منذ نهايات القرن التاسع عشر ولدِ فن جديد بسبب التطور التكنولوجي واكتشاف أجهزة التصوير الحركي بعد الفنون الستة الرسم والنحت والعمارة والموسيقى والفلكلور والشعر، يُسمى الفن السابع، حيث الدراما هي جزء من هذا الفن ومرآة لما تعيشه الشعوب في الماضي والحاضر والمستقبل، من خلالها يُرصد واقع وسلوك الشعوب في زمان ومكان ُمعرف، حيث مصداقية العمل الدرامي ليست بما تشاهده على شاشة التلفاز، بل هو عصف فكري إلى ما وراء المشاهدة، لكي تبحث بنفسك ومن حولك عن حقيقة الفكرة التي تتابعها.
منذ بداية شهر رمضان الفضيل هناك من يتململ بين أروقة التيار الإسلام السياسي وعلى رأسهم جماعات الإخوان المسلمين هنا وهناك بخصوص عمل درامي يجسد فترة زمنية لا تتعدى العشرة سنوات من يومنا هذا يُسمى "الأختيار"، حيث لاقى هذا العمل الدرامي هجوماً شديداً ولكن غير موفق من تيارات دينية متسترة وراء دين الله، يدعون هؤلاء أن هذا العمل الدرامي يشوه دين الله ويوضع كلام خاطئ في فم بعض علماء المسلمين ويحور بكلام الله، بعد أن أبرز هذا العمل الدرامي واقع هؤلاء من غباء وحقد على أنفسهم قبل الآخرين، هذا المسلسل يسلط الضوء على نقطة في غاية الأهمية وهي العقيدة التي تعتنقها الجماعات الإرهابية عن طريق اخضاع أفرادها لعملية غسل أدمغة محكمة، وكيفية السيطرة المطلقة على إرادة وحواس هذا الإرهابي تحت مُسمى البيعة والطاعة على السراء والضراء، لشل حركة تفكير أفرادها وسد الطريق عليهم في رحلة البحث عن الحقيقة، أيضاً يُسلط الضوء في تلك الدراما على كيفية تطويع واسقاط النص القرآني والأحاديث النبوية الشريفة وفتاوي (دينية) من هنا وهناك لإستباحة دماء المصريين خاصة والمسلمين عامة أو من يخالفهم الرأي، حيث الآيات التي أستشهد بها في هذا المسلسل ويُستشهد بها أيضا في الواقع من قِبل التكفريين يبين عدم فهم هؤلاء المقصود لدين الله، حيث الواقع يخبرنا ان الإسلام السياسي والذين يدعون أنفسهم بالمجاهدين يرتكزون في الوصول إلى أهدافهم الشيطانية بتطويعهم لنصوص دين الله لخدمة مصالحهم (الربانية)، لذلك من شوه ومازال يشوه بالدين ليست مسلسل تلفزيوني، بل هؤلاء لممارستهم الخاطئة عن قصد أو غير قصد لهذا الدين، حتى تنفر العامة عن هذا الدين السمح والحنيف، حيث مسلسل الاختيار ذكر قليل القليل عما يمارسونه هؤلاء المتسترين بالدين واقعاً في تشويه هذا الدين العظيم، وزد على ذلك أن كثير من هؤلاء التكفيرين أو الإرهابين أو (الجهادين) على علاقة متينة مع أجهزة مخابرات عالمية، حتى ينقضوا على الأمة العربية التي جزء كبير جداً من موروثها الثقافي والروحاني والاجتماعي هو من الدين الإسلامي.
لذلك كثير من الاشرار مع هؤلاء التكفيرين يريدون لنا ان نكره الإسلام، من أجل ذلك يتسترون وراء كلمة الجهاد في سبيل الله، يحملون شعار تحرير فلسطين حتى يسلبوا قلوبنا وعقولنا، ولكن لا يمارسون هذا الشعار واقعاً، حيث فريضة الجهاد الغائبة أريد بها أن تطبق بين وعلى المسلمين قط وليست على الكيان الصهيوني، أهي صدفة عندما يطلق النار على الجنود المصريين من قبل (المجاهدين في سبيل الله) وهم على بعد أقل من ميل واحد من جنود العدو الصهيوني، أهي صدفة أن لم تطلق داعش وجبهة النصرة وكل الجماعات المتأسلمة رصاصة واحدة من سوريا على الكيان الصهيوني، حيث فلسطين كانت ومازالت أقرب للجهاد في سبيل الله من أفغانستان والشيشان والبوسنة والهريسك، هنا يجب علينا ان نقول كلمة حق، حيث الأوطان أوطاننا ونحن من يدفع الثمن دائما بسبب هؤلاء، فأنظر إلى من حولك بما حل من خراب في سوريا واليمن وليبيا والعراق بسبب هؤلاء، في فترة زمنية سميت بالربيع العربي، أردنا فيها أن نتحرر من ديكتاتوريات عف عليها الزمن، لنستبدلها بأناس من نفس الجينات ولكن للأسف بلحية وعمامة حيث نرفض أن يُستغل دين الله لأجندات شيطانية أو خارجية، حيث التقرب إلى الله لا يحتاج إلى طرف ثالث من هنا أو هناك ، فالحرام والحلال بالفطرة بيّن، والدين يتمم مكارم الأخلاق يا انت وأنت. فكم عن عمر سمعنا بين دقات قلوبكم، لنرى ابا بكر وعثمان وعلي رضي الله عنهم بين مساراتكم وأفكاركم الملوثة ؟؟؟؟؟؟
المانيا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com