاليا عبرة".اختتم حمدان:" اتمنى من الجميع الالتزام بالتعليمات لحماية أنفسنا ومن نحب من هذا المرض، ونطلب من الله ان نتخطى هذه الازمة بصحة وسلامة ودون فقدان أعزاء".
ومن ناحيتها، قالت طالبة الطب العام، ابنة مدينة الطيرة، هديل احمد جابر:" انتظرنا ساعات طويلة حتى تمكنا من العودة إلى البلاد، وذلك كله مع أخذ بعين الاعتبار كل سبل الوقاية من المرض أثناء عودتنا، وعندما وصلنا تم نقلنا في حافلات المطار الى الحافلة التي تنقلنا الى الفندق، حيث حدث العديد من الأخطاء من قبل العاملين في المطار اذ انه تم وضع حقائبنا في حافلات اخرى، ووصلنا الى الفندق دون حقائب، وحين وصلت حقائبنا بعد ساعات طويلة قضيناها في ذات الملابس التي سافرنا فيها والتي من الممكن أنه التصق بها المرض".وفي سياق متصل، أردفت جابر:" الفندق كان وضعه سيء ولم يكن نظيف ابدا وغير مهيء لاستقبال اي شخص، وتوجهنا للجهات المختصة والآن يعملون على تحسين الوضع الذي كان من المفروض ان يكون جاهز قبل وصولنا".
وناشدت جابر المواطنين العرب:" نحن الآن نتواجد في الحجر الصحي ونلتزم بتعليمات وزارة الصحة، وعليه نطلب من جميع ابناء شعبنا الانصياع لتعليمات وزارة الصحة، لأنه اذا لن نلتزم يتفشى المرض ويقضي على العديد من الاعزاء، ولذلك يجب علينا الالتزام من اجل الخروج من هذه الازمة".وأنهت كلامها:" ابقوا في البيت وحافظوا على انفسكم وابنائكم، التزموا".