اقتحم مندوبون من بلدية تل ابيب برفقة قوات كبيرة من الشرطة، مقبرة الإسعاف في يافا وذلك من اجل نبش القبور والإستيلاء على المكان.
هذا ويتجمهر في المكان عدد كبير من السكان الذين اعربوا عن غضبهم الشديد جراء هذا العمل، فيما ناشد السكان عدم الوقوف مكتوفي الأيدي والتصدي لهذا العمل.
صور من المكان
يشار الى ان بيان كان قد صدر في ساعات الليل ذكر فيه حذر فيه المواطنين من اقتحام القبور ونبشها وكانت دعوة لأداء صلاة الفجر في المكان ويوم امس ادوا صلاة العشاء في المقبرة.
وتسود يافا حالة من الغضب والإستنكار الشديد إزاء محاولا الشرطة بالاستيلاء على المقبرة بهدف تحويل المكان لمأوى للمشردين.
العشرات من سكان يافا خرجوا الشوارع واعربوا عن غضبهم الشديد جراء هذه الخطوة وقاموا بإغلاق الشارع الرئيسي وحمل لافتات التي تندد بهذه العملية.
سكان من يافا قالوا:" لن نسكت على هذا المخطط والمس بمقبرة الإسعاف وسوف نناضل كي نحمي المكان ولن تثنينا الإعتقالات وسياسة التخويف والترهيب".
تعقيب البلدية
وعلى صعيد متصل ورد بيان من بلدية تل ابيب، جاء فيه: "في الآونة الأخيرة، تم تعميم العديد من الإدعاءات على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، يستند بعضها إلى معلومات غير صحيحة أو غير كاملة حول مشروع البلدية في شارع إليزابيث بيرجنر. لذلك، ومن أجل الالتزام بالشفافية الكاملة أمام السكان، وجدنا أنه من المناسب أن نوضح لكم الأمور بدقة وأن نقدم لكم الحقائق في القضية وأن نعرض أمامكم موقف البلدية.
كما يعلم الجميع، كان في شارع إليزابيث بيرجنر مأوى للمشردين منذ سنوات عديدة. وقد قررت البلدية مؤخرًا توسيعه وتطويره، وخلال عمليات الحفريات التي قامت بها سلطة الآثار الإسرائيلية في المكان، تم اكتشاف بعض العظام. ولم يكن من المتوقع العثور على هذه العظام، فقد تم إخلاء المقبرة التي كانت في الموقع في ثلاثينيات القرن الماضي لإنشاء ملعب للنادي الإسلامي في يافا لكرة القدم (ولمستودعات الجمارك البريطانية لاحقًا).
وقد رفعت هذه الإجراءات القدسية عن المكان بل وتمت بموافقة من المفتي الحاج أمين الحسيني. ورغم ذلك عندما تم اكتشاف العظام خلال العمل، حضر ممثلو البلدية إلى الموقع، بالتنسيق مع ممثلين عن أهالي يافا والشرطة وأوقفوا العمل. وعُقد في ذات الوقت اجتماع بين ممثلي الهيئة الإسلامية وممثلي البلدية بنية صادقة وحقيقية لإيجاد حل ملائم يرضي جميع الأطراف.
قبل سنتين تقريباً، مقابل التزامنا الكامل بتجميد العمل، اقتحمت جهات مختلفة الموقع دون إذن وقامت بصب الأسمنت على الأرض ووزعت قطعًا من الباطون تشبه شواهد القبور لخلق إنطباع كاذب بوجود قبور في المكان، وقد تسببوا بإعادة ردم الحفر التي حفرها المقاول وسلطة الآثار. منذ تلك الحادثة، عُقدت العديد من الاجتماعات بين كبار المسؤولين في البلدية وقيادات المجتمع اليافاوي لطرح المقترح الذي تعرضه البلدية لحل المسألة.
الحل الذي اقترحناه، والذي بدأ تنفيذه اليوم هو مسح يدوي دقيق للتربة لتحديد مواقع العظام ووضع خريطة لهذه المواقع - كما تم في العديد من مواقع الدفن في البلاد في الماضي - مباشرة بعد إخلاء مخلفات البناء من الموقع. هذا المسح البطيء والدقيق سيسمح لنا باكتشاف أماكن العظام دون تحريكها. بعد الانتهاء من عملية المسح سنحدد مواقع العظام على الخريطة، وسنفحص إمكانية وضع الأساسات حولها - مما سيسمح بإنشاء المبنى المخطط له دون تحريك العظام. إذا لم يسمح توزيع العظام بذلك – سندرس مسألة نقل العظام ضمن الموقع بأقل قدر ممكن، مع الحفاظ على أقصى قدر ممكن من الاحترام لرفات الموتى. سيتم تنفيذ هذه الأعمال تحت إشراف صارم من المدير العام للمعهد الإسرائيلي للآثار وتوثيقها من قبل صندوق تل أبيب للتطوير. وقد حصل هذا الحل، الذي طُرح في العديد من الإجتماعات التي تمت مع كبار المسؤولين في يافا، على موافقة المحكمة التي رأت أنه حل مناسب وملائم للجميع ضمن ما هو متاح"، بحسب البيان.