سلمان ابو عبيد - صاحب مكتبة:
الكثير من الأهالي لن يعيدوا أولادهم إلى المدرسة.
سالم أبو شلظم - صاحب مكتبة:
لأول مرة نمر بهذا الوضع الذي لم نعتد عليه.
تعاني معظم المكتبات في النقب من تراجع عدد الزبائن، في ظل وباء الكورونا والأزمة الاقتصادية التي ترافقه، حيث وصل حجم المبيعات في الكثير منها إلى عشرة بالمائة كحد أقصى مقابل الفترة نفسها من العام الماضي.
وقد استطلع مراسل "كل العرب" أثناء جولة ميدانية له الأوضاع في عدد من المكتبات، حيث اتضح أن أصحاب المكتبات اشتروا الكتب والقرطاسية أملا في افتتاح سلس للعام الدراسي يوم 1 أيلول – ولكن مع ذلك بقيت غالبية الكتب على الرفوف.
ويحاول عدد من أصحاب المكتبات جذب الأهالي وأولادهم من خلال تقديم هدايا على كل حقيبة مدرسية كاملة.
سلمان أبو عبيد، صاحب مكتبة البنان في بلدة كسيفة، قال لمراسل "كل العرب": "نشهد هذا العام تراجعا كبيرا في تحضير الأهالي للعام الدراسي الجديد، حيث نلمس اللامبالاة وقلق كبير من قبل الأهالي، والذي يأتي من خلال استعدادهم للتحضير لشراء الكتب واللوازم المدرسية والقرطاسية للطلاب، وهذا مؤشر يوحي بأن الكثير من الأهالي لن يعيدوا أولادهم إلى المدرسة، وباعتقادي هذا أمر خطير للغاية".
سلمان أبو عبيد
لا نفهم الصورة - لا من مدير ولا من وزير!
سالم أبو شلظم، صاحب مكتبة النور في السوق البلدي في مدينة بئر السبع، لفت إلى حجم المبيعات المنخفض في الفترة الأخيرة. ويضيف: "نحن نمر بفترة لا نحسد عليها، وأنا أعمل كصاحب مكتبة في السوق منذ 25 عاما ولأول مرة نمر بهذا الوضع الذي لم نعتد عليه. نحن لا نفهم الصورة، لا من المدراء ولا من وزارة المعارف ولا من أي وزير – هل على الطلاب أن يشتروا كافة الكتب أم اللغات الأساسية – العربي والعبري والإنجليزي - والرياضيات. هناك العديد من الأهالي من يشتري الكتب الأساسية فقط. حجم المبيعات هو 10% من الموسم، حيث في يوم كهذا لا استطيع حتى الحديث معك عند اقتراب افتتاح العام الدراسي، حيث نبدأ العمل من 12 آب/أغسطس، ونتناول طعام الغداء عند الساعة السادسة مساء".
سالم أبو شلظم
ويقول حسن أبو رياش، صاحب مكتبة في السوق البلدي في السوق البلدي في بئر السبع: "الإقبال صفر، حيث تقوم في اليوم ببيع زبون أو إثنين، ونحن على أعتاب افتتاح العام الدراسي الجديد. حتى في المكتبات العامة لا يوجد إقبال. كل شيء واقف".
حسن أبو رياش
هدية لكل طالب
ويعاني الأهالي من الأوضاع الاقتصاديَّة القاسية التي تسبَّبت بها جائحة كورونا، مما أثَّر بشكل سلبيّ على المكتبات التي ابتاعت مستلزمات المدارس من كتب وقرطاسية وحقائب على أمل أن يتمّ افتتاحها رسميًّا كما أكَّدت وزارة التَّربية والتَّعليم في الأوَّل من أيلول القادم.
ويتفهم سلامة أبو خرمة، صاحب مكتبة "إقرأ" بمدينة رهط، الأوضاع الاقتصادية حيث يعرض هديّة لكل طفل يقوم بابتياع الكتب والقرطاسية من مكتبته. ويضيف في حديث لمراسل "كل العرب": "الوضع سيء للغاية ولا يوجد إقبال بسبب موجة الكورونا. الناس يتخوفون من إرسال أولادهم إلى المدارس، ومقابل العام الماضي هناك اختلاف كبير في اهتمام الأهالي بالكتب والقرطاسية والإقبال هو 3% فقط. بقية ثلاثة أيام – ونأمل أن يتوجه الناس لشراء المستلزمات – مع كل هذه التخوفات من الأوضاع".
زهقنا من البيت!
مع الضبابية وعدم وضوح الأمور بصدد المدارس، خاصة في القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، تبدو عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة معلقة بيد مستجدات فايروس كورونا المستجد، سيما وأن الجهات المعنية تواصل العمل من أجل تجاوز الأضرار التي لحقت بالطلاب في السنة الدراسية المنصرمة.
وبعفوية طفولية تنهي الطالبة بنان أبو عبيد، طالبة الصف الثاني من بلدة كسيفة في النقب، قالت لـ"كل العرب": "اشتقت للمدرسة، وأتخوف من أنني لن أدخل المدرسة هذا العام. لقد مرت علينا فترة قاسية، فلم ندرس في الصف الأول إلا ستة أشهر. حتى المادة التي تعلمناها نسيناها، وربما ستقوم المدارس بإعادة تعليمنا مرة أخرى مادة الصف الأول الأساسية. لقد زهقنا الجلوس في البيت في الأشهر الستة الأخيرة"
الطالبة بنان أبو عبيد