المُسعفة ياسمين مزاوي (21 عامًا) من نوف هجليل أختيرت لإيقاد شعلة -الإستقلال- الـ72 لإسرائيل ضمن الاحتفالات التي ستجرى إحياءً للذكرى
وقع الاختيار على ياسمين لعملها ونشاطها لصالح ذكرى محرقة الشعب اليهودي (الهولوكوست)
ياسمين مزاوي:
رغم الصعاب التي واجهتها، اخذت على عاتقي مهمة تخليد ذكرى المحرقة ورفع الوعي بهذا الموضوع في أوساط المجتمع العربي في إسرائيل
في كل مرّة رأيت فيها تعابير كراهية باللغة العربية عبر مواقع التواصل ضدّ اسرائيل وضد اليهود، لم أستطع ان أمنع نفسي من التفكير بالأحداث المرعبة التي كانت قبل عشرات السنين
يبدو أنّ اختيار المُسعفة ياسمين مزاوي (21 عامًا) من نوف هجليل والتي تعمل ضمن طواقم نجمة داوود الحمراء لإيقاد شعلة -الإستقلال- الـ72 لإسرائيل ضمن الاحتفالات التي ستجرى إحياءً للذكرى، لم يكن فقط كونها مُسعفة جيّدة ومتميزة في عملها فقد وقع الاختيار على ياسمين لعملها ونشاطها لصالح ذكرى محرقة الشعب اليهودي (الهولوكوست).
ياسمين مزاوي צילום: דוברות מד"א
يذكر أنّ ذكرى المحرقة أو الهولوكوست، تُعرف أيضاً باسم شوأه، هي إبادة جماعية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية قُتِل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي أوروبي على يد النظام النازي لأدولف هتلر والمتعاونين معه.
وبحسب ما ورد من نجمة داوود الحمراء فإنّ الشابة التي كانت تتطوع مع شبيبة نجم داوود الحمراء طلبت قبل 4 سنوات المشاركة في بعثة للمؤسسة لمعسكرات الإبادة في بولندا، وذلك على الرغم من كونها عربية مسيحية. ووفقا لتقرير نجمة داوود الحمراء فإنّ "ما رأته ياسمين خلال رحلتها في بولندا أثّر عليها كثيرًا وعند عودتها الى البلاد، ورغم الصعاب التي واجهتها، اخذت على عاتقها مهمة تخليد ذكرى المحرقة ورفع الوعي بهذا الموضوع في أوساط المجتمع العربي في إسرائيل"، بحسب التقرير.
وتقول ياسمين:"ترعرعت في بيت منفتح، استقبلنا أصدقاءً من مختلف الأديان والتقينا بأشخاص كُثر من أبناء وأحفاء الناجين من المحرقة، ودائمًا تحدّثنا في البيت عمّا حدث للشعب اليهودي فقط لكونهم يهود. في كل مرّة رأيت فيها تعابير كراهية باللغة العربية عبر مواقع التواصل ضدّ اسرائيل وضد اليهود، لم أستطع ان أمنع نفسي من التفكير بالأحداث المرعبة التي كانت قبل عشرات السنين". وأضافت:"دائمًا كان والدي ووالدتي يقولان لي ولأخوتي "أنتم سفراء التغيير بالمجتمع العربي للاندماج في الدولة". وأضات:"وعليه، في جيل 15 عاما بدأت بالتطوع في نجمة داوود الحمراء، وخرجت بكل فخر بالزي الأبيض لانقاذ الحياة، وأكثر ما أحببته في نجمة داوود الحمراء أنّ الانسان وقبل كل شيء هو إنسان، ولا فرق بين يهودي وعربي.. أشعر بسعادة غامرة كل يوم عندما ألتقي ضمن عملي بالمؤسسة بالنسيج الاجتماع المتنوع الموجود في المجتمع الإسرائيلي. ربما كل شخص لديه آرائه الخاصة ويأتي من مكان آخر، ولكن قبل كل شيء هناك خيط قوي يربط الجميع معًا - وهو الرغبة في مساعدة الجميع، وإنقاذ الأرواح بأي ثمن. "
وتابعت الشابة مزاوي:"خلال تطوّعي بنجمة داوود الحمراء تعرّفت على أحداث المحرقة منذ سن مبكرة كل عام. وتعمّق ارتباطي بالموضوع عندما زرت "ياد فا شيم"، وعندما اتخذت قرارًا بالانضمام إلى البعثة في بولندا. وعلى الرغم من أنني كنت أواجه صعوبات في مجتمعي، لكن كان واضحًا أنني اخترت الأمر الصحيح... شعرت خلال الرحلة أنني تمكنت من فهم المزيد عن الفظائع التي مر بها الشعب اليهودي خلال المحرقة، عندما لم يكن لديهم دولة واستقلال".
واختتم ياسمين:"منذ اليوم الذي عدت فيه من رحلتي إلى بولندا مع وفد نجمة داود الحمراء، أحاول، بصفتي عربية إسرائيلية، أن أنقل إلى المزيد من الناس في المجتمع العربي رسائلي وتجاربي الشخصية فيما يتعلق بذاكرة المحرقة. أقدم محاضرات في المدارس وأغتنم كل فرصة لتبادل الخبرات الشخصية مع العائلة والأصدقاء والمعارف... عندما وصلت للصف الثاني عشر لم يكن لدي أي تردد أو شك برغبتي في التطوع أكثر في المجتمع الإسرائيلي والبلاد، حيث خضعت لدورة مسعفين، وعلى مدى العامين الماضيين أنا أقدّم الخدمة المدنية كمُشعفة في نجمة داوود الحمراء وأُدرّس إسعافات أولية لشبيبة نجمة داوود الحمراء. أجد في نجمة داوود الحمراء قيمًا مماثلة لتلك التي نشأت عليها في المنزل ، وقيم المساواة والصداقة، والتزامًا لا نهاية له بالعطاء للآخرين. إن قدرتي على أن أكون داخل هذه المؤسسة، مع الموظفين الآخرين والمتطوعين وأمام المرضى، يمنحني أملًا كبيرًا"، على حدّ تعبيرها.
الصور التالية من تصوير - צילום: אסי דבילנסקי דוברות מד"א