جرى مطلع الاسبوع لقاء جديد من لقاءات منتدى الحوار الأدبيّ في البادية التي يديرها الأستاذ أمين قاسم- عسفيا، وتمت استضافة الإصدار الجديد "أصابع" للشّاعرة والكاتبة منى ظاهر إبنة النّاصرة، الصّادر عن المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر في بيروت والّذي منعت توزيعه الرّقابة الأردنية
افتتح اللّقاء وأداره الشّاعر رشدي الماضي، والذي عايد الجميع بالأعياد والمناسبات وشكر الحضور من مبدعين وادباء وشعراء ومهتمّين بالأدب والفنّ لتواجدهم في المنتدى، وعن متابعته لمنى في طريق الإبداع والكتابة الحقيقيّة الصّادقة
وقبل البدء باللّقاء بارك الحضور الشّاعر رشدي الماضي لحصوله على جائزة التّفرّغ الأدبيّ وتحدث الإعلاميّ والإذاعيّ نايف خوري عن علاقته مع الشّاعر الماضي وقدّم له هديّة المنتدى بهذه المناسبة المهمّة لعطائه وإبداعه
ثمّ تحدّث الشّاعر وأستاذ الجامعة د
فهد أبو خضرة عن ميّزات شعر الماضي من إقتباس الموروث والتّطرّق للسّياسة
وبعدها بدأ التّحدّث بدراسة وملاحظات كتاب أصابع للشّاعرة منى ظاهر من حيث التّطرّق لظواهر لغويّة وبلاغيّة في النّصوص واستشهد بمقاطع من أصابع، مثل الإلتفات في البلاغة العربيّة أيّ الإنتقال من ضمير إلى ضمير، والتّجنيس الحرفيّ، والإرداف الخلفيّ والجرأة اللّعويّة، وتكرار حرف السّين (همس) والصّاد (أصابع) والنّون (الحنين والأنين) وتكرار اللام والعين في مقاطع مختلفة
وأنّ الشّعر موجود في كثير من صفحات الكتاب رغم غياب الوزن، والشّعر فيه من الشّعر المنثور
وعن الأرقام الّتي تحملها النّصوص وتساءل عن ذلك
وتحدّث عن تيّار الوعي
وأنّ الكتاب يضمّ ألوانًا أخرى كالسّرد القصصيّ أو الرّوائيّ والخواطر الفلسفيّة والمذكّرات
والكتاب هو علاقة حسّيّة، تحاول أن تتجاوز الكلام والعلاقة الرّوحيّة، جريء يتجاوز أحيانًا وسط الطّريق محتميًا بالتّلميح أو على الأقلّ بعدم التّصريح التّام
والكتاب يطرح تساؤلات مهمّة والإجابات عنها أقلّ أهمّيّة
وأكّد الشّاعرد
أبو خضرة أنّ الكتاب مميّز لشاعرة متميّزة
بعدها تحدّثت الشّاعرة آمال رضوان بقراءة في أصابع: عن العنوان والغلاف، وعن النّصوص المستفزّة لأكثر من قراءة للفهم والمبنيّة على الإستعادة والإستحضار والمذكّرات والذّكريات والتّداعيات والرّغبات المؤجّلة واشتعال الشّهوات وانطفائها
وبحثت الشّاعرة رضوان عن المكان في الكتاب وزمان الأحداث الّتي تكتب عنها الشّاعرة منى ظاهر: النّيل، المنفى، الوطن
واعتماد الكاتبة منى على حاسّتين أساسيّتين هما اللّمس بالأصابع والسّمع بالصّوت
عن مفهوم الأصابع الّذي يشتمل كلّ الحواسّ فيه، وفلسفتها الخاصّة الّتي تطرحها في الكتاب وتساؤلاتها الممنطقة، وما هو سرّ العود والأوتار؟
وأنّ الكتاب يحمل لغزًا حاولت رضوان فكّه
وتركّزت على دور الأساطير في الكتاب وانّها تحتاج إلى قارىء جيّد ومثقّف، كأسطورة تيتانيا (حلم ليلة صيف- شكسبير) وأسطورة لالوبا (الذّئبة الأسطوريّة الّتي تحيي الكائنات من خلال تجميع العظام من بين الكثبان الرّمليّة والرّياح تعوي، الذّئبة المتميّزة بالإخلاص والحبّ والعطاء والتّفاني وحبّ الحياة، ذات المشاعر العميقة القادرة على التّحكّم والتّكيّف مع كلّ الظّروف بعمق إدراكها، وبحسب الأسطورة النّساء خلقن من تجعيدة في باطن قدم الذّئبة، تلك أكثر المناطق حساسيّة)
وأسطورة إيزيس (الأرض الطّيّبة مصر) الّتي تشكّل روح الكون والأمّ العالميّة
ثمّ تطرّق د
بطرس دلّة لحديثه عن متابعة إبداع منى من أوّله وتشجيعها وأنّه تناول أصابع في دراسة نشرت قبل فترة في الإعلام وتحدّث عن فقرات منها، وأنّ الكتاب متميّز الأسلوب لغة ومضمونًا
وأنّه كان من المتضامنين ضدّ منع كتاب أصابع مع الشّاعر رشدي الماضي
شاركت بالتّساؤلات أيضًا الشّاعرة سعاد قرمان الّتي أثنت على أسلوب منى وتجديدها وشفافيّتها وشخصيّة المرأة الموجودة في أصابع
وتحدّث الشّاعر نزيه حسّون عن أنّ أصابع هو سِفر في العشق والحب، وكان الأجدى بدل منع الكتاب إقتراحه لأن يكون للتّدريس وللقراءة العميقة والإهتمام الّتي تستحقّه نصوص الكتاب لعمقها وتجديدها وجرأتها
بعد ذلك شاركت منى بقراءات من وحي الكتاب أصابع وأجابت عن التّساؤلات الّتي تمّ طرحها من الكتّاب والكاتبات، الشّعراء والشّاعرات والمهتمّين والمهتمّات المتعلّقة بأصابع وأيضًا بمنع الكتاب ومنع الإبداع بشكل عامّ والّذي هو رئة إضافيّة للحرّيّة، وعن معاناة الكاتب في إصدار إبداعه وعن كلّ الشّهادات الّتي استمعت لها اليوم وأثارت مسؤوليّتها أكثر للتّقدّم والإستمرار وعن شكرها لكلّ من ساهم وشارك ودعم هذا اللّقاء
هذا وقد عبّر أعضاء منتدى الحوار الأدبيّ عن تضامنهم مع الشّاعرة والكاتبة منى ظاهر واستنكارهم لإقدام الرّقابة الأردنيّة على منع توزيع كتاب أصابع، ممّا أدّى إلى المسّ مباشرة بحرّيّة الكلمة والتّعبير، وحرمان الجمهور من وصول الكلمة الحرّة إليه وطالبوا بإلغاء القرار بصورة فوريّة