الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

الذاكر والغافل/ بقلم: حازم ابراهيم

حازم ابراهيم
نُشر: 10/09/20 16:09,  حُتلن: 17:13

عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) متفقٌ عليه ، في هذا الحديث الشريف بيان لفضل الذكر ، إذ به تظهر الحياة على الذاكرين لما يُضفيه عليهم من النور وما يصل إليهم من الأجر، إن الغافل عن ذكر الله كالميت والذاكر كالحي، وأنه ينبغي للمؤمن أن يكون ذاكرًا لله ، ولهذا في حديث عبدالله بن بسر لما قال: يا رسول الله ، علمني بابًا أتشبث به ؛ فإنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ ، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله فينبغي للمؤمن أن يكون كثير الذكر حتى يكون بعيدًا عن مشابهة الأموات ، فالغافل شبيه الميت ، والذاكر شبيه الحي ( وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ) كما أن التاركين للذكر وإن كان فيهم حياة فلا اعتبار لها ، بل هم أشبه بالأموات إذ لا يشعرون بما يشعر به الأحياء المشغولون بطاعة الله سبحانه ، والمراد بالذكر الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها ، مثل التسبيح والتحميد والحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة ، كما أن الذكر يطلق على المواظبة على العمل بما أمر الله تعالى به ، كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والصلاة النافلة ، كما أن الذكر أنواع : منه الذكر باللسان ، والذكر بالقلب ، والذكر بالجوارح ، والمراد بذكر اللسان كل الألفاظ الدالة عليه من التحميد والتسبيح والتمجيد والذكر بالقلب يكون بالتفكر في أسرار المخلوقات والكون ، والذكر بالجوارح يكون باستغراقها في الطاعات التي أمر الله تعالى بها ، ويَكفي الذاكر فضيلة أن الله تعالى يذكره قال تعالى : {فَاذكُرُونِي أَذكُركُم} ففي الآية بيان لشرف الذكر والذاكرين ، وقد ذكر الإمام ابن القيم فوائد عديدة للذكر منها : أن حياة المسلم في ذكره لربه يزهو وجه المسلم وتحصل له النضارة والجمال ، ويزول همه ويشعر بالسعادة والفرح والسرور لذا فمن أراد أن يعيش هذه الأمور واقعًا في حياته فعليه بالمحافظة على الذكر ، ومن فوائد الذكر أن الإنسان بالذكر يحصّل رضا الله تعالى ، ويطرد الشيطان وتفتح له أبواب المعرفة ، كما أن الذكر وسيلة للحياة بكل ما فيها من خير، والبعد عنه وسيلة لكل شر، كما أنه سبب للطمأنينة والراحة وسعة الرزق ، والبعد عنه سبب للشقاء والتعب .

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة

.