حضر للقرية عدد من القياديين من عرب النقب، واتفقوا الوقوف خلف العائلات المتضررة وإجراء اجتماع تضامني اليوم في ديوان عائلة الرفايعة، والعمل على تنظيم معسكر لإعادة بناء المنزلين
تقرير خاص بـ"كل العرب" - قوات وآليات الهدم، بحماية وحدة يوآف الشرطية، داهمت اليوم قرية بئر الحمام مسلوبة الاعتراف في النقب، وروعت الأطفال والنساء وأعتدت على الشبان في أسرّتهم، وهدمت منزلين مأهولين بعد أن رفض الأهل أن يقوموا بهدم بيوتهم بأنفسهم.
وادي الحمام تواجه الهدم
وقال سالم الرفايعة (أبو محمد)، صاحب أحد البيوت التي هُدمت: "منذ أكثر من شهر ونصف وهم يحضرون إلي يوميا من أجل أن أهدم بيتي بنفسي، ولكنني أرفض تماما ذلك. في هذا المنزل يسكن خمسة من أولادي وقلت لهم تستطيعون أن تهدموا متى تشاؤون، لأن الظلم إلى زوال ونحن أصحاب حق في هذه الأرض وأنتم من تريدون السيطرة عليها – ولكن أنى لكم".
تأتي هذه الهجمة بعد يومين من مظاهرة الأرض والمسكن بمدينة بئر السبع، التي رفع خلالها الآلاف شعارات ضد سياسة الهدم والتهجير في كافة أنحاء النقب، ومن أجل وقف السياسة العنصرية التي تبنى على فكرة أن الأرض لليهود فقط، وأن العرب هم غزاة لأرضهم.
تصعيد النضال
وقد حضر عدد من القياديين من عرب النقب، واتفقوا الوقوف خلف العائلات المتضررة وإجراء اجتماع تضامني اليوم في ديوان عائلة الرفايعة، والعمل على تنظيم معسكر لإعادة بناء المنزلين وتصعيد النضال من أجل الوجود العربي في النقب. وكان من بين المتضامين النائب السابق جمعة الزبارقة، ورئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها عطية الأعسم، ورئيس اللجنة المحلية في خربة الوطن، ماجد شنارنة، والشيخ أسامة العقبي، وناشطون من قرى مسلوبة الإعتراف في أنحاء النقب (شاهد اللقاءات الخاصة في الفيديو المرفق).
وعبر الجميع عن غضبهم من الهجمة الشرسة على الإنسان والأرض والمسكن في النقب، وأشاروا إلى أنّ ذلك يؤكد نجاح تظاهرة الاثنين "فحضروا كخطوة انتقامية ضد رؤساء اللجان المحلية الذين قادوا هذه المظاهرات".
ودحض أهل القرية ادعاءات الشرطة بأنه تم حمل سكين ورشقهم بالحجارة أثناء المواجهات، ولفت رئيس اللجنة المحلية حسين الرفايعة، في حديث لمراسل "كل العرب": "لقد تعودنا على كذب الشرطة" وتابع أنّ "هذه الهجمة لن تثنينا عن مواصلة التشبث بأرضنا".
ورفع أطفال بئر الحمام شارة النصر، بعد أن شاهدوا قيادات القرى تتجمع حولهم وتتضامن معهم، حيث يأمل الأطفال قبل الكبار أن يُعاد بناء البيوت مرة أخرى وانتهاء سياسة الظلم والهدم والتشريد التي ترافقهم كما رافقت أباءهم وأجدادهم في العقود الأخيرة.