الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 11:01

د. محمد عمري: يجب على مرضى القلب المواظبة على العلاج خلال فترة الكورونا ايضا

كل العرب
نُشر: 22/07/20 10:57,  حُتلن: 15:45

نلاحظ في الاشهر الاخيرة وبسبب نمط الحياة الجديد جراء تفشي فيروس الكورونا، ابتعاد مرضى القلب وخاصة الذين يعانون من "تشويشات في نبضات القلب"، عن المواظبة على العلاج. و يعود ذلك اساسا الى انخفاض وتيرة زيارة الطبيب الخاص خوفا من العدوى، وبالتالي يشكلون خطرا على حياتهم. من ناحية أخرى يوجد اليوم العديد من العلاجات التي من الممكن ان تلائم نمط الحياة الجديد وتتطلب زيارات أقل الى الطبيب، وأخرى تزيد من جودة حياة المرضى. وهنا أرى كطبيب وكمستشار أمراض القلب في صناديق المرضى ومدير قسم القلب في مستشفى الناصرة ان اشدد على اهمية التنوير الصحي، ورفع الوعي لطرق تكيّف مرضى القلب وخاصة الذين يعانون من "تشويشات في نبضات القلب" مع الوضع الجديد، وتقليل احتمالات الاصابة بالسكتة الدماغية.

احد اسباب السكتة الدماغية هو "تشويش في نبضات القلب"، من نوع الرجفان الاذيني، ويكون ذلك في أغلب الحالات نتيجة تخثّر دمويّ أو انسداد وعاء دمويّ بسبب اضطراب في عمل القلب وعدم انتظام نبضه، وهو يدفع بالدم المتخثر الى الدماغ ويؤدي الى انسداد المِنطقة المصابة من الدماغ وفقدان قدرتها على العمل، وقد تكون نتيجتها حدوث إعاقة أو شلل، أو فقدان القدرة على النطق وتدهور الحالة العقلية والجسمانية. كما وتشير الابحاث الطبية الى ازدياد احتمال الاصابة بالسكتة الدماغية للذين يعانون من " تشوشات في نبضات القلب" بخمسة أضعاف. كما ويمكن منع 75% من حالات الاصابة عندهم بالسكتة الدماغية اذا وفرنا لهم انواع العلاجات المناسبة والجرعات المناسبة وواكبنا التجديدات في المجال.

طرق الوقاية من السكتة الدماغية متعددة، والعقارات الجديدة المستخدمة في هذا المجال من أجل تفادي الإصابة بالسكتة الدماغية كثيرة وموجودة ضمن سلة الادوية. تتميز العقارات الحديثة والتي تستبدل مع الوقت العقارات القديمة، والتي كانت قد تطلبت مواظبة كبيرة لأنّها تشوّش مجرى الحياة العادية للمريض وتجعلها أكثر صعوبة. حيث يحتاج المريض الى اجراء فحوصات دم مرّة كلّ أسبوعين للوقوف عند نشاطات تخثّر الدم وملاءمة كمية الجرعة للمريض مما يؤثر على جودة حياة المريض. كما وأن نمط الحياة الجديد بسبب تفشي فيروس الكورونا والذي يؤثر على وتيرة زيارة المريض للطبيب خوفا من العدوى أو بسبب الحجر الصحي يجعل من المواظبة على العلاج أكثر صعوبة. كما وأن العقارات القديمة من الممكن أن تتفاعل مع مختلف أنواع الأدوية الأخرى، وهو ما يزيد من صعوبة التعامل معها بالنسبة للمرضى المتقدّمين في السنّ، والذين عادة ما يتناولون أكثر من دواء اضافة الى ان هذه الادوية تتفاعل مع أنواع من الغذاء وخاصة التقليدي مثل الاعشاب ، الخبيزة والعلت والحمص وغيرها.

أما الادوية الجديدة المضادة للتخثر الذي دخلت الى سلة الادوية قبل عدة سنوات، فانها تتسم بمنظومة فعاليّة مختلفة عن تلك التي تعتمد عليها العقارات القديمة والتي تجعل من الاستجابة للعلاج والمواظبة عليه أسهل حيث لا ضرورة لإجراء فحوصات دم متقاربة من أجل مراقبة نشاط التخثّر مما يسهل من المواظبة على العلاج.

مما سبق هناك حاجة الى مواكبة التطورات والتجديدات وضرورة رفع الوعي لدى الجمهور للوقاية من مرض القلب والسكتة الدماغية وأهمية إتباع نهج حياة صحي وعلاج المسببات وعوامل الخطورة التي تؤدي الى الجلطة الدماغية وهي السمنة، التدخين، عدم ممارسة الرياضة، ارتفاع ضغط الدم، السكري، ارتفاع الكوليسترول والدهنيات بالدم وإتباع حمية غذائية مناسبة. كذلك رفع الوعي للانتباه الى علامات التحذير والشكوك والمخاوف التي تشير الى الاصابة بالسكتة الدماغية وأهمها: ظهور مفاجئ للضعف أو تراخي الوجه أو الذراع، أو الرجل (غالبًا ما يكون ذلك الضعف في جانب واحد) او اضطراب مفاجئ في التوازن او ظهور مفاجىء للارتباك وصعوبة في النطق والادراك وعدم التناسق الحركي او اضطراب الرؤية المفاجئة في أحد العينيين او كليهما. في مثل هذه الحالات يجب على المصاب او مرافقيه ان يصلوا بالسرعة الممكنة الى المستشفى بسيارة اسعاف لان الجلطة الدماغية هي حالة طبية طارئة لا تحتمل الانتظار. كما ومن المهم والادراك والوعي ان هناك علاجات جديدة وموجودة في سلة الادوية وببساطة يمكن تقليص الاصابة بالجلطة الدماغية وعلاج "التشوشات في نبضات القلب" اذا تلقى المريض العلاج المناسب وواظب على تناول الدواء بانتظام وتناول الجرعة المناسبة في فترة تفشي فيروس الكورونا أيضا.

مقالات متعلقة

.