7 سنوات مرّت على غياب ابن الناصرة جمال قعوار، الشاعر الفنان الرقيق الناعم المرهف السلس ، والباحث المتبحر في ينابيع الأدب ولغة القرآن، الإنسان الشفاف، والبلبل الغريد الذي طالما صدح على أفنان الشعر بقصائد الحب والوطن والغزل. وما زالت صورة أبو ربيع أمامي وهو يقف على المنبر يرثي صديقه الشاعر الوطني أبن بلدي راشد حسين، قائلًا :
أيمكن أن تخبو المنى والقصائد
ويغمد في الارض الجريحة راشد
أيمكن أن اللوز زهر مفتح
وزهرتنا وسط اللهيب تكابد
أنا وطن دامي الضحايا مخضب
فلسطين أهلوها قتيل وقاتل
أنا " مصمص " ابناء عم وجيرة
واهل وأحباب وأم ووالد
أنا " أحمد " أطوي الضلوع على جوى
ولا ينطوي شوق مدى الدهر خالد
فأين الذي كنا نحن لشعره
اذا حدثتنا باللقاء المواعد
وأين الذي كانت " مع الفجر " تبتدي
قصائده تشدو بهن الخرائد
وأين الذي أعطى " الصواريخ " عزمه
وكوكبة في سلم المجد صاعد
وأين الذي طابت سويعات ليلتي
بصحبته والحلم دون مواعد
امر بأحلامي على كل موضع
مصادره طابت لنا والموارد
وأذكر اذ كان الشباب ملاعبا
ونحن على صدر الشباب قلائد
روافد عزم ملؤهن كرامة
فواحسرتاه ! هل جف منهن رافد
وهل لم نعد نلقاك يا راشد الخطى
ولم ترو أهداف لنا ومقاصد
جمال قعوار حاصره العشق وحاصرته الغربة في الوطن، حمل صليبه وواصل الجلجلة، وغادر الحياة بعد أن أعطى للأدب والثقافة والكثير. فله الرحمة والخلود.