بعد دخول بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأحد، ولأول مرة، المحكمة المركزية في القدس، لمحاكمته بتهم الفساد والإحتيال وخيانة الأمانة، إنتهت الجلسة الأولى له، مع موافقة القضاة على التنازل عن حضور المتهمين في الجلسات التمهيدية اللاحقة.
يُذكر أنّ نتنياهو وصل إلى المحكمة المركزية في القدس برفقة عدد من أقرب حلفائه، حيث ألقى كلمة متلفزة شدد فيها على أن الاتهامات الموجهة إليه مسيسة ومفبركة، متهما معارضيه بالسعي إلى "الإطاحة برئيس وزراء قوي من المعسكر اليميني بغية إبعاد اليمين عن الحكم لسنوات طويلة". وشن نتنياهو هجوما حادًا على الشرطة والنيابة، قائلا إنهما فبركتا القضايا المنسوبة إليه، وأن ضغوطا مورست على شهود بغية الحصول على شهادات مزورة ضده.
وتابع أن النظام القضائي ووسائل الإعلام لا يدخران أي جهد بغية إسقاطه، مضيفا أنه "يقف صامدا ورأسه مرفوع" أمام هذه الاتهامات وسيستمر في قيادة البلاد.
وأعرب رئيس الحكومة عن شكوكه في قدرة وسائل الإعلام على تغطية محاكمته بشكل موضوعي وحيادي، مطالبا بأن تبث محاكمته على الهواء عبر التلفزيون وليس لممثلين عن وسائل الإعلام فقط.
وقالت مصادر، أن نتنياهو يواجه 3 تهم جنائية منفَصِلة، وأوضحت ذات المصادر، أن "الملف الأول الذي يتهم به نتنياهو، تنسب له فيه تلقي الهدايا الثمينة من رجال أعمال أثرياء وتقدر الكلفة الإجمالية لهذه الهدايا بـ 700 ألف شيكل".
وأضافت "الملف الثاني يتعلق بالتواطؤ مع ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت أرنون موزيس على تحسين صورة نتنياهو الإعلامية مقابل إقدامه على إغلاق صحيفة يسرائيل هيوم".
وتابعت "أما الملف الثالث، فهو الأكثر خطورة إذ يتهم فيه نتنياهو بالرشوة، لنه بحسب رواية النيابة العامة قدم لصاحب شركة "بيزيك الوفيتش" امتيازات تقدر بالمليارات مقابل استخدام موقع (واللا) الإخباري الكبير لصالح تحسين صورته الإعلامية".
ووفقا للموقع، فإن المحاكمة ستتم وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث لن يسمح للصحفيين بتغطيتها من داخل قاعة المحكمة بل عبر شاشات الفيديو فقط.
وكان نتنياهو قد وصف المحاكمة بأنها حملة اضطهاد من اليسار هدفها الإطاحة بزعيم يميني يتمتع بشعبية.
ولا يلزم القانون الإسرائيلي نتنياهو بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء خلال المحاكمة، وقال نتنياهو إن معركته القضائية لن تؤثر على قدرته على القيام بمهام المنصب.
وستنظر القضية لجنة مؤلفة من ثلاثة قضاة، ورفضت المحكمة طلب نتنياهو إعفاءه من حضور الجلسة الأولى، معللة رفضها بأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها.
وقال نتنياهو في طلبه إن الجلسة الأولى شكلية وإن مرافقة حراسه له مضيعة للمال العام وتنطوي على صعوبة في ظل ضرورة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
ولكن يرى المحللون أنه يريد تجنب تصويره في قفص الاتهام.
احتجاجات بالقرب من المحكمة المركزية في القدس
هذا، ووصل إلى موقع كل العرب، بيان صادر عن الشرطة، جاء فيه: "إستعدت شرطة القدس لإجراء المظاهرات مع الحفاظ على النظام العام وقامت بتخصيص أماكن مختلفة لهذا الغرض وذلك بهدف الحفاظ على حرية المظاهرة والتعبير لجميع الجهات. شرطة القدس تناشد الجمهور الانصياع لأوامر افراد الشرطة في الميدان لضمان أمن وسلامة المواطنين" بحسب البيان.