قام رؤساء السّلطات المحلّيّة الدرزيّة والشّركسيّة منذ صباح اليوم الأحد بسلسلة من التّظاهرات: أمام بيت رئيس الحكومة ثمّ أمام مكتب رئيس الحكومة وبعدها أمام وزارة الماليّة، رفعوا خلالها شعارات وبمكبّرات الصّوت، ندّدوا من خلالها بموقف الحكومة الذي يتّسم بالعنصريّة والتّمييز وعدم الوفاء بالتّعهّدات والوعود، ومن بينها عدم تنفيذها الاتّفاق المبرم قبل شهور، ممّا أوصل هذه السّلطات إلى أزمة ماليّة خانقة تهدّد بانهيار الخدمات الأساس.
وطالب الرّؤساء بتحويل الأموال المستحقّة والمتّفق عليها فوريًّا وتخصيص أموال غير منقوصة للتّعويض عن الخسائر الفادحة جرّاء وباء الكورونا، بما في ذلك تحويل "الهبة المشروطة" (التي تمنح بشرط جباية نسبة عالية جدًا من ضريبة الأرنونا) وجرّاء ارتفاع كمّيّات النفايات البيتيّة وتكاليف جمعها ودفنها والانخفاض الكبير في جباية الضّرائب وكذلك لتعويض السّلطات عن الإعفاءات الحقيقيّة في ضريبة الأرنونا المفروضة على المصالح وعلى المواطنين ولتغطية المصاريف الكبيرة لمواجهة الكورونا.
كما طالب الرّؤساء بالحصول على تعهّد خطّيّ من الحكومة ببلورة خطّة خمسيّة لقرى المنتدى، باتّفاق مع السّلطات الدّرزيّة والشّركسيّة، خلال جدول زمنيّ معلوم وبأن تكون الخطّة في صلب ميزانيّة الدّولة. هذا في وقت سيواصل فيه الرّؤساء محاربة قانون القوميّة وقانون كامينيتس وغيرها من القوانين
والممارسات العنصريّة وكذلك العمل على وضع التّدابير لحلّ أزمات السّكن والبناء والتّنظيم والبطالة وغيرها.
شارك في التّظاهرات رؤساء المجالس: جبر حمّود (رئيس المنتدى ورئيس مجلس ساجور المحلّي) وبهيج منصور (عسفيا) ورفيق حلبي (دالية الكرمل) وشوقي أبو لطيف (الرّامة) وفريد غانم (المغار، النّاطق بلسان المنتدى)، وزكريّا نابسو (كفر كما، نائب رئيس المنتدى)، وياسر غضبان (كسرى-سميع، سكرتير المنتدى) وراضي نجم (بيت جن) ود. سويد سويد (البقيعة) ورفيق مرعي (حرفيش) وفوزي مشلب (أبو سنان)، وكذلك مندوبان عن قريتي عين الأسد (عبدالله سلامة) والريحانيّة (سمير هارون).
وفي ختام التّظاهرات التي حظيت بتغطية إعلاميّة واسعة، اجتمع الرؤساء في قرية عسفيا، لتقييم هذا اليوم واتّخاذ خطوات لاحقة، وقرّروا:
1. استمرار الإضراب في جميع المؤسّسات التّعليميّة، ما عدا الحوادي عشر والثواني عشر (بجروت) حتّى إشعار آخر، أيضًا لمنع تفشّي الكورونا باعتبار أنّ الخطر ما يزال ماثلًا.
2. القيام بخطوات نضاليّة إضافيّة يومي الاثنين والثلاثاء، 4.5 و 5.5 تتمثَل في رفع الأعلام السّوداء على مداخل السّلطات المحلّيّة والقيام بتظاهرات يوم الثلاثاء 5.5 في مفترقات رئيسة في الجليل الأسفل والجليل الأعلى والسّاحل والكرمل.
3. اجتماع في المغار، يوم الأربعاء 6.5 باشتراك الرّؤساء وقيادة دينيّة وأعضاء كنيست، ومجموعة مستشارين استراتيجيّين وإعلاميّين، لوضع جدول زمنيّ مفصّل يشمل برنامجًا نضاليًّا تصاعديًّا وطويل الأمد.
4. تحضير أوراق مفصّلة حول الخسائر الفادحة التي تكبّدتها قرانا ومجالسنا في فترة الكورونا، للمطالبة بالتّعويض عنها في إطار النّضال الذي بدأ اليوم.
5. إعلان العام 2020 نقطة تحوّل في ما يتعلّق بالعلاقات التّبادليّة مع السّلطات المركزيّة وسياسة الحكومة تجاهنا، بحيث يشمل العمل من أجل تحصيل الحقوق الملحّة ومنها وضع خطّة خمسيّة للأعوام 2020-2024 وتحويل الأموال (من القرار الأخير قبل شهور) على وجه السّرعة للخروج من الأزمة الرّاهنة والتّعويض عن خسائر الكورونا، ومواصلة العمل للمدى الأبعد لمواجهة قانون القوميّة وقانون كامينيتس وغيرها من القضايا الهامّة.
6. توثيق التّواصل مع المواطنين في القرى الدّرزيّة والشّركسيّة، بطوائفهم كافّة، لإطلاعهم على التطوّرات وتجنيدهم للمشاركة في النّضال من أجل تحقيق المطالب العادلة، على المدى القريب والى المدى البعيد.
وعبّر الرؤساء عن ارتياحهم لما جرى اليوم، خصوصًا الاهتمام الإعلاميّ الواسع رغم انشغال الجمهور بما يجري في المحكمة العليا (قضية نتانياهو) وأجواء الكورونا والانشغال بتركيب حكومة ائتلافيّة، مؤكّدين أنّ النّضال الرّاهن يستدعي نفسًا طويلًا، شاكرين كلّ من يساند هذا النّضال وداعين القيادات القطريّة والمحلّيّة إلى مؤازرتهم حتّى تحقيق الأهداف.