الواقعية والاعتدال| في زمن المشتركة ضاعت الطاسة/ بقلم: مراد حداد

مراد حداد
نُشر: 01/01 12:29,  حُتلن: 16:47

مراد حداد في مقاله:

في زمن المشتركة، منذ 2015 من الواضح وللأسف الشديد ان "الطاسة" قد ضاعت

المطلوب وعلى جناح من السرعة التحرك من داخل القوى السياسية للجم بعض القيادات المتنفذة داخلها ووقف التدهور

منذ نكبة شعبنا الى يومنا هذا لم تغير حكومات اسرائيل المتعاقبة سياستها تجاه المواطنين العرب في البلاد ، ورغم التغول بحقنا كفلسطينيين الا اننا نجد من بيننا من يعمل على شرعنة سياسة المهادنة والتراخي مقابل الصلف والعدوان المتواصل ضدنا ، ومن المفارقات العجيبة اننا بتنا نسمع حديثا في السنوات الاخيرة ترافقه مصطلحات تدجينية من قيادات حزبية ومجتمعية ،فيندرج تحت شعار الواقعية ،وأحيانا اخرى يلبس عباءة الاعتدال من باب ان كل شيء مباح.

وعلى الرغم من قسوة الظروف وصعوبتها الا انني لا استخف بقضايا الناس اليومية وهمها المعيشي والاقتصادي ،ولكن ان يُستغل هذا الهم لتمرير مشاريع خطيرة اهمها محو الهوية الوطنية والكرامة والكبرياء ، وضرب مفاهيم نضالنا العادل في الصميم فهذا ما لا يقبله أي عاقل يسعى الى تحقيق مطالب شعبه في العيش بحرية وكرامة ، وعليه فإننا مطالبون بتحديد وتوحيد المصطلحات والشعارات الوطنية لجميع القوى السياسية كي نساهم في رفع منسوب الوعي اولا وان نحافظ على بوصلتنا الوطنية ثانيا ، وفي هذا المضمار ممكن الرجوع لوثيقة حيفا او التصور المستقبلي لتحديد من نحن وماذا نريد.

زمن المشتركة
وفي زمن المشتركة ، منذ 2015 من الواضح وللأسف الشديد ان "الطاسة" قد ضاعت، وازدادت حدة الضياع مع المشتركة الاخيرة منذ ايلول الاخير فأصبح الاعتدال والواقعية غطاء للتوصية على" مجرم حرب" وغطاء لجلسات مع الشرطة وقيادتها وغطاء للصفقات مع الليكود احيانا ،المشروع خطير ويزداد خطورة في هذه المرحلة، وعليه فالمطلوب وعلى جناح من السرعة التحرك من داخل القوى السياسية للجم بعض القيادات المتنفذة داخلها ووقف التدهور.

الدخول للبرلمان الاسرائيلي يعني المشي على حبل رفيع بين جبلين، فاذا لم تكن متمرسا وعندك توازن وثقة بالنفس لن تستطيع الصمود لثانية واحدة ،ما يلزم الجميع بتصويب الخطاب وعدم اللعب على المشاعر، ومخاطبة عقول الناس وليس مشاعرها.
وأخيرا اذا اعدنا الاعتبار للجنة المتابعة من خلال صياغة مشروعها وتحديث آليات العمل فيها وانتخابها بشكل مباشر او غير مباشر حاليا فإنها ستكون صمام الامان لنا كأقلية قومية اصلانية ،وستقوي جهاز المناعة عندنا لتشكل سدا منيعا في وجه المتأسرلين الذين يختبئون تحت عباءة الاعتدال .
علينا ومن باب التذكير فقط ان لا ننسى اننا جزء اصيل من الشعب العربي للفلسطيني ولسنا رعايا في " دولة اسرائيل".

*مراد حداد - ناشط سياسي وعضو المكتب السياسي في التجمع الوطني الديمقراطي

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة