ادعت الشرطة أنها لم تعتد على رئيس المجلس الذي تصرف بصورة مستفزة حسب قولها، ولم يعرف عن نفسه رغم معاينته يقود سيارته ويستخدم الهاتف
استنكر قياديون ورؤساء سلطات محلية في النقب الإعتداء على منتخب الجمهور وطالبوا وزير الأمن الداخلي والمفتش العام لشرطة إسرائيل بالتحقيق في الحادثة
في ظل استنكار شديد، عاد سلامة الأطرش، رئيس مجلس القيصوم الإقليمي إلى بيته، بعد عصر اليوم، بعد أن تم نقله إلى مستشفى سوروكا بئر السبع لتلقي العلاج صباح اليوم، إثر اعتقاله والاعتداء رجال وحدة "يوآف" الشرطية عليه.
رئيس مجلس إقليمي القيصوم بعد الاعتداء عليه
وكانت وحدة "يوآف" الشرطية التابعة لما تسمى "سلطة توطين البدو"، والمسؤولة عن هدم البيوت العربية في منطقة النقب، أوقفت رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، حيث قال إنه أصيب في رأسه نتيجة اعتداء الشرطة. وقد تم نقله إلى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع بعد الإعتداء عليه. جاء توقيف رئيس المجلس بعد تصديه لمحاولة توزيع أوامر هدم منازل في قرية مولداه التابعة للمجلس الإقليمي القيصوم.
واتضح أنّ عناصر من شرطة يوآف ترافق مراقبين لإلصاق أوامر هدم على بيوت في القرية وعندما توجه لهم كرئيس سلطه قاموا بالاعتداء عليه، واعتقاله مع العلم ان هويته معروفه لهم واقتادوه مكبلا الى مركز الوحدة في بئر السبع وابقوا سيارته مركونة جانب الطريق الترابي. وخلال التحقيق تم الاعتداء الجسدي عليه وعندما أغمي عليه استدعوا سيارة الإسعاف المكثف التي نقلته الى الطوارئ.
وادعت الشرطة أنها لم تعتد على رئيس المجلس الذي تصرف بصورة مستفزة حسب قولها، ولم يعرف عن نفسه رغم معاينته يقود سيارته ويستخدم الهاتف.
واستنكر قياديون ورؤساء سلطات محلية في النقب الإعتداء على منتخب الجمهور وطالبوا وزير الأمن الداخلي والمفتش العام لشرطة إسرائيل بالتحقيق في الحادثة.
وقال نايف أبو عرار، رئيس مجلس عرعرة النقب، الذي قام بزيارة له في المستشفى، إنّ "الشرطة تقوم بإصدار أوامر اعتقال واعتداء على منتخبي الجمهور بسهولة، ويجب وقف ذلك". وقد قام أيضا النائب السابق جمعة الزبارقة بزيارة له في المستشفى، وعبر عن استنكاره الشديد لهذا الإعتداء.
وأعلن رئيس مجلس تل السبع، عمر أبو رقيق، عن إضراب لمدة ثلاثة أيام في المجلس ابتداء من يوم غد الخميس - وذلك على خلفية الإعتداء على رئيس مجلس القيصوم.
يجب حل الوحدة
وقد تحدث النائب سعيد الخرومي عن القضية في الكنيست، وطالب بحلّ هذه الوحدة، لافتا أنه قبل يومين قامت بتخويف سيدة وأولادها في قرية رخمة مسلوبة الإعتراف، وجلسوا على السرير في غرفة النوم لمدة ساعة لكي يحضر زوجها.
وتابع قائلا: "يجب إنهاء مهزلة تصرفات وحدة يوآف الشرطية ضد أهلنا في النقب. الاعتداء على منتخب جمهور وسياسة تحويل حياة الناس الى جحيم من خلال التخويف والترهيب وفتح ملفات جنائية للعشرات يومياً يجب أن تتوقف".
وأصدر رئيس بلدية رهط، فايز أبو صهيبان، الموجود حاليا في الحجر الصحي بسبب إصابة أحد طواقم مكتبه بالكورونا، بيانا جاء فيه: "بلدية رهط بكافة طواقمها ممثلة برئيسها ونوابها وأعضائها يستنكرون تصرفات الشرطة الهمجية والإعتداء الغاشم اليوم على رئيس مجلس القيصوم الإقليمي الأخ سلامة الأطرش، أثناء القيام بمهامه وواجبه الأخلاقي والوطني تجاه تصديه لجرافات الخراب والدمار والتي تنوي هدم وترحيل العائلات في قرى القيصوم".
وتابع قائلا: "إنّ هذا الإعتداء الغاشم على منتخب جمهور واعتقاله بطريقة تعسفية يعدّ أمرًا خطيرًا ونحمّل الشرطة المسؤولية الكاملة من تبعات هذا التصرف الأرعن، ونرى أنّ الشرطة باعتدائها على الأخ سلامة الأطرش قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء. وإنّنا نطالب وزارة الامن الداخلي ووزير الشرطة بمحاكمة الضالعين في هذا الإعتداء الغاشم، فالأخ سلامة الأطرش هو قيادي من أهل النقب والإعتداء عليه هو اعتداء على كل أهل النقب. أرجو الصحة والعافية للأخ سلامة الأطرش رئيس مجلس القيصوم الإقليمي".
وعقب عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، قائلا: "المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها يشجب ويستنكر الاعتداء الإجرامي على رئيس المجلس الاقليمي القيصوم سلامة الأطرش من قبل وحدة يوآف الاجرامية المعروف أن كل افرادها تخرجوا من الوحدات القتالية في الجيش. إن ما قامت به وحدة يوآف من اعتداء تعدى كل الحدود، لذلك نطالب بمعاقبة المجرمين الذين قاموا بهذا الاغتداء ونطالب بحلها لأنها رمز التمييز العنصري ولأنها مخصصه فقط للوسط العربي البدوي في النقب. المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها سيقف مع كل مظلوم وضحية لأذرع السلطة والتي تلاحقنا ليلا ونهارا".
استنكار من الأحزاب
واستنكر التجمع الوطني الديمقراطي وبشدة "الاعتداء الآثم على رئيس مجلس القيصوم الأخ سلامة الاطرش اثناء القيام بعمله في احد قرى المجلس. هذا العمل الهمجي لهذه الوحدة يندرج في نهجهم اليومي وعليه أن يتوقف فورا. 450 عنصر شرطة (عنصرية) عملها الوحيد هي ملاحقة الناس وحماية هادمي بيوتنا بشكل يومي وهمجي في جميع أنحاء النقب. كلنا مطالبين بالوقوف صفا واحدا - قيادات، رؤساء، مؤسسات أهلية وشعبية ونطالب: أولًا بتفكيك هذه الوحدة العنصرية التي شكلت لسكان النقب فقط. ثانيا احياء منتدى السلطات المحلية - النقب وتفعيلها لأهمية دورها. اللجوء الى العمل الشعبي لرفع الظلم عن شعبنا والملاحقات اليومية لأن هذا العمل الذي يعول عليه. نطالب بمحاسبة الذي قاموا بهذا العمل لأن في ظل غياب العقاب للجناة سيعطيهم الضوء الأخضر للحادثة القادمة، ونطالب مجالسنا بإعلان إضراب نتفق عليه".
وأصدرت العربية للتغيير بيان شجب وتضامن مع رئيس مجلس القيصوم في النقب جاء فيه: "نستنكر أشد الاستنكار الاعتداء الهمجي والإجرامي على الأخ سلامة الاطرش من قبل ما تسمى وحدة يوآف الشرطية ونعتبره اعتداء مستهجن وخطير على رئيس سلطة عربية منتخب".
وأنهى البيان: "نتمنى للأخ سلامة الاطرش الصحة والعافية والسلامة مؤكدين بأن هذا الاعتداء الغاشم يزيده شدة وصلابة وتمسكاً ورسوخاً بالأرض والمسكن وخدمة ابناء مجتمعه في النقب الصامد". كما اكدت العربية للتغيير ان سياسة هدم البيوت في المجتمع العربي وخاصة في النقب هي سياسة موجهة وممنهجة تهدف لطرد العربي من بيته وحرمانه من البيت والمسكن بحجة قانون جائر وظالم.
وأعرب تحالف كرامة ومساواة والقومي العربي عن إدانته الشديدة للممارسات التي تقوم بها الشرطة اثناء قيامها بمرافقة جرافات الهدم التي تواصل هدمها في النقب بشكل شبه يومي. واستنكر التحالف توقيف رئيس مجلس القيصوم. ورفض التحالف رواية الشرطة بخصوص التوقيف، وطالب بمواجهة سياسة الهدم الوحشية والوقوف الى جانب اصحاب البيوت المنكوبة.
وجرى اتصال هاتفي بين كل من رئيس القومي العربي النائب السابق محمد حسن كنعان وبين رئيس كرامة ومساواة الإعلامي محمد السيد، اتفقا خلاله على الدفع بقوة لإنشاء صندوق شعبي يساعد أصحاب البيوت المهددة بالهدم وتنشيط العمل للتصدي للهدم والتهجير.
اللجنة القطرية تطالِب بالتحقيق ومُعاقبة المسؤولين
من جانبها أكّدت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية على "إدانتها ورفضها للإعتداء البوليسي الهمجي الذي تعرّض له رئيس المجلس الإقليمي القيصوم في النقب، سلامة الأطرش، يوم الأربعاء (2020/08/12), أثناء رفضه وتصدّيه لإجراءات سياسة هدم البيوت العربية في منطقة مجلس القيصوم الإقليمي، حيث أدّى هذا الإدعتداء الآثم الى إصابة الأطرش مما استدعى نقله الى المستشفى لتلقّي العلاج"، بحسب بيان القطرية.
وأضاف البيان:"إن اللجنة القطرية تعتبر هذا الإعتداء الخطير بمثابة إعتداء على جميع رؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد, الذين يقومون بدورهم وواجبهم في التصدّي الشرعي والمشروع لسياسة هدم البيوت العربية, وتطالب الهيئات الرسمية الى إجراء تحقيق فوري مع أفراد دورية الشرطة والمسؤولين عن هذا الإعتداء ومعاقبتهم, أشدّ عقاب, لردعهم وردع غيرهم من مَغبّة تَكرار الإعتداءات على مُنْتَخبي الجمهور العربي.. فلا يمكن الصّمت إزاء مثل هكذا إعتداءات وتجاوُزات, التي تدنو من الجريمة والإرهاب..!؟"، بحسب البيان.
مجلس حورة المحلي يستنكر الاعتداء على رئيس مجلس القيصوم
واستنكر مجلس حورة المحلي ممثلاً برئيسه الأستاذ حابس العطاونة وأعضاء المجلس، إدارته والعاملين فيه الاعتداء السافر على رئيس مجلس القيصوم سلامة الأطرش من قبل وحدة يوآف الشرطية. وقد دعا رئيس المجلس رؤساء المجالس المحلية إلى عقد جلسة طارئة للتباحث والتشاور من أجل اتخاذ قرارات في آلية مواجهة هذا الاعتداء والرد عليه باسم كافة المجالس المحلية في البلاد، كما ودعا إلى "توجيه كتاب عاجل إلى وزير الأمن الداخلي يصف حالة السخط والتذمر السائدة جراء هذا العدوان السافر الذي فيه تجاوز لكل القوانين والأعراف السائدة".