(وَالْفَجرِ وَلَيالٍ عَشْر ) الحمد لله الذي أنشأ وبرأ ، وخلق الماء والثرى ، وأبدع كل شيء وذرا ، لا يغيب عن بصره صغير النمل في الليل إذا سرى ، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرةٍ في الأرض ولا في السماء ، لَهُ ما في السَماواتِ وَمَا في الأرضِ وَمَا بَبْيَنهُما وَمَا تَحْتَ الثْرَى
تهل علينا في هذه الأيامات مَعْدُوداتٍ، العشر الأوائل من ذي الحجه، ربنا سبحانه وتعالى أقسم بها ، وقال في كتابه العزيز : " وَالْفَجرِ وَلَيالٍ عَشْر " عن إبن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :ما العمل في أيام أفضل في هذه العشره ، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله ، فلم يرجع بشيء، قال تعالى : وَيَذْكُروا إسْمَ الله في أَيام مَعْلُومَاتٍ
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لكَ لبيك ، إن الحمد والنعمه لكَ والملك لا شريك لكَ لبيك
إشتملت العشر الاوائل على كثير من الفضائل ، فهي أيام مباركه ، ففيها يُضاعف الأجور وفيها يُغفر الخطايا والآثام ، وقد وردت أدله وآيات في القرآن الكريم على فضيله كل يوم من عشر ذي الحجه ومنها ما يأتي: اليوم الأول : غفر الله تعالى فيه لأدم عليه السلام من صام ذلك اليوم غفر الله له كل ذنب
اليوم الثاني : إستجاب دعاء يونس عليه السلام ، فاخرجه من بطن الحوت
اليوم الثالث : الذي إستجاب الله تعالى فيه دعاء زكريا عليه السلام ، من صام ذلك اليوم إستجاب الله دعائه
اليوم الرابع : اليوم الذي وٌلدفيه عيس عليه السلام ، من صام ذلك اليوم ، نفى الله عنه اليأس والفقر ، فكان يوم القيامه مع السفرة البررة الكرام
اليوم الخامس : الذي وٌلد فيه موسى عليه السلام ، من صام ذلك اليوم بٌرىَء من النفاق ، أو من عذاب القبر
اليوم السادس : الذي فتح الله تعالى ، لنبيه محمد صل الله عليه وسلم ، الخير من صام ينظر الله تعالى إليه بالرحمه فلا يعذب بعده أبداً
اليوم السابع: الذي تغلق فيه أبواب جهنم ولا تفتح حتى تمضي أيام العشر ، من صامه أغلق الله تعالى عنه ثلاثين باباً من العسر ، وفتح له ثلاثين باباًمن اليسر
اليوم الثامن: يوم الترويه من صامه ، أعطى من الأجر ما من يعلمه إلا الله تعالى
اليوم التاسع : يوم عرفه من صامه، كان كفارة لسنه ماضيه ولسنه مستقبله، وهو اليوم الذي أنزل فيه، " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دٍينَكُمْ وَأًتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلَامَ دِيناً
اليوم العاشر : يوم الأضحى ، من قرب قرباناً فيه قطره قطرت من دمه ، غفر الله تعالى له ذنوبه ، وذنوب عياله، ومن أطعم فيه مؤمناً ،أو تصدق فيه بصدقه ، بعث الله تعالى يوم القيامه ، أمناً ويكون ميزانه أثقل من جبل أحد
الإكثار من التحميد والتهليل ، والتكبير ، يُسن التكبير والتحميد ، والتهليل والتسبيح ، أيام العشر والجهر بذلك ، في المساجد ، والمنازل ، والطرقات ، وكل موضع ، يجوز فيه ذكر الله تعالى ، إظهاراً للعباده واعلاناً بتعظيم الله تعالى
فتعالوا نجدد عهدنا إلى الله جل وعلا ، ونتوب توبه نصوح
يا ودود يا ودود يا ودود ،يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد غير احوالنا إلى أحسن الحال ، يا من أنقذت سيدنا يونس من بطن الحوت ، وردد سيدنا موسى لإمه ، وردد سيدنا يوسف لأبيه ، إرحمنا وعفو عنا وتولى أمرنا ، وردنا إلى دينك رداً جميلاً ، لا إله إلا أنت سبحأنك إننا كنا من الظالمين ، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا عن معاصيك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ، اللهم يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام إرفع البلاء والوباء ، وسيء الأسقام عنا ،برحمتك يا أرحم الرأحمين ، دعوناك كما أمرتنا فستجب كما وعدتنا يا رب العالمين، اللهم أت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكها أنت وليها ومولاها يارب العالمين ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، سبحان ربك رب العزه عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، وتقبل الله طاعاتكم ، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وأحب