دعت دار الإفتاء لجان المساجد والسلطات المحلية إلى البدء بالتحضيرات اللازمة لتهيئة المساجد إلى عودة آمنة وفق التعليمات الرسمية
اللّجنة الفقهية الطبية المنبثقة عن المجلس الإسلامي للافتاء أشارت إلى أنّه يتفاءل أهل الخبرة والاختصاص أنّه سيكون في الأيام القريبة عودة تدريجية للصلاة بالمساجد
أكّد كل من دار الإفتاء والبحوث الإسلامية في الداخل الفلسطيني (48) والمجلس الإسلامي للافتاء في البلاد أنّ الأوضاع الصحيّة الحاليّة في البلاد تبشّر بإمكانية اعادة فتح المساجد واقامة الصلوات بما يتناسب مع تعليمات وزارة الصحّة.
من جانبها، دعت دار الإفتاء لجان المساجد والسلطات المحلية إلى البدء بالتحضيرات اللازمة لتهيئة المساجد إلى عودة آمنة وفق التعليمات الرسمية، وتؤكد أنّ "حفظ النّفس من مقاصد الشريعة وأنّ اتباع التعليمات الصحية مفتاح الانفراج القريب بعون الله تعالى".
وجاء من اللّجنة الفقهية الطبية المنبثقة عن المجلس الإسلامي للافتاء أنّه:"يتفاءل أهل الخبرة والاختصاص أنّه سيكون في الأيام القريبة عودة تدريجية لصلاة الجمعة والجماعة والتّراويح بضوابط وقائية".
بيان دار الإفتاء والبحوث الإسلامية في الداخل الفلسطيني (48)
وجاء في بيان صادر عن دار الإفتاء والبحوث الإسلامية في الداخل الفلسطيني (48)، ما يلي:"الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتّبع هداه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛
ضمن مواكبتها للمستجدات الطارئة في جائحة الكورونا، عقدت دار الإفتاء جلسة استثنائية لتقييم المرحلة الحالية، حيث أجرت مشاورات على مستوى مهني عال مع أصحاب الاختصاص الثقات من الأطباء والخبراء، وبعد أن استمعت منهم إلى توصيف وتحليل الحالة في البلاد عمومًا وفي المجتمع العربي خصوصًا، خلصت دار الإفتاء إلى الآتي:
أولًا: تشيد دار الإفتاء بوعي مجتمعنا العربي في الداخل منذ بدء تفشي "الكورونا"، كما تشيد بدور الطواقم الطبية عمومًا، وفي مشاركة دار الإفتاء خصوصًا في الجلسات الطارئة والمنعقدة بتقنية التواصل عن بعد، فالجمع بين العلوم الشرعية والطبية في مواجهة كل مستجد لـ "الكورونا " ضرورة ومنهجية سليمة في اتخاذ القرارات، عملًا بقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النحل: 43).
ثانيًا: إنّ دار الإفتاء تدرك وتقدّر صدق العواطف التّواقة إلى المساجد في رمضان، وتعي معاناة القلوب والأرواح المُعَلَّقة بالمساجد. وفي الوقت ذاته، تؤكد دار الإفتاء حرصها على الأخذ بالأحوط، بناءً على رأي أهل الاختصاص في هذه المسألة، بما يضمن سلامة الناس، ويحقق مقاصد شريعتنا الغراء، وهي تتابع مستجدات الأمور بكل مهنية ومسؤولية وحذر، حتى تزول الأسباب التي كانت وراء تعليق الصلوات في المساجد.
ثالثًا: بناءً على ما توافر لدينا من معلومات ونصائح مهنية حتى ساعة صدور هذا البيان، فإنّ دار الإفتاء تؤكد على موقفها السابق والداعي إلى استمرار تعليق الصلوات في المساجد، وتوخِّي الحيطة والحذر، راجين الله أن تنفرج الأمور بأقرب وقت ممكن، وأن يمنَّ الله علينا بلطفه وجوده وكرمه، برفع الداء والوباء، عنا وعن الناس أجمعين.
رابعًا: دار الافتاء تدعو الإخوة الأئمة والدعاة والمصلين والقائمين على المساجد والسلطات المحلية إلى الاستعداد لمرحلة جديدة انتقالية مؤقتة وتدريجية، تقتضي التّريّث والتّحلي بالصبر، وتكثيف الجهود، في توعية جمهورنا الكريم إلى المخاطر التي قد تنجم من تزايد أو عودة انتشار الوباء في مجتمعنا، وضرورة التقيّد بالتعليمات الصحية الصادرة من الجهات المختصة. كما تدعو إلى البدء بالتحضيرات اللازمة والضرورية، لتهيئة المساجد إلى عودة آمنة، وتطبيق الإرشادات الصحية التي يجب اتباعها في حال تقرر ذلك، ونرجو أن يكون ذلك قريبًا.
خامسًا: إنّ التشديد والتّشدد ليس منهجية معتمدة في دار الإفتاء، ولكن عندما يتعلق الأمر بهيجان "الكورونا" وحفظ النفس من الهلاك فإنّ التشديد في الأحكام واجب. وعندما تنحسر "الكورونا" أو تخمُل يصبح التخفيف مرغوبًا بل مطلبًا. وباب المتغيرات مفتوح على مصراعيه، وكذلك أبواب دار الإفتاء مفتوحة على مصاريعها.
سادسًا: إنّ هذا البيان هو المعتَمد وهو الموقف الرسمي الذي يمثل دار الإفتاء منذ لحظة نشره حتى صدور بيان جديد، كما أنّ تقييم الحال والظرف سيستمر دون انقطاع وفق رؤية فقهية طبية مهنيّة.
اللهم سهِّل لنا عودة آمنة إلى مساجدنا، وتقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا، وارزقنا شدّ الرحال قريبًا إلى أقصانا المبارك، واكشف عنّا وعن الإنسانية هذا الوباء والبلاء"، كما ورد في البيان.
بيان اللّجنة الفقهية الطبية المنبثقة عن المجلس الإسلامي للافتاء
وجاء كذلك في بيان صادر عن اللّجنة الفقهية الطبية المنبثقة عن المجلس الإسلامي للافتاء حول ذات الموضوع ما يلي:" بسم الله الرّحمن الرّحيم،أهلنا الأحباب، مساجدنا بقلوبنا وبأعيننا، نطمئنكم أنّنا في المجلس الإسلامي للافتاء بتواصل دائم وحثيث مع الأطباء المختصين والمطلعين .
وقد أفادنا أهل الاختصاص أنّ هنالك تقدماً ملحوظاً بعدد المتعافين وتراجعاً ملحوظاً والحمد لله ربّ العالمين بعدد الإصابات .
وبناء عليه يتفاءل أهل الخبرة والاختصاص أنّه سيكون في الأيام القريبة عودة تدريجية لصلاة الجمعة والجماعة والتّراويح بضوابط وقائية .
- وهذا وإنّنا في المرحلة الحالية ما زلنا نؤكّد على أهمية التزام تعليمات أهل الخبرة والاختصاص .
سائلين المولى عزّ وجلّ أن يعجّل لنا في لذة الجمعة والجماعة والتّراويح.
اللهم يا لطيف الطف بنا فيما جرت به المقادير"، إلى هنا نصّ البيان.