اجواء الألم لا تزال تخيم في قرية الفريديس بعد رحيل الصحافي زياد ابو عريشة (56 عاما) بعد ان اصيب بفايروس الكورونا، لا سيما انه تعافى من المرض، وكان يستعد للعودة الى احضان عائلته، وفجأة طرأ تدهور في صحته ليفارق الحياة بعد ايام.

عائلة ابو عريشة تعمل في مجال الطب، فإبنته البكر رنا ابو عريشة-محسن (27 عاما) تعمل طب عام، وهي متزوجة وام للطفلة تايا (8 شهور) ، فهي الحفيدة الأولى للمرحوم الذي احتفل يوم ولادتها وكان في كل يوم يزورها ليطمئن عليها وليلعب معها. الإبنة الثانية عبير (25 عاما) وهي طبيبة في المجال النسائي، وقبل شهر احتفل بخطوبتها المصغرة.الإبن طارق (23 عاما) يدرس الطب سنة رابعة والإبن الأصغر محمد يدرس الطب في خارج البلاد.

الممرض رياض ابو عريشة شقيق المرحوم قال:" كل الوقت كنا نناشد السكان بضرورة الإلتزام بكافة تعليمات وزارة الصحة، وعدم التواجد في التجمهرات، والمرحوم زياد كان يشدد ويحافظ على التعليمات، لكنه اصيب ولا نعلم مصدر اصابته".

واضاف:" شقيقي نقل الى مستشفى هيلل يافة في الخضيرة قبل 4  اسابيع، بعد ان شعر بعوارض، وعندما علمنا بان نتيجتة ايجابية، العائلة وكل من كان على تواصل مباشر معه دخل لحجر الصحي. بعد اسبوعين تعافى من فايروس الكورونا، وتحدث وضحك وكان يستعد لتسريحه من المستفى والعودة الى عائلته، وقبل موعد تسريحه بيوم واحد طرأ لديه ارتفاع في درجة الحرارة وصعوبة في التنفس، وفي يوم  19/9 نقل من قسم الكورونا الى قسم العناية المكثفة، وهناك كان مربوط بجهاز التنفس الإصطناعي".

وواصل الشقيق حديثه:" قبل وفاته تحدثنا مع زياد وقال لنا "غدا سأكون بين احضان العائلة ان شاء الله، فقد اشتقت اليكم، لزوجتي وابنائي وحفيدتي"، بينما نحن كنا نستعد لإستقباله بأجواء احتفالية مصغرة، لكن فرحتنا هدمت بعد ان علمنا بأنه سيبقى في العلاج المكثف".

واردف الشقيق:" زوجته سهام التي تعمل معلمة في روضة قالت "لقد فقدنا العمود الفقري للعائلة، ولا اعلم كيف ستستمر حياتنا بدون زوجي الغالي". ففي حديثه الأخير مع زوجته شعرت بالصعوبات التي يمر بها الزوج الذي تحدث معها عن امور خاصة وقال وصيته في حال وان فارق الحياة، وكل الوقت كان يقول "حافظوا على انفسكم وابقوا سوية"، بينما نحن من حوله وننتظر بان يستيقظ لنتبادل الحديث معه، لكنه فارق الحياة، وكم كانت الأجواء مؤلمة".