في ظلِّ جائحةٍ عصيبة
قد جئتَ يا شهرَ الصّيام
قد جئتَ في سنةٍ رهيبة
قد أُغلقتْ فيها المساجدْ
بل أغلقت كلُ المعابدْ.
مُصيبة
وأيُّ مُصيبة
في رمضانْ
يُحْرمُ الناسُ القيام
في بيوتِ الله
إذْ تبقى كئيبة
في وحشةٍ
في كربةٍ
في عتمةٍ
وظلامْ.
ماذا فعلنا
واقترفنا
من ذنوبٍ وآثامْ
جنديٌ صغيرْ
فَيْرُوسٌ حَقيرْ
في البلادِ قدِ انتشرْ
وللعبادِ قدْ قهرْ
فبانَ ضَعْفُنا وظَهرْ
فَصِرنا في خوفٍ
وضعفٍ
وسقام.
رمضانُ جاءْ
وبأي حالٍ جاءْ!
ما بالُها قدْ أُطْفِئتِ المصابيح!
أينََ الجماعةُ والتّراويح؟
أين صلاةُ التّسَابيح؟
أين منْ يَغدُو إلى المسجدِ ويروح؟.
هو عامٌ وأيُّ عام!
قد عمَّنا فيهِ البلاء
وأيُّ بلاء
أصابنا فيهِ الوَباء
وأيٌُ وباء
الكلُّ في البيتِ اعتزلْ
والقلب يملأه الوجلْ
قلْ لي بربّك ما العملْ
ما حيلتُنا
ووسيلتنا
إن كان قد جاء الأجل؟.
أين العزائم والولائم
أين اجتماعات الأحبة
أين النفوس المُشرئِبَّة
في صفوفٍ وانتظام
خلف الأمام؟.
المسجد الأقصى حزين
وكذاك أرض الحرمين
ومن كل المساجد
تسمع الآهات
والزفرات
والأنين
من عيون المؤمنين
فاضت العبرات
وفي وجدانهم
يشتعل الحنين
ومن أفواههم
ترتفع الدعوات.
يا ذا الجلال والإكرام.
الكل يهتف باشتياق
متى يحضر الترياق
متى التحرر والانعتاق
الحال أصبح لا يطاق
فأغثنا يا رب الأنام.
رمضانُ يا رمضان
قد جئتَ يحدوكَ الأملْ
تعلِّمُنا الصبر
تبعثُ فينا العزيمة
لا يأسَ لا كللْ
ولا مللْ
فاليأسُ عنوانُ الهزيمة
ليسَ من شيمِ الكرام.
رمضانُ يا رمضان
أنتَ للتقوى شعار
فيكَ كان الانتصار
بقوةِ الإرادة
بالصبر ِواليقين
ستَأتِينا السّعادة
سيُزهِر ُ الياسَمِين
عندَ أبوابِ المساجدْ
يفوحُ عِطرا
يستقبلُ المؤمنين
قد ملئت قولبهم
لله شكرا
قد أقبلوا بجموعهمْ
بزحوفهمْ
خاضعينَ وخاشعينْ
راكعينَ وساجدينْ
فَغرِّدي يا مآذِنْ
وكبِّري يا منابِرْ
وأنشدِي
أُنشودةَ الفاتحينْ
إنّ بعد الليلِ فجرا
إنّ بعدَ العُسرِ يسرا
إنّ بَعد الصبرِ نصرا
فمرحبًا شهرَ الصيام
قد جئتَ قد جاءَ السلام.
كفركنا
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com