يعيش في قرية زبيدات نحو 1700-1800 نسمة جميعهم أبناء عائلة واحدة، تمّ تهجير أهلها في عام 1948 – عام النكبة – من منطقة بئر السبع، إلى مناطق السلطات الأردنية، وعادوا في العام 67 تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا. والقرية هي جزء من مخطط كبير لحكومة اليمين الإسرائيلي لضمها، الأمر الذي يشكل أساس نقاش مستفيض وواسع بين أبنائها، الذين ينتظرون كل ما هو جديد في هذه القضية.
وتقع القرية على بعد 35.4 كم شمال أريحا، ويحدها نهر الأردن من الشرق، ومرج نعجة من الشمال، وطوباس من الغرب ومرج الغزال من الجنوب.
وهي قرية فلسطينية في منطقة الجفتلك تتبع لمحافظة أريحا في الأغوار الفلسطينية الوسطى بالضفة الغربية الواقعة في غور الأردن.
في عام 1970 صادرت إسرائيل أراضي من الزبيدات من أجل بناء مستوطنة "أرجمان"، وبعد عام 1995، تم تعريف 1% من أراضي الزبيدات على أنها المنطقة أ، في حين أن المساحة المتبقية تم تعريفها ضمن المنطقة جـ.
وفي عام 1997، شكل اللاجئون 96% من السكان، حيث عُين مرافق عيادة رعاية صحية أولية من المستوى الثاني للقرية من قبل وزارة الصحة.
غالبية الأهل في القرية يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي لكسب قوتهم والبقاء على أرضهم. ويؤكد سكان القرية أنّ هناك أهمية قصوى لدعم صمود المزارعين في منطقة الأغوار وفي هذه القرية بالذات، كونها منطقة حدودية.
ومن أهم مشاكل القرية هي مشكلة البنى التحتية حيث تقع على سفح جبل، إلى جانب مشكلة المياه للشرب والزراعة، حيث قام المستوطنون بحفر آبار وسرقة المياه، ما زاد من ملوحة المياه وأنعكس سلبا على السكان المحليين الذين يعيشون على نحو 60 دونمًا زراعيًا.
ويقول المزارع أحمد (أبو شادي) جرمي، الذي يستأجر دفيئات من مزارع يهودي من مستوطنة ارجمان، إن "أكثر من 70% من أهالي القرية يعيشون على الزراعة، ويعمل معه في المواسم العشرات في الزراعة، ما يشكل قاعدة اقتصادية قوية للسكان المحليين، الذين لا يحتاج معظمهم الخروج من القرية للعمل داخل إسرائيل".
المزارع أحمد جرمي
ويشير ناشطون في القرية إلى أنّ "القرية تتعرض إلى مسلسل مضايقات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ضمن مخطط الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الزراعية والمراعي فيها، لإرغام الأهالي على الرحيل، وبالتالي هناك ضرورة لتوجيه الأنظار الرسمية وغير الرسمية لتعزيز التواجد في تلك المناطق التي تشكل البوابة الشرقية لفلسطين، ولا يخضع منها لسيطرة أصحابها سوى 10%، إلى جانب حرمان القرية والقرى المجاورة من معظم الخدمات الحيوية كالاتصالات والمواصلات وغيرها".
سلة خضار فلسطين
ويؤكد الأهالي أن منطقة الاغوار والاغوار الشمالية تشكل إضافة مهمة للشعب الفلسطيني، فإلى جانب أنها تعتبر "سلة خضار فلسطين" فهي محط أطماع حكومة الضم الإسرائيلية، حيث يصل حجم الناتج السنوي منها إلى 700 مليون دولار أمريكي – وفق التقديرات الاقتصادية الفلسطينية - تسيطر إسرائيل عليها وتحرم الشعب الفلسطيني منها، بل وتمارس سياسة التضييق على المواطنين بهدف دفعهم إلى الرحيل عن أرضهم.