عقد وجهاء وقياديون من بلدة شقيب السلام وضواحيها في النقب جلسة طارئة، اليوم السبت، للبت في قضية إطلاق النار على العمال الفلسطينيين، حيث أصيب أربعة عمال في البلدة في الأسبوعين الأخيرين.
وعبر عدد من القياديين في بلدة شقيب السلام، في وقت سابق، عن استنكارهم للتعرض لعمال جبل الخليل في البلدة، ولفتوا في حديث لمراسل "كل العرب" إلى "الحاجة لحماية العمال، والنأي بهم عن المشاكل بين صاحب الأرض في منطقة الظاهرية من عرب النقب والأشخاص الذي يتنازعون معهم على ملكيتهم وحقهم فيها".
وجاء في بيان وقعه القيادي نواف أبو معمر، وصلت نسخة عنه إلى "كل العرب": "نشكر كل من حضر الدعوة للإجتماع المنعقد اليوم، ونعذر كل من اتصل ولم يستطع الحضور، ونثمّن كل جهد فردي يصب في مصلحة الجميع، ونجلُّ كل مقترح تقدم به الأخوة الذين حضروا أول جلسة عامة نتناقش فيها القضايا التي تؤرقنا وتقض مضاجعنا، عبر حديث مباشر سلس سهل".وقد خلصت الجلسة إلى الدعوة إلى جلسة موسّعة الأسبوع القادم يشارك فيها كبار وممثلي العائلات في بلدة شقيب السلام للمصادقة والتوقيع على وثيقة موحدة "نقرُّ فيها حق المظلوم ونرد فيها ظلم الظالم".
وأتفق المجتمعون على "اقامة جسم اجتماعي يكون مرجعية للنزاعات والخلافات في بلدة شقيب السلام، يكون له برنامج جلسات شهرية تهدف لوأد واستئصال المشاكل الدخيلة قبل أن تولد، ويوثّق علاقات المحبة والاخوّة بين أبناء هذه القرية، وسيكون هذا الجسم مدعومًا من الأعيان والوجهاء".وتابعوا أنه "يجب أن يكون واضحًا أننا لا نقف بجانب طرف ضد طرف آخر، بل نرى أن الجميع متساوون، وأن من حق المظلوم علينا نصرته ولو كان غريبًا، ومن حق الظالم ردّه عن ظلمه ولو كان قريبًا".
وأكدوا أنه "لا يخفى على الجميع أن أهل هذه القرية تجمعهم الأفراح والأتراح تحت مظلّة واحدة، وأن السلم والأمان كان سمة للبلدة، وأن المروءة والنخوة لا تتجزأ حتى توزّع في أحوال وتنتفي في أحوال أخرى، بل الطابع الذي جُبلت عليه القرية أنها عنوان للمؤاخاة والمؤازرة والسلام، فإن حدنا عن هذا المسار مرة فلا بد أن نعود إليه مرة أخرى"، ومن هنا يجب "بسط اليد لظلم أخيك ليست من الرجولة والمروءة في شيء، خصوصاً وإن كان ضيفاً في بلدك، بلا أهل ولا أقارب يتّكئ عليهم، الكريم من رأى في أخيه عوزًا سد هذا العوز، ولم يكن عونًا للشيطان عليه".
وختم المشاركون بأنه "يجب تسمية الأمور بمسمياتها، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، الغدر والغيلة ليست من أفعال الرجال؛ وكذلك الأمر في رفع السلاح على أخيك المسلم، حين تأتيه وهو منهمك في عمله، وتطلق عليه الرصاص، وهو أعزل لا يملك حتى عصا في يده، هذا من البطش والجور لا من القوة والأنفة.. ناهيك عن أنه بلا أهل يؤازرونه، بل فرد لوحده بين أغراب".
ويشار إلى أنّ مراسل موقع "العرب" وصحيفة "كل العرب" أجرى تحقيقا خاصا في هذه القضية، حيث وجه رئيس بلدية الظاهرية، راتب الصبار، في حديث خاص مع "كل العرب"، أصابع الاتهام لعائلة أبو عصا، في قضية الإعتداءين الأخيرين في بلدة شقيب السلام على أربعة عمال من جنوب جبل الخليل، حيث تمّ اطلاق النار على الجزء السفلي من أجسامهم ونقلوا في وضع متوسط إلى مستشفى سوروكا بئر السبع.
من جانبه، عقب نائب رئيس مجلس تل السبع، مصلح أبو عصا، وهو أبرز القياديين في العائلة، في حديث لمراسل "كل العرب" قائلا: "عائلة أبو عصا ليس لها أية علاقة بما يلصق بها في الفترة الأخيرة بالتعرض لعمال الضفة. كل من يدعي على العائلة، هناك عرف وعادة وعليه التوجه بصورة مباشرة فنحن معروفون بأننا لا نعطي ظهورنا للناس ولا نهرب من الحق أبدا".