الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 22:02

نكبة - بقلم: رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 25/09/20 20:02,  حُتلن: 07:56


طَرَقتُ البابَ

طَرَقتُ وَطَرقتْ
هلْ من مُجيبْ ؟؟ كَانَتْ الابوابُ مُوصَدة
لم اسمع سوى صدى وبقايا سراب
لم ار سِوى ضَبابْ
قَرْعُ الرياحُ هُوَ المجيبْ ولمْ يكنْ احدٌ
خَلْفَ البابْ
جَميعَهمْ رَحَلوا معْ أوراق أيلولْ
وَلهيبُ آبْ
وُجودهم مَا كانَ الا سَحَابْ
في واحةٍ يَملأُها رِهابْ
تَبَخّروا كَقطراتِ النّدى في يومٍ لهابْ
الذّاكرة تَضِجُّ لمْ اعدْ اذكرُ من بَقيَ وَمنْ غَابْ
ذرات

ذرات تُراب وقشور عَديمةُ اللّبابْ
يَسْقطونَ معْ اولِ ريحٍ عَاتيةٍ رَواحٌ وَإيابْ
والطّريقُ

طريق غِيابْ لَيْسَ فِيها رَجْعَةٌ
رَاياتُ إنسحاب
غِرْبَالٌ إمتلأ بيومِ حصادٍ حصى في بيدرٍ
صَاحِبه غَابْ
قَدْ رَحَلوا، أخذوا الذاكرة وَرَحَلوا
أخذوا الزّيتون ورحلوا
أخذوا الاوجاع ورحلوا
حَمَلوا الصّبر وَرَحَلوا
غَابوا بطياتِ الزّمن وَرَحَلوا
حملوا مفاتيحهم ورحلوا
حملوا الصّكوك والطَّابو ورحلوا
حملوا الصّخرةَ ورحلوا
رَحلوا ورُحلوا غُربوا واغتربوا
أغراب في اوطانٍ غير الوطنْ
بجعبتهم وطن بين قضبان القلبِ
له علمْ
أخضرٌ بلونِ الصّبرْ
أحمرٌ بلونِ دم الشّهداء
أبيض بلونِ الكفنْ
اسودٌ بلونِ الارضْ
تراتيلهم

نُواح
أغانيهم

بكاءٌ وصراخْ
على من غاب وراحْ
على ما تركوا خلفَ شمسِ الصّباح
على آهاتهم والجراحْ
على مذابحهم ومجازرهم ودماء
أطفالهم وعويل نسائهم وعرضهم المباحْ
الى المنفى، الى الضياع الى المجهول
الى لا وطن لا أرض لا امان
لا بيت لا بئر لا سهل لا جبل
لا حصان لا قافلة ولا هودج
كله ضاع كله راح مع الرياحْ
مع خيوطِ اللّيل والفجرِ الوضاحْ
تَرَكوا البيّارة تَركوا الحَارة
تركوا غزلِ الجَارة
تركوا البيادرْ
والصّنّارة
تركوها للتتر والبربر والمرتزقة الجرّارة
تركوا سُفنهم في خلجانٍ مِحتارة
على بواباتِ يبوسْ وايليا
الجَبّارة


بقلم :رشا وتد :25-9-2020

مقالات متعلقة

.