الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 03:02

أضحى مع كورونا..أي عيد هذا؟

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 30/07/20 11:32,  حُتلن: 17:02

لن أردد قول الشاعر: "عيد بأي حال عدت يا عيد" لأني أعرف ما هي الحالة التي عاد بها "الأضحى المبارك" علينا. أتانا العيد الكبير والأمة الإسلامية وشعوب العالم كله، نرزح تحت وطأة كورونا، أتى إلينا العيد ونحن محرومون من تهنئة بعضنا البعض بحرارة العيد الحقيقي، العيد دق الباب علينا وأعداد
المصابين بكورونا في ارتفاع جنوني، والمصيبة كما تقول الإحصائيات أن 80% من المصابين به لا تظهر عليهم الأعراض، وربما لا يعرفون أنهم قد أصيبوا به.
أي عيد هذا، الذي نمتنع فيه عن أداء صلواتنا في المساجد؟ ما هذا الزمن الذي يطلقون عليه إستثنائياً وإجراءاته إستثنائية أيضا كما يقولون. وكما كان عيد رمضان فهكذا هو عيد الأضحى. عيد الفطر لم يكن في حقيقة الأمر "سعيدا" وعيد الأضحى ليس أفضل حال . كورونا انتزعت الفرحة منا، وصلوات البشرية على اختلاف أديانها في هذه الأيام واحدة موحدة: النجاة من كورونا، والعودة إلى الحياة الطبيعية.
في الوقت الذي يعاني فيه العالم من اشتداد وقوة الهجمة الجديدة لجائحة كورونا (كوفيد19) والتي أسفرت لغاية الآن عن إصابة أكثر من 17 مليون شخص في العالم وأودت بحياة حوالي سبعمائة ألف إنسان، لا تزال منظمة الصحة العالمية WHO مصرة على موقفها من أن استمرار إغلاق الحدود بين البلدان ليس استراتيجية قابلة للتطبيق لمحاربة فيروس كورونا المستجد، في حين أقرت بصعوبة إيجاد خطة شاملة على المستوى الدولي.

مدير الحالات الطارئة في المنظمة المذكورة مايكل راين اعترف بصعوبة اتباع سياسة موحدة بين البلدان لمواجهة كورونا، حيث قال: "من الصعب للغاية إيجاد سياسة تناسب الجميع، في بلد صغير يخلو من أي إصابة بكوفيد-19، قد تشكل إصابة واحدة (مستوردة) كارثة، وقد لا يحدث إغلاق الحدود في بلد حيث الاصابات مرتفعة،لكن من الصعب جدا وضع سياسة عالمية وأن طبيعة الخطر تحددها الأوضاع المحلية والوطنية".

العالم كله منهمك بجائحة كورونا وبالمصائب الناجمة عنها، وهي حديث الساعة على المستويات الشعبية والرسمية، وما دام الشيء بالشيء يذكر لا بد من الإشارة إلى وباء أكثر خطورة من كوفيد 19 وهو مرض "التهاب الكبد الفيروسي" الذي صادف يومه العالمي الثامن والعشرين من شهر تموز يوليو كل عام، حيث تحتفل به منظمة الصحة العالمية "بهدف زيادة الوعي بهذا المرض الذي يتسبب في مجموعة من المشاكل الصحية، بما فيها سرطان الكبد.هذا المرض وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية أصاب ثلاثمائة وخمسة وعشرين مليون شخص بمختلف أنحاء العالم وهم متعايشون معه، وأنه يسبب تسعمائة ألف حالة وفاة سنوية، كما أن 42% فقط من أطفال العالم يحصلون على جرعة اللقاح المضاد لهذا الالتهاب الفيروسي، وكثيرون يذكرون بخطورة التهاب الكبد، لكن وعلى ما يبدو فإن مشهد جائحة كورونا “كوفيد 19″ يحتل مركز الصدارة في الاهتمام الدولي بشكل عام، لكن إلى متى؟ الخطورة في كورونا تكمن في سرعة الإنتشار، التي لم يستطع العالم وضع حد لها. صحيح أن عدد المصابين بكوفيد19 لا يزال متدنيا كثيرا قياسا بعدد الإصابات بالتهاب الكبد الفيروسي البالغ ثلاثمائة خمسة وعشرين مليون شخص، إلا أن خطورة فيروس كورونا تكمن في تفشي هذه الجائحة خلال فترة وجيزة لم تتعدَّ الثمانية شهور فقط، وذلك منذ ظهوره حتى الآن، كاتب عربي، ذكر استناداً إلى أحد الخبراء في مجال الصحة الفيروسية إن ما وصل إليه حال البشر مع التهاب الكبد الفيروسي على مستوى العالم، هو بلا شك مخيف خصوصا عندما ندرك أنه رغم نجاح البشرية في الوصول إلى اللقاح المضاد منذ عشرات السنين، ولكن المؤسف حقا وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن حوالي نصف أطفال العالم يحصلون على جرعة هذا اللقاح المضاد لالتهاب الكبد
الفيروسي.
بقي علينا التمني لكم بعيد أضحى ، وجائحة كوفيد 19 بعيدة عنكم. وهذا الأمر متعلق بكم، فطالما أنتم ملتزمون بالإجراءات الوقائية واتباع النصائح والإرشادات الرسمية، ستظل هذه الجائحة بإذن الله بعيدة عنكم. فانتبهوا واحذروا ثم اعقلوا وتوكلوا. أضحى مبارك.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة

.