الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

التعلم المُدمج يزيد من جودة المعلم المهنية للتأقلم لبيئة تكنولوجية مستقبلا

الأستاذ احمد محاجنه
نُشر: 14/07/20 07:43,  حُتلن: 11:06

سلسة مقالات: " التعليم نحو الافضل "
الأستاذ احمد محاجنه – محاضر في التقويم البديل، البيداغوجيا الحديثة ومستشار تنظيمي، مختص في N.L.P

المقدمة

ان المتطلع على خطة الوزارة المقترحة لافتتاح السنة الدراسية القادمة والتي اعتمدت أركانها على جوانب، تنظيمية، إدارية، اقتصادية، صحية، يتضح لنا انها اخفت الظل على الجانب التطبيقي والتنفيذي الذي يرتبط بفئة المعلمين، اللذين نعتبرهم المحرك الاساسي لتنفيذها ولكي تنجح علينا معرفة مدى جهوزيتهم المهنية للتأقلم مع اساليب تعليمية – تكنولوجية والتي ستدعى باسم "المًدمجة" في المستقبل.
حسب دراستي لمنظومات عالمية شبيه للنظام الإسرائيلي، فان الخطة تفتقر من مشاركة مختصين في التكنولوجيا الرقمية ومختصين في اساليب التدريس والمدمجة، مديري مراكز كوادر اعداد المعلمين פסג"ה, المفتشين المهنيين ,قسم السكرتارية التربوية (מז"פ) ,ممثلين عن مديري المدارس ومنظمات المعلمين فبل انتهاء العطلة الصيفية .
إن الهدف الأسمى هو إدخال التكنولوجيا الجديدة لعملية التعليم والتعلم هي التي قدمت التعلم المدمج للأضواء ومصطلح التعلم المدمج استخدم كرد فعل ضد الافراط غير الملائم أحيانا في استخدام التكنولوجيا، ويعتبر الدمج شكلا من أشكال الفنون التي يلجأ إليها المعلم للجمع بين المصادر والأنشطة المختلفة في نطاق بيئات التعلم التي تمكن المتعلم من التفاعل وبناء الأفكار.

تعريف التعلم المدمج
التعلم المدمج على أنه مصطلح لوصف الحل الذي يجمع بين عدة طرق تقديم مثل التعلم التعاوني ومقررات عبر الويب ونظم دعم الأداء الإلكترونية وممارسات إدارة المعرفة مع قاعات الدروس وجها لوجه والتعلم الإلكتروني الحي. الفقي (2011)
كما أشار كل من (جون وبجلز، 2012) أن التعلم المدمج يصف نموذجا هجينا من التعلم الإلكتروني الذي يسمح بوجود طرائق التدريس التقليدية بجانب مصادر وأنشطة التعلم الإلكتروني الحديثة في مقرر واحد.
ان هناك العديد من الدراسات التي تناولت تعريف التعلم المدمج المتماذج منها دراسة دري سكول (2002) حيث أشارت إلى أن هناك أربعة معان مختلفة لمعنى التعلم المتماذج وهي:
• المزج بين أنماط مختلفة من التكنولوجيا المعتمدة على الإنترنت لإنجاز هدف تربوي.
• المزج بين طرق التدريس المختلفة والمبنية على نظريات متعددة مثل البنائية والسلوكية والمعرفية.
• مزج أي شكل من أشكال التقنية مع التدريس من قبل المدرس وجها لوجه.
• مزج التقنية في التدريس مع مهمات عمل حقيقية لعمل إبداعات فعلية تؤثر على الانسجام بين التعلم والعمل.

مسميات التعلم المدمج
1. التعليم المزيج (Blended Learning).
2. التعليم الخليط أو المختلط (Mixed learning).
3. التعليم الهجين Hybrid Learning) )

لماذا برز الاهتمام به؟
العديد من الدراسات إلى أهمية التعلم المدمج وفاعليته بالنسبة للطالب وللمعلم وهذا ما يدفعنا لمعرفة لماذا برز الاهتمام به على هذا النحو. إن أثر التعلم المتماذج على التحصيل له تأثير فعال، فالطلبة الذين قاموا بالتعلم من خلال أسلوب التعلم المتماذج كان تحصيلهم أعلى من الطلبة الذين تعلموا بواسطة التعلم التقليدي (وجهًا لوجه) والتعلم الإلكتروني الكامل. أيضا له أثر على زيادة نسبة الاحتفاظ بالتعلم لدى الطلبة عن التعلم التقليدي (وجهًا لوجه) والتعلم الإلكتروني الكامل.
أيضا وقد تساهم اتجاهات الطلبة في استخدام تكنولوجيا التعلم الإلكتروني داخل الفصل الدراسي في العملية التعليمية في الاهتمام بالتعلم المدمج لتساعدهم على زيادة دافعيتهم للتعلم وتنمية تحصيل الجانب المعرفي والجانب الأدائي، وتلبية احتياجاتهم الفردية بحيث يتعلم كل منهم على حسب سرعته الذاتية، كذلك زيادة شعورهم بالمساواة في الفرص التعليمية (السيد،2011).
أن جملة التحديات والمشكلات التي تواجه التعلم الإلكتروني مثل غياب دور المعلم والتكلفة المادية وضعف الانضباط والمسؤولية والأمانة العلمية أدت الى ظهور التعلم المدمج أو الخليط والذي يعتبر بدوره التطور الطبيعي والمنطقي للتعلم الإلكتروني، وهذا يعتبر من أبرز الأسباب التي دعت الى الاهتمام بالتعلم المدمج.

علاقة هذا النوع من التعلم المدمج بتقنيات التعليم
للتعلم المدمج مراحل تاريخية مرتبطة بظهوره كمصطلح، كما أن بينه وبين تقنيات التعليم قواسم مشتركة، فقد نجد تاريخ التعلم المدمج هو نفسه تاريخ تكنولوجيا التعليم، وهو نفسه تاريخ الحاسب الآلي. فالتعلم المدمج لا يتجزأ عن علم تقنيات التعليم فنجد جذوره في كل مرحلة من مراحله ولكنه يتطور بتطور الوقت.
ماذا يُدمج في بيئة التعلم المدمج
وقد أشار الفقي (2011) أن التعلم المدمج هو مزيج من التدريب التقليدي الموجه بالمعلم Instructor-led training والمؤتمرات المتزامنة على الإنترنت Synchronous on line conferencing والدراسة ذات الخطو الذاتي غير المتزامنة Asynchronous self-paced Study.
وينطوي هذا التعريف على مزيج من العناصر التالية التي تكون بمثابة الإجابة على سؤال ماذا يدمج:
• وسائط تقديم متنوعة (تقليدية وقائمة على تكنولوجيا الإنترنت)
• أحداث التعلم المتنوعة (ذو الخطو الذاتي Self-Paced والفردي والتعاوني Individual&Collaborative والقائم على مجموعات Group-based)
• دعم الأداء الإلكتروني Electronic Performance Support وإدارة المعرفة knowledge Management
وقد يكون الدمج متمثلا في أبعاد التعلم المدمج وتكمن هذه الأبعاد في:
1. مزج التعلم المباشر على الإنترنت بالتعلم غير المباشر.
2. مزج التعلم بالخطو الذاتي بالتعلم المباشر.
3. مزج التعلم المخطط بغير المخطط.
4. مزج المحتوى المخصص (المعد حسب الحاجة) بالمحتوى الجاهز.
5. مزج التعلم والممارسة.
ويمكن باختصار معرفة ماذا يُدمج في بيئة التعلم المدمج في النقاط التالية:
• تعلم وجها لوجه.
• تعلم إلكتروني.
• تعلم قائم على الإنترنت.
• تعلم قائم على الحاسب الآلي.

أهداف التعلم المدمج
هناك نوعين من الأهداف التابعة للتعلم المدمج:
أولا: الأهداف الرئيسية العامة للتعلم المدمج:
• تحسين جودة التعليم
• زيادة المشاركة الطلابية.
• زيادة فاعلية التعلم.
ثانيا: أهداف تفصيلية إجرائية للتعلم المدمج:
حيث اشار كل من جون وبيجلز (2012) إلى مجموعة من الأهداف يسعى التعلم المدمج إلى تحقيقها مثل:
• تدعيم أداء الطلاب بتوظيف مستحدثات تكنولوجية
• زيادة التفاعل المباشر والغير مباشر مع المعلمين ومع المحتوى التعليمي
• تقليل النفقات
• تنمية الجانب المعرفي والادائي للطلاب
• تحقيق الديمقراطية في التعليم والتعلم الذاتي

فوائد ومميزات التعلم المدمج
أساليب التفكير في فوائد التعلم المدمج:
عندما ندمج أي مكونين تعليميين إلكتروني مع تقليدي فهذا الدمج إما أن يكون تكرارا أو واحد منهم يدعم الآخر أو يكون هناك فعلا مخطط مرتب ومنظم لعملية الدمج ينتج على نوع جديد من التعلم غير موجود في كلا النوعين من التعلم ) فالإيجابيات إما أن تكون: إعادة صياغة وتحسين، أو نوع جديد غير موجود في كلا النوعين ولم يظهر إلا من خلال الدمج.
أن للتعلم المدمج العديد من الايجابيات نلخصها فيما يلي:
• إمكانية تغيير اتجاهاتنا ليس فقط تجاه مكان وزمان ممارسة التعلم ولكن تجاه المصادر والأدوات التي تدعم التعلم.
• تقليل نفقات التعلم مقارنة بالتعلم الإلكتروني وتوفير جهد ووقت المتعلم.
• يوفر المرونة في زمن التعلم ووقت الالتحاق ببرامجه.
• يوفر فرص التفاعل المتزامن جنبا إلى جنب مع فرص التنسيق والتعاون غير المتزامن.
• مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين بحيث يمكن لكل متعلم السير في التعلم حسب حاجاته وقدراته.
• اتساع رقعة التعلم لتشمل العالم وعدم الاقتصار على الغرفة الصفية.
• يسمح للطالب بالتعلم في الوقت نفسه الذي يتعلم فيه زملاؤه دون أن يتأخر عنهم.
سلبيات التعلم المدمج
أن للتعلم المدمج العديد من السلبيات والمشكلات التي يعاني منها والتي يمكن أن نلخصها فيما يلي:
• اعتماد التعلم المدمج على تقنيات ما تزال غير معتمد عليها، فما زال الإنترنت غير فعال في بعض الأماكن من العالم خاصة الأماكن الريفية أو الأماكن النائية.
• استخدامه بشكل فعال يتطلب من الطالب الإلمام باستعمال التكنولوجيا بشكل جيد.
• اعتماد التعلم المدمج على الأجهزة الحاسوبية والتي تكلف الكثير من الأموال ومن أعمال الصيانة والتركيب.
• تدني مستوى المشاركة الفعلية للمتخصصين في المناهج في صناعة المقررات الإلكترونية المدمجة.
• التركيز على الجوانب المعرفية والمهاراتية لدى الطلاب أكثر من الجوانب الوجدانية.
• التغذية الراجعة والحوافز التشجيعية والتعويضية قد لا تتوافر أحيانا.
• تدني مستوى فاعلية نظام الرقابة والتقويم والتصحيح والحضور والغياب لدى الطلبة.
نموذج ADDIE

تعريف نموذج ADDIE
هو “واحد من أكثر الأوصاف استخداما للتصميم والتطوير التعليمي وهو اختصار للكلمات: التحليل والتصميم والتطوير والتنفيذ والتقييم”. فهو عبارة عن نموذج توجيهي لتطوير العملية التعليمية قائم على التصميم التعليمي
خطوات نموذج ADDIE
الخطوات التالية للنموذج:
مرحلة التحليل Analysis: حيث تُحلل الجوانب المتعلقة بالعملية التعليمية وتتضمن تحليل المهام وتحليل المتعلمين وتحليل المحتوى وتحليل الموارد والقيود الخاصة بمصادر التعلم والبيئة التعليمية: كالإمكانات المادية والبشرية.
مرحلة التصميم: Design حيث يتم تحديد أهداف التعليم والتصميم واستراتيجيات التعلم، وأنشطة التعلم، والتقييمات، وأساليب التنظيم وتقديم المحتوى ووصف الأساليب والإجراءات.
مرحلة التطوير Developmentويتم في مرحلة التطوير ترجمة مخرجات عملية التصميم من مخططات وسيناريوهات إلى مواد تعليمية حقيقية، فيتم في هذه المرحلة تأليف وإنتاج مكونات الموقف أو المنتج التعليمي.
مرحلة التنفيذ Implementation ويتم في هذه المرحلة القيام الفعلي بالتعليم، وتهدف إلى تحقيق الكفاءة والفاعلية في التعليم، ويتم من خلالها التأكد من أن المواد والنشاطات التدريسية تعمل بشكل جيد مع الطلاب.
المرحلة الخامسة: التقويم Evaluation وفي هذه المرحلة يتم قياس مدى كفاءة وفاعلية عمليات التعليم والتعلم، وقد يكون التقويم تكوينياً أو ختامياً Formative Evaluation، Summative Evaluation

ختاما , اوصي الفئة المسؤولة عن تنمية وتطوير قدرات وكفايات المعلمين في الحقل على تبني فكرة تأهيل المعلمين من خلال استكمالات مهنية في العطل الصيفية خاصة وعلى مدار السنة بشكل عام تحضيرا لكل حالات الطوارئ والمستجدات الانية لمواجهة الازمات والصعوبات كجائحة الكورونا خلال السنة / السنوات القادمة من بناء خطط تطوير خلايا رقمية فعالة على الجوانب الادارية , التنظيمية, الاقتصادية والتعليمية للسنوات القريبة .

ملاحظة : المقال بين ايديكم اقتبست معطيات من مواقع مختلفة مع إضافة فكري الخاص

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة

.